السعيد بوطاجين - الترجمة والمصطلح.. دراسة في إشكالية ترجمة المصطلح النقدي الجديد

حاولنا في هذا البحث، الذي ظل مهيمناً على ميولنا، تناول إشكالية ترجمة المصطلح النقدي الجديد إلى اللغة العربية، وقد استعملنا "الجديد" جوازاً، كما نوظف "القديم" جوازاً كذلك، قياساً بالاستعمالات المتواترة، لأننا لسنا مقتنعين بطريقة تعريف هذا الحديث ومفهمته، خاصة عندما يكون نقلاً إملائياً أو امتداداً لإرث معرفي حلقي النمو أسهمت في إنتاجه شعوب وحضارات متداخلة.
تعود فكرة الموضوع إلى سنوات خلت، لم يكن هناك صفاء في التعامل مع المفاهيم المنقولة إلى العربية، وقد تجلى ذلك في مستويات استقبال المصطلح وتذبذبه، بالنظر إلى مؤثرات مركبة، أهمها الجانب المعرفي الذي ظل بحاجة إلى تأثيث يستدعي الإلمام باللغة المهاجرة واللغة المهاجر إليها، العربية واللغات الأخرىة التي نتعامل معها في الوطن العربي: الإنجليزية، والفرنسية، والروسية.
لم نتردد عندما اقترح علينا الدكتور رشيد بن مالك وأساتذة بالجامعة الجزائرية تناول المسألة من زاوية موضوعية للكشف عن الخلل الحاصل في تفاوت التلقي والنقل، في الإدراك وكيفياته، لأن هنا مدارك عدة تتجلى بوضوح في قراءة المنتوج الغيري.
لقد كنا نعاني، وما زلنا، كما الآخرين، من مشكلة اختيار المصطلحات الضرورية لترجمة المفهوم النووي: هناك خيارات عدة بحيث تنمحي كل الخيارات في اللخظات التحيينية، عند الانتقال من المستوى النظري إلى المستوى التطبيقي. ضف إلى ذلك بعض النقل الخاطئ لمفاهيم متجذرة في الإرث الإنساني. كان الأمر يتعلق بمفارقة من نوع دائرة مستطيلة. أي أن التناقضات كانت من الكثرة بحيث تدخل الباحث في ما يشبه العبث واليأس.
إن هذه البلبلة التي تعود إلى عوامل لا حصر لها، كانت وراء اهتمامنا بمسألة المصطلح والترجمة، بيد أن هذا العمل الذي نعده جزئياً، سيكون مقدمة لدراسة لاحقة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى