ناديه شكري - رقصة الموت.. قصة قصيرة

قرأت الشابة الصغيرة لمياء التي تبلغ من العمر عشرين عاماًَ هذا الإعلان بمجلتها المفضلة التى تتسابق على شرائها وقت صدورها شهرياًَ لتكون أول من يقرأها وسط زميلاتها بالجامعة .. ولكن الذي لفت نظرها أن المجلة لأول مرة تعلن عن مسابقة فى الرقص المبدع وجائزتها ثلاثون ألف دولار... ومضمون الإعلان أن تكون الفتاة المتقدمة لهذه المسابقة جميلة ... رشيقة .. وعمرها لا يقل عن عشرين عاماًَ ، وأن تقدم إستعراضا رقصيا مبدعا بشكل يفوق العقل ... وحينما قرأت الإعلان وجدت أن شروط المسابقة تنطبق عليها فقررت أن تشترك فيها وأتصلت برقم تليفون المجلة لتسجل اسمها للإشتراك وتقديم إستعراض فى موعد المسابقة وهو أول يوم من الشهر القادم ... ولكن أخذت تفكر كيف أصمم رقصة إبداعية من تأليفى لأشترك بها وتكون مختلفة عن بقية المُشتركات ...؟ وظلت تفكر وتفكر إلى أن وصلت لفكرة جيدة وهي أن ترقص وسط النيران المشتعلة وأطلقت على هذه الرقصة إسم ( رقصة الموت ) ... وبالفعل إختارت لمياء إسطوانة الموسيقى المناسبة وسط العديد من الإسطوانات وأشعلت بعض الشموع ووضعتها على الأرض وقامت بالتدريب على الرقص وسط الشموع وظلت تتدرب على هذه الرقصة فى المنزل بشكل إستعراضي مختلف لمدة أسبوعين قبل بدء موعد المسابقة... وبالرغم من أن مدة التدريب قليلة إلا أنها أستطاعت أن تصمم رقصا إبداعيا كالراقصات المحترفات ... وقبل موعد المسابقة بثلاثة أيام أتصل بها مندوب المجلة ليؤكد لها بأن لا تتأخر عن موعد الحفل الذي سيبدأ فى الساعة العاشرة مساء كما أستفسر منها عن نوع إسم الرقصة حتى يتم تجهيز المسرح بتصميم الديكور الملائم ... وفى الموعد المحدد توجهت لمياء الشابة الصغيرة وسط العشرات من الفتيات المُشتركات في هذه المسابقة ... ولكن وجدت المفاجأة بأن جميع الفتيات راقصات محترفات في فرق مشهورة ... وجلست تفكر كيف سأكسب المسابقة وسط هؤلاء...؟ فانا لا شئ وسطهم ...! وبدأت المسابقة ولجنة التحكيم تشاهد إستعراض رقصة كل فتاة تلو الأُخرى ... ثم نادت اللجنة على لمياء ... ودخلت المسرح وقلبها يدق بسرعة والمسرح مُجهز بالنيران المشتعلة في كافة الجوانب والوسط على شكل وردة كبيرة من النيران بتصميم رائع وبدأت الموسيقى مع أول خطواتها فى الرقص وظلت ترقص وسط النيران وهي خائفة وتشعر بأنها وسط فرن ساخن ... النيران حقيقية مختلفة تماماًَ عن نور الشموع ... وجدت لمياء نفسها لأول مرة وهي غير قادرة على الوقوف على خشبة المسرح ولم تستطيع رؤية أي شئ أمامها ... دقائق .. ودقائق ... وقعت الفتاة الصغيرة على خشبة المسرح وسط النيران ... ولم تستطيع أن تكمل الرقصة وأقفل الستار ... أسرع أعضاء اللجنة نحو لمياء للإطمئنان عليها... لكن كانت قد فقدت الوعي تماماًَ وظلت في غيبوبة .. !!!
جاءت سيارة الإسعاف لنجدتها... وهناك في المستشفى أكد الطبيب المعالج لأسرتها بأنها تعرضت لصدمة عصبية شديدة كادت أن تنهي حياتها لولا تدخل عناية الله ... ظلت لمياء الشابة الصغيرة تعاني من آثار رقصة الموت التى قامت بتصميمها بنفسها ولم تكملها على المسرح يوم المسابقة ...!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى