قصة ايروتيكة جورج سلوم - أنصاف الرجال!!!!

المرء بأصغريه .. قلبه ولسانه .. وهما على الخط المنصف للرجل .. وعندهما يلتقي النصفان الأيمن والأيسر للمرء..

والنصفان ليسا بحالة تعادل ولا تكافؤ .. ولا يتطابقان إلا ظاهرياً

هناك نصف أقوى من نصف .. وأكثر مهارة

ونصفٌ أكبر من نصف ..وأكثر جسارة

فالذراع الأيمن أضخم عضلياً .. وأكثر قوة .. وأدقّ بالحركات .. وبالنهاية هو السائد عند معظم البشر ..

هو الذي يكتب والآخر مجرد قارئ .. وهو الذي يستعمل الممحاة .. والآخر مجرد مكنسة لبقايا الكتابة يمسحها حتى أطراف الورقة .. ثم ينفخ الفم عليها .. فيزول كل شيء وكأنه لم يكن

والأيمن هو الذي يأكل .. ويضع اللقمة بالفم .. وهو الذي يمسك السكين ليقطع اللحم في الصحن .. أما الأيسر فأعطوه شوكة التثبيت ..

والأيمن هو الذي يضرب .. ويصفع .. ويقتل .. ويطلق النار .. ويشهر السيف .. والآخر يثبت الغمد فقط ليدخله السيف حتى الأعماق

والأيمن هو الذي يصافح ويلقي التحية من بعيد .. ويقبض على يد الآخرين .. ويهزها .. ويختبر قوتها .. فهو سيد الحرب وسيد السلام .. والآخر للتوازن في السير .. وحمل كيس البطاطا والبصل

والأيمن هو الذي يستل المحفظة من الجيب ويفتحها ويعد النقود ..

وهو الذي يضرب الحصان الذي يقود العربة .. ويوجهها يميناً أو يساراً .. والأيسر يمسك اللجام فقط

وحتى عندما تصفق .. فراحة اليد اليمنى تضرب اليسرى بشكل عفوي ومستمر وأبدي .. تعاقبها .. تريد صوت التصفيق أقوى .. فاليسرى سرير لليمنى التي تدقها وتدقها

والطرف الأيمن هو الذي يمسك المطرقة .. ويدق المسمار الذي يمسكه الأيسر.. وأي انزياح ستصاب أصابع اليد اليسرى بالطرقات المؤلمة .. وحتى عندما يحدث ذلك .. يقولون لابأس إنه إصبع أيسر .. تلعقه .. تعض عليه قليلاً .. وتنسى الألم

كل ذلك يدل على أنّ المرءَ نصفان .. ولا يتعادلان ولا ينطبقان ولا يتساويان بإذن الله .. وإذا تساويا فلا حول ولا قوة إلا بالله !

عندها تصبح حالة مرضية معنّدة .. إذ يتعادلان عند المشلول شللاً رباعياً .. فلا يستعمل أطرافه .. ويتدليان كخرقة بالية .. فلا تعرف يمناه من يسراه .

دعهما إذن منفردان متباعدان .. يعملان كلّ براحته .. فذلك إبداعٌ وتكامل .. كالعزف على العود .. أحدهما يقرع الوتر والآخر يثبته ليجود اللحن .. وترتجف اليد اليسرى على ذراع العود وتنسحب على الوتر فيبكي .. لذا تكون اليد الأضعف أكثر حناناً .. لا تنسَ الطبل وقارن بين العصا التي تحملها اليمنى وتلك العودة التي تحملها اليسرى !

نعم ..نعم ..وقالها أحدهم .. وأضاف :

- ذلك صحيحٌ عند البشر أجمعين .. رجالاً ونساء .. فلم تُعَنْوِن قولك بأنصاف الرجال ؟

أين اختلافات النساء بأنصافِهن .. ولا تنس إنصافَهن

فإذا كانت المرأة نصف الرجل .. إذ ترث نصفه !..

فأي النصفين تعطيها ؟.. الأيمن أم الأيسر ؟

عندها ضحكت وقلت :

- بدأت مشكلتي مع المرأة عندما شاهدت حورية البحر !.. فنصفها سمكة ونصفها الآخر امرأة .. واحتار البحارة في أسفارهم الطويلة أين يضعون الخط الناصف للمرأة .. فإن كانوا غرقى وفي أتون العاصفة يصبح الخط عند السرة .. فيطول نصفها الذيلي ..وتشتد زعانفها وتنقذهم .. وبعد أن يسكن البحر ينزلون الخط الناصف لها لمنطقة الركبتين .. وهكذا

وهذا هو منظار المرأة للرجل .. تقسمه نصفين .. لا يهمها يمينه أو يساره .. وحتى لو وصلنا باليمينية واليسارية للسياسة ..

هي تقسمه نصفين علوي وسفلي .. ولذا ألبسوا الرجال حزاماً نصفياً .. فالرجل لا يضعه ولا يحزم به السروال كما تظن .. وإنما يقسم به جسده علوياً وسفلياً من أجل المرأة فقط .. لتقارن بين نصفيه .. فإذا انتفخت جيوبه تضخم نصفه السفلي .. وإن كبر شاربه تثاقل نصفه العلوي

ضحك السامع فقط .. وأما القارئ فتابع القراءة ولم يظهر على وجهه أي علامة .. إذ كان يستعمل نصفه العلوي فقط أما السفلي فكان جالساً على مقعد غير مريح .. لذا تململ في جلسته (أقصد السفلي فقط ).. فهو لا يقرأ ولا يعرف ماذا يجري فوق الطاولة

وتساءل السامع وكانت أنصافه (الأربعة ) متفاعلة مع القصة :

- فماذا تقول فيمن ارتدى عباءة ؟.. متدلية كالجرس .. أو ارتدى معطفاً طويلاً حتى ركبتيه ؟ .. ألا يعتبر ذلك صعباً في تمييز أنصافه .. (لا تؤاخذني فأنا أستعمل الجمع دون المثنى ).. فعلى ماسبق يكون للمرء أنصاف وأنصاف .. ويمكن تقسيمه طولياً وعرضياً

- نعم .. والطب يقسم المرء مقطعياً (على طريقة التصوير الطبقي ).. فيصبح للمرء الكثير والكثير من الأنصاف

كل ذلك والنصف السفلي للقارئ خارج اللعبة .. يهزهز قدميه مللاً .. ويحرك ساقيه يمنة ويسرى .. فالحياة فوق الطاولة غير التي تحتها .. العلوي يقرأ ويرى ويستمتع بالنور .. والسفلي تحت الطاولة حيث الأرجل والأحذية فقط .. وفي خضم تحرّكاته العشوائية .. ارتطمت قدمه بقدم أكثر نعومة وانسحبت تلك القدم خجلة .. فتبعها من تحت الطاولة وعاود الالتصاق بها بجرأة .. بل واحتضنها ..والتحم بها .. وتعانق الأقدام مثير أيضاً

الله أكبر .. ما هذا ؟.. مالذي يتحرك في الأنصاف السفلية ؟

النصف السفلي للإنسان يحب أيضاً .. ولوحده .. وبدون نصفه العلوي !

وهكذا أحب النصف السفلي للقارئ نصفاً سفلياً مقابلاً لقارئة في تلك المكتبة .. واستمر العلوي بحالة نقاش مع الآخرين !

هنالك ملاحظة أضافها النصف العلوي للكاتب على عجل .. وقال فيها (إن مونيكا عندما قرأت المقالة أعجبت بها وأرسلت نسخة منها بالبريد الالكتروني إلى هيلاري .. لكنها غيّرت العنوان .. فأصبح .. الحب تحت الطاولة )!!

د. جورج سلوم

*******************

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى