إبراهيم عبدالكريم محمد - العودة الثانية ليسوع..

دعوا الحلم لي
أيها الغاصبين
أُكَسِّر في الغيب
قيد الرُّقادِ الذي لا يزال على معصمي
وأرسم في الأرض أفريقيا
لأطلق فيها حمام السلام
فيمسح بالحب دمع السنين
دعوا الحلم لي
كي أعود لأصلي
أرى جدَّتي
في مرايا البساطة تحلق رأسي
فأدفن في الرَّمل خصلات شعري
ليصبح قمْريةً بعد حين
دعوا الحلم لي
كي أراني صبياً
أقدِّم للشَّمسِ أسنان جدِّي
وآوي إلى صخرة الأمنيات
فأطفئ بالعزف نيران همِّي
وأسقي بدمعي ورود الحنين
فَحُريَّتي لن تموت...
لن تموت...
وكيف تموتُ
وإنِّي يسوع وهذي بلادي!
وذاك النخيل نبوءات أمِّي...
دعوني لوحدي ألملم ذاتي
وأفتح مذياع وحيي
سريعا سريعا
قبيل الهزيع وقبل
استواء الكرى في الجفون
فمريم أمي هي الأرض
سمراء
عذراء
حوراء تبكي دما
دعوها تعطِّر محرابها بالصَّلاة
تهزُّ جذوع نخيل السماء
فيسقط تمرا بغير امتراء لسكان أرضي...
أولئك هم صفوة الطيبين
ظننتم بأنِّي
صلبت قتيلا
بعيْد العشاء الأخير
هنالك في جُلْجُلَة..
خسئتم
علوت ولكنني لم أمت...
ولولا يَهُوذَا الذي خان
عهدي وباع دمائي بشيء
من المال ما كان قدسي لكم منزلا
وقد كنتمُ قبل جوعى تسيرون خلف ضجيج الطحين
فها عدتُّ شابا
وقدسي هي الآن إفريقيا...
وهذا السَّواد انتماء
لهذا التُّراب الأصيل
وتلك العيون دليل على غلظتي
فاهربوا...
أنا الآن جيش من المخلصين الذين يَدُقُّون طبل التَّخَلُّصِ من كل داء مميت لعين
دعوا الحلم لي
أيها الغاصبين
أكسِّر في الغيب
قيد الرُّقاد الذي لا يزال على معصمي
وأرسم في الأرض أفريقيا
لأطلق فيها حمام السلام
فيمسح بالحب دمع السنين





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى