ديوان الغائبين ديوان الغائبين : الكامل الطاهر الحامدي - مصر - 1880 - 1915 -

الكامل الطاهر عوض الله الحامدي.
ولد في بلدة الكرنك (الأقصر - جنوبي مصر)، وتوفي فيها.
عاش في مصر.
حفظ القرآن الكريم، وتلقى تعليمًا أزهريًا، حتى حصل على الإجازة العالية في الأزهر.
عمل خطيبًا وإمامًا لمسجد الكرنك بمدينة الأقصر، إلى جانب عمله بالدعوة، انتسب إلى التصوف والطرق الصوفية.

الإنتاج الشعري:
- له مطولة شعرية في رثاء أبيه (106 أبيات) مطبوعة في نشرة خاصة.

الأعمال الأخرى:
له منظومة (أرجوزة) تعليمية تشرح مسائل علم البيان.
شاعر فقيه متصوف، وقصيدته الباقية في رثاء أبيه يجري فيها على عادة القدماء، ويستمدّ صوره وتراكيبه اللغوية من الشعر التراثي مستفيدًا من معجم المدائح
النبوية وقصائد الغزل القديمة حيث ذكر الأماكن النائية والقوافل النازحة والفراق الموجع. صوره تقليدية، وعبارته فيها قدر من الرصانة، مع حرص دائم على إضفاء الجو الروحي. له نماذج في الأنظام التعليمية، خاصة علم البيان، يشرح فيها نظمًا التشبيه والاستعارة وتقسيم الاستعارة، والمجاز، وغيرها من موضوعات علم البيان.

مصادر الدراسة:
- لقاء أجراه الباحث ناصر فولي مع حفيد المترجَم له المأذون الشرعي - الأقصر 2004.

منقول عن موسوعة البابطين



من قصيدة: خيّموا بالخيف


خـيَّمَوا بـالخَيْف مــــــــــــن خلف العَلَمْ
ونأوا بـالـبـان أم بـيـن السلـــــــــمْ
وأقـامـوا لـيـتَ شعـري بـــــــــــاللِّوى
أم أنـاخـوا العِيس فـي وَعْثـــــــــا إضَمْ
فـارقـوا الأوطـان لـــــــــيلاً واهتدَوا
فـي دُجى اللـيل الـبـهـيـم بـــــــاللِّمَم
لستُ أدري هل لهـمْ مـن عــــــــــــــودةٍ
أم قضى الـدهـرُ ببعـدٍ مُلـــــــــــــتَزَم
آهِ مـن يـوم النـوى هل مـــــــــــــثلُه
فـي الجـوى يـوم اجتـمــــــــــاعٍ للأمم
ضـاع صـفـو العـيش وا حُزْنـي عـــــــــلى
تلكـمُ الأيــــــــــــــام والأنس الأتَم
هل حِمـاهـم مُشـرِقٌ مـن بعــــــــــــدُ أم
قـد تلاشى واكتسـى ثــــــــــــوبَ الظُّلَم
لـيـتَ شعـري هل بـه الضَّيفُ ثـــــــــــوى
مُكْرَمًا والجـارُ هل فـيـه اعتصـــــــــــم
أم أســــــــــــــــــاء الضّيفَ قِلٌّ وقِل
ـــــــــــــــــــوغدا حقُّ النزيل مُه
صـادقَ الـودِّ اندُبَنْ مـثلـي عـــــــــــلى
أنْ عـلا الـحـزنُ عــــــــــلى تلك الخِيَم
وادّكرْ أنسًا بـهـمْ لـم تــــــــــــــنسَهُ
واسكبِ الـدمع غزيرًا كـالـــــــــــــدّيَم
خـفِّفِ اللـوم ورفِّهْ عـاذلــــــــــــــــي
لا بُلـيـتَ الـدَّهْرَ مـثلـي بـالألــــــــم
صـاحـبـي مَهْ لا تقـل مهلاً فـمــــــــــا
بعـدَ ذا صـفـــــــــــــــوٌ ولا أنسٌ يؤم
واحتسِبْ أجـــــــــــــــــرك إنْ تقضِ أسًى
عـند مـن يـقضِي ومـا يـومًا ظلــــــــــم
ذلك الربُّ الـذي لا غـــــــــــــــــيرُه
خَلَقَ الخَلْقَ وأسدى للنّعــــــــــــــــــم
أمـرُه الأمـرُ الـمطـاع مـثلـمــــــــــا
حُكـمه الـمـاضـي عــــــــــلى رغمِ الأمم
مـن قـديـمٍ وهْو ربٌّ قـــــــــــــــــادرٌ
دبّرَ الأمـر عـلى وَفْقِ الــــــــــــــحِكَم
كلُّ مَن فـي الكـون آتٍ عـــــــــــــــنده
خـاضِعٌ راضٍ بـهـاتـــــــــــــــيكَ القِسَم
قـد تعـالى عـن شبـيـهٍ فـي الــــــــورى
مـثلـمـا قـد جلَّ عـن كـيفٍ وكـــــــــــم
سـائلـي اعْلَمْ أنّنـي راضٍ بـمــــــــــــا
قـد قضى لـي مـن وجـودٍ أو عـــــــــــدم
صـابرٌ حقّاً وإنْ وقْعُ النــــــــــــــــوى
فتّت الأحشـا وأوهى ذي الهـــــــــــــمم
جِسْمِيَ الضَّخمُ القـويْ لكـــــــــــــــــنّه
بعــــــــــــــد ذا إن مسّه الريح انهدَم
وكذاك الصـبُّ إن عزّ اللّقــــــــــــــــا
عـاف صـفـو الـدهـر بـلْ والعـــــــيشَ ذم
مقـلـتـــــــــــــــي جُودي ولا تستكثري
هـاطلَ الـدَّمع بخطْبٍ قـد ألــــــــــــــم
أَكْسَبَ القَلْب عـنـاءً واكتســـــــــــــــى
مـنه جسمـي ثـوبَ ضُرٍّ وسقــــــــــــــــم
نـائـيًا عـن مقـلـتــــــــــــي هل رجعةٌ
أم أقـمتَ الـدهـر جــــــــــــارًا للرِّمم
كـيف تسطـيع انفرادًا بعـدمـــــــــــــا
كـانـتِ الزوّار عُربًا وعجــــــــــــــــم
بـيـتُك الـمعـمـور إذ كـنـتَ بــــــــــه
مـثلـمـا مَغْنـاك قـد كـان الـحــــــــرَم
آهِ لـو تُجـدي وكـم مـن قـــــــــــــائلٍ
آهِ مـن فرطِ الـتـنـائـــــــــــي والنّدم
قـد مضى الأستـاذُ والـمـولى الــــــــذي
فـارقَ الـدنـيـا ولــــــــــم يأتِ اللَّمم
طـاهـرُ القـلــــــــــــــب الغزيرُ دمعُه
خشـيةَ الـمـولى وخـوفَ الـــــــــــمزدحَم
رُبَّ لـيلٍ قـام فـي ظَلـمـــــــــــــــائه
مقتفٍ إثْرَ الـذي أحـيـــــــــــــا الظُّلَم
خـاشعًا للّه يـــــــــــــــــــخشى بأسه
حـيثُمـا الأهـواءُ عـــــــــــــمّتْ للأمم
يلـتقـي الآلاءَ بـالشكر كـمــــــــــــا
بـاصطبـارٍ جَلّ يجلــــــــــــــــو للإزَم
سلَّمَ الأمـرَ لـمـولاه ومــــــــــــــــا
غـيرَ ركـنِ الصَّمت والصّبر اغتـــــــــــنَم
يرتضـي الـحـال الـتـي جــــــــــاءت له
مـن جـمــــــــــــيلِ الصنع بؤسًا أو نِعَم
فـي الـدّجى بـالـذكر والـتسبـيح كــــــم
عطّر الأرجـاء واستـــــــــــــمطى الهِمم
أُنْسُه بـالله فـي آيــــــــــــــــــاته
يجتلـي مـن آيـهِ السـرّ الأعــــــــــــم
قـيـدَ شبرٍ لـم يحـلْ فـي هديــــــــــــه
دائمًا عـن مُحْكَمِ الـــــــــــــذكر الأتَم
عـن معـانٍ فـيــــــــــــــه إن تسأل له
خِلْته لا شكّ كـالـبحــــــــــــــر الخِضم
مُظهـرًا للنّاس مـن آيـــــــــــــــــاته
أيّ معـنًى كـان قبـــــــــــــــلاً مُكتَتَم
يـا جزى اللهُ جـمـــــــــــــــيلاً صنْعَهُ
وسقـاه الغـيثَ مـــــــــــــن مُزنِ الكرم
كلّمـا أجـرى يراعًا فـي العــــــــــــلا
قـلـتُ سبحـان الـذي أجـرى القـلــــــــم
أيُّ عـلـمٍ ذاق لـم يـهدِ الــــــــــــورى
مـنه سِفْرًا فـيــــــــــــــــه حُكْمٌ وحِكَم
لـيس كـسبًا فهْمُهُ بـل إنمـــــــــــــــا
واهــــــــــــــــبُ الفضل إذا أعطى أتَم
وعـظُه الـوعـظ الـبـلـيغ إن يـقــــــــل
قـال طه أسمعَ الأعـمـى الأصــــــــــــم
يـنحنـي كـالغصن تعـظيـــــــــــــمًا له
حـيـن يُبـدي مـن سجـايــــــــــاه العِظَم
كـم له مـن هـزّةٍ تبـدو وكــــــــــــــم
عـشقِ قـلـبٍ فـيـه بـل شـوقٍ أتــــــــــم
شـيـمةٌ فـيـه وسـيــــــــــــــــمٌ وجهُه
إنه فـي «طَيْبةَ» العـشقَ الــــــــــــتزم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى