قصة ايروتيكة جورج سلوم - أحلام مبللة

كانت معلّقة بين السماء والأرض على شفا جُرفٍ يقود إلى الهاوية .. فصاحت متوسّلة:

-لا تفلِت يدي أرجوووووك .

أجاب وكان واقفاً فوقها .. ممسكاً بيدها وقد خارت قواه :

-إذا لم أفلتكِ ... سنسقط سوياً !

- دخيلك ..أتوسّل إليك .. رأسي تدور عندما أنظر إلى أسفل .. لا تتركني.. ابقَ معي قليلاً .

- وأنا بدأت قوايَ تتهالك .. قد أسقط معكِ .. ليس لديّ ما أمسك به .

- ويلي .. كم ستبكي أمي عليّ .. ستموت ورائي غارقة بدموعها .. ..

- يدكِ بدأت تنزلق .... إنها مشيئة القدر.. لا تنظري إلى أسفل .. انظري إلى فوق .. انطقي الشهادتين تدخلين الجنة.

- إن الذي ينزلق هو محبسي الزلوق الذي تمسك به .. وليست يدي ..

أتذكُر كم جاهدتَ وقاتلتَ وانبطحتَ أنت وأهلكَ عندما جئتم تطلبون تلك اليد؟ ..

آنذاك قبّلتها صاغراً ووضعتها على رأسك ...

ها أنذا الآن معلّقة بتلك اليد عينها وتفلتها متهرّباً من صاحبتها.. كأنني شاة ٌمعلقة من عرقوبها بعد ذبحها .. جاهزة للسلخ والتقطيع .. والحساد مدعوون ويسنّون أسنانهم للمضغ ...

رأسي تدور لو نظرت إلى أسفل .. وأرى وجهكَ لو نظرت إلى أعلى .. لا لن أنظر إلى فوق ....

لا أريد الموت وصورتك مثبّتة في ناظري .. لا لن تكون سحنتكَ هي آخر صورة من حياتي .. لن تستطيع إفلاتي .. يدي هي التي تتعلق بك ورغماً عنك .

- لا تكثري الكلام .. حافظي على هدوئكِ وتوازنكِ .. استفغري ربكِ في باقي لحيظاتكِ .... حتى وأنتِ تموتين تجترّين الحقد والغلّ الذي يعشعش فيك ؟!

- دعني .. دعني أفرغ همومي عسى أن يخفّ وزني فأقوى على التسلّق فوق شفير هاويتي ..

دعني أقيئ الأثقال التي أحملها ..

مضت سنوات وأنت تصمّ أذنيك عني .. وجاءت ساعتي .. وها أنا أقبض عليك موجوداً .. منتصباً فوقي ولن تستطيع الإفلات مني ..

أنت من أوقعَ بي .. أنت من قادني إلى هذه الهاوية .. تريد التخلص مني

لو كنا في البيت لخرجت الآن وصفقت الباب خلفك .. لتتركني وحيدة أمضغ آلامي وألحس دموعي .. هو أمر الله أن أقبض عليك الآن لتسمعني ولو للحظات قبل انسلالي من بين أصابعك .. لن تستطيع الإفلات مني إلا إن قطعت يدي فأهوي مبتورة اليد .. اقطعها وخذ محبسي ودكه في اصبع امرأة أخرى

-أما آن لهذا السُّمّ أن ينضب .. استفغري ربكِ يا امرأة .. تنفثين السّمومَ دخاناً يتصاعد في وجهي ويعميني .. يُفقدني بصيرتي .. أتمنى لو كنتُ مكانكِ معلّقاً على شفير الهاوية .. إذن لأفلتُّ يدي وهويتُ إلى الراحة الأبدية .

- كاذبٌ أنت والله .. أشهد بذلك وأنا فوق الموت فاغراً فاه وينتظرني .. ليتلقفني ويبتلعني ..

آه .. كأني سأفقد وعيي وسترتاح مني .. أحتاج نقطة ماء تبرّد وجهي وتعيدني إلى الواقع ...

ابصق على وجهي من عليائك .. إنها فرصتكَ الأخيرة .. سيسيل لعابك عليّ من شعري وحتى قدمي ّ.. أتذكُر كم بصقتَ عليّ في البيت بعد أن ضربتني وسقطت أرضاً عند قدميك ؟.. لقد ركلتني عنها .. أتذكر ؟.. ها أنا أرى رأس حذائك وأعلى من رأسي الآن..

بُل عليّ وأنت واقفٌ فوقي .. قبل أن تبولَ على قبري .. لقد علموك أن تبول واقفاً .. لأنك رجل ..وعلمتني أمي أن الرجال قوامون على النساء ..لماذا؟.. لأنهم يبولون وقوفاً

كم رجلاً زار قبر زوجته .. لا ليقرأ الفاتحة على روحها خاشعاً .. بل ليبول على تربتها ساخراً !!.. بعد أن يطفئ عقب سيجارته بشاهدتها

آآآآآآه من سقوطي العظيم ... آآآآآخ من الصخور التي ستشجُّ رأسي ... وااااه من الظلام الذي هويتُ إليه !!!!

استيقظَتْ مرعوبة من كابوسها .. الحمد لله كان حلماً فقط !..نظرَتْ إليه .. مضطجعٌ حذاءَها وعلى نفسِ الوسادة ... ويغطُّ في نومٍ عميق.

مسحَتْ وجهها وكان مبللاً .. بالعرق البارد ؟.. باللعاب ؟ .. بالبول ؟... الله أعلم !

وفي الصباح .. شربا القهوة معاً كالعادة .. قالت والسعادة تكللها :

-رأيتكَ في منامي .. كان حُلماً مثيراً!

ابتسم بثقة وقال :

-وماذا كنت أفعل ؟

-أستحي أن أقول لك !

وهكذا كان نهارهما سعيداً .. وليلهما غني بالكوابيس والأحلام .. بعضها جاف وبعضها الآخر مبلل بالسوائل التي تفرزها الأجساد على سرير الزوجية .. المقدس !

تعليق الكاتب .. بعد أن بلل ريشته الجافة بالحبر السائل :

الحياة الزوجية بتعريف مختصر ... (هي مجرد سوائل متبادلة) .. حذار من جفافها

د. جورج سلوم

********************

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى