نصير الشيخ - طرتَ كجناحٍ لثور آشوري..

ـ أنت هناك تموتُ
قرب ثور آشوري كسر جناحهُ للتوّ
..ولأنكَ ادمنتَ الطيران على دخان سيكارةٍ عاقر
ولأنك على الدوام
لاتحسنُ الجلوسَ على كرسي ملكي،
افترست حياتك فأسُ الهدمِ..
هي نفسها من طالت منحوتاتِ المعبد..
..فأي نفسٍ عميقٍ
ستستنشقُ الثيرانُ المجنحة ُ
وأي غبار ٍيســـدُ رئتيكَ الساعةَ َ
فأعلم..ان المسافة بحرٌ من ضياع
والدقائقَ َمن طين
وان ماتفكربه تكفلهُ الدخان..

فليس لنا غيرُ دهشةٍ مندسةٍ
وآهةٍ تعبرُالتخوم
وليس لنا غيرُ آسِ الصلواتِ
وهو يكممُ رائحتهُ باتجاه قبلةِ الحروب
تلكَ هي الآنُ مراثي الزقوراتِ
وغربة "ابن الريبِ"
وشجيراتِ الغضا اليابسة.
...لك َ انت هناك
موتٌ رؤوم قرب شلالاتِ الرصاص
وآكاليلِ الصبرِعند المذابح الآشورية
فمن ْ يغمضُ عين النوارسِ
والصباحُ مبللٌ بالانتظار..
وشواطئك َتسعلُ الدخان..
ومن ْ يقيمُ المآتمَ
عند ضاحيةِ طفولاتنا
والجسور تتقطع كحبالِ الوصل..
... لك َ ان تجد قبراً اوسعَ منذُ اللحظة َ
يسعُ ابتساماتك َ..
وروائحَ قمصانك َ
ورسائلَ نسائك َ
النادباتِ عند جثتك َ المتخيلة..!!
ولك َ ان تختارَمشطاً فضياً لشعرك َ
وزيتاً إلهياً لقوامك َ الممشوق
وكحلاً معجوناً بالرصاص ِ
يكبحُ وجعاً مستديماً فيك َ
اسمه ُ:النـــدم ْ..!
فحاذر برودة القبرِ
أنت َ المشبع ُبهواءِ شواطئ " فارنا"
ودف ِّ حكايا العجائز البلغاريات
ولاتنس َبردية َ الحبِ
التي دفنتها ذات مساءٍ
في ساحاتِ اسطنبول
وعادت اليك َمحملة ً
ببقايا التبغ الداكـن ،
وهو يعيث ُفساداً في رئتيك َ
مثل َ ظلاميِّ أفلت َمن وحشة ِالتاريخ ِ
لينهال َ بأساً على تماثيلِ المدن ِالمقدسة..

وجامل للمرةِ الأخيرةِ برودة َ القبرِ
وآمسح دمعة ً مكبوتة ً عند مآقي عمـرك
واترك..جملة َ الاعتذارِمن وصايا الأب
وأدر له خدك َ الأيمن
ليصفع َ جموحك َالذي خلدتهُ لستين عاما
وأدرْ له خدك َ الأيسر
لتفضح َعند جدرانهِ
قبلاتِ النساءِ العابراتِ في حياتك ..
وافتح لـــهُ يديك َ
كي يقرأ فيهمِا فاتحة الإفلاس
ويمزق ُ خرائط َالأبـــد..
وبكل ِّ هدوءٍ،،
اغتسل بما تبقى من ماءِ نينوى
وتبتل ْ في حضرةِ عراقِ الســواد..

وتوشحْ بقماطِ الأبديـــةِ
/رغمَ كرهك َ للفلسفات/
ونمْ بعيداً عن الضـــوءِ
بعيداً عما تبقى لنا
نحن ُ الأخوةُ الممسوسون َبالحبِ والتجليات ِ
وكفكف دمعتك َ الوحيدة َ..
ونمْ بكل هدوءِ المسافر وتبجيل المحاربيــن
.... ستحرسك َ آلهـة ُ
الوجع
لأنك َ اخترتَ ميتتة ً،،
بحجمِ هاويـةٍ
اسمـها: بلاد ُ ماوراءِ العـطــش ْ..!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى