شعر إيروسي شعر إيروسي : إبراهيم محمود - بلمح البصر

بلمح البصر
بابتسامة خاطفة منك
تصبح السماء إلى الأرض أقرب
وينتعش الأثير بتموجات ابتسامتك

بلمح البصر
يرتطم ضوء عينيك
البللور القاسي لناطحة السحاب
فيتعمم إنذار
بإخلائها والاحتماء بالملجأ الأرضي

بلمح البصر
حيث دبيب خطاك المنغَّم
ينقلب الموحش أنساً
الهواء الراكد لعوباً ماجناً
إذ يتمسح بأهداب ثوبك
ويتسلق مرمر جسدك مكتوم الأنفاس

بلمح البصر
تتعطل إشارة المرور
حتى يتسنى لورود الحدائق في المدينة والجوار
تجديد قيمومتك على كل جمال كوني

بلمح البصر
ينحني الشجر أمام ظلك
رافعاً نخب علياء روحك الإكسيرية
والتبرك بظلّك الذي لا يقاوَم

بلمح البصر
تنحدر إليك كرات الثلج
من ذرى الجبال
ولحظة الاقتراب من حرمة بهائك
تستحيل ماء مذاباً سكرى بك

بلمح البصر
بنفخة من زفيرك
تتفلتر أمواه البرك والسواقي
وتغدو صالحة للشرب

بلمح البصر
تهرع إليك ملكة النحل
قائدة أسرابها من النحلات العاملات
لتمنح عسلها حلاوة غير مسبوقة
من رضابك المكوثر

بلمح البصر
يلثم الحجرُ الحجرَ
بتمريرة عابرة من أناملك الخلاقة
ويتدفق الماء الزلال

بلمح البصر
يقاطع الرضيع ثدي أمه
مفتوناً بكامل براءته
بالمتوثب في صدرك

بلمح البصر
تغدو الشرفة أكثر يناعة
بنفضة من أريج جسمك الذي لا يقاوَم

بلمح البصر
يستقيم الوعر أمام خطاك
تلتهب نقطة اللقاء
ويجن الموعد

بلمح البصر
تدب الروح في تمثال من خرسانة
إذ تصله ذبذبات رائحتك
ويختفي عن الأنظار

بلمح البصر
تعرى أغصان الشجر
بلفح عارض منك
ماالذي يحُول دون احتراق الغابة بأكملها؟

بلمح البصر
يحضر شوق ألف عام وعام
أي جسد يحول دون انفجار رغبة موقوتة ؟

بلمح البصر
يشتعل جسدان ناراً
بلمسة من يدين
ولا يتبقى إلا أنين الرماد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى