شعر إيروسي شعر إيروسي : إبراهيم محمود - ليس في الإمكان أفضل مما أنت ِ عليه

لو كنت أكثر حضوراً بالضوء
لبَطُلَ اليخضور الضوئي
لعجزت الأرض عن منْح نباتاتها كمال نضجها
لكانت الشمس نجماً بغيضاً
وبطلت الطيور التصفيق الصباحي لها بأجنحتها

لو كنت ِ أقرب إلى قلبي مما أنت عليه
لما كان في وسعي أن أخطو خطوة واحدة
لما كان في مقدوري أن أحتويك بكامل قواي
لما كانت ذراعاي مفتونتين بخصرك المرنان كالماء
لما تبينتك عيناي كما يجب

لو كنت ِأبعد من قلبي عما أنت عليه
لعجزتُ عن تقدير الحنين إلى مفجر رغبة داخلك
لجهلت نقطة الارتكاز المطلوبة للارتماء في رحابتك
لعلقت ذراعاي في الهواء كطفل يعجز عن الوقوف

لو احتويت دفئاً آخر
لخاب ظن المولَّه به بجسده
لما استشعر غليان حيوان شبقه في عموم أوردته الدموية
لأن ثمة غليان مسبقاً
يفسِد متعة التلاشي بك

لو كنت أكثر بهاء مما أنت عليه
لضلت النجوم مسارها الفلكي
لأصبحت الأشجار أفقية النمو
لغدت قمم الجبال أقل علواً افتتاناً بك
ولغاب الجمال عن وعيه

لو كان شعرك أكثر انتشاء بملامستك
لتطاير جنوناً بك في كل الجهات
لما جاورت شعرة أخرى
لما استرخت على كتفيك
لنافست الغابة في فيئها
وتمنت الشمس أن تدفَن فيها

لو كان جسمك أكثر نعومة
لاختفى الحرير من الأسواق
لانزلق الريش عن الطائر
لكانت القبلة الواحدة مهلكة
وكان عمر الكائن أقصر

لو كان جسمك أقل نعومة
لفقدت الأرض زهو تماسكها
لثقل الطعام على المعدة
ولصدُع العمر في الجوار
ولسكنت الوحشة الطريق


لو كنت ِأكثر جاذبية
لخرج الحديد من مكمنك
مذاباً في نار الشوق إليك
وانزوى المغناطيس جانباً
لأصبح الهواء أكثر كثافة
لأصبح التراب متّقد الملمس
ولخفق قلبي مثل فراشة في الريح


لو كنت أقل جاذبية
لمَا اهتدى العطر إلى ورده
لما اهتدت يدي الولهانة إلى جسمك الطائر
لما اهتدى طريقي إلى ساحة روحك
لما مكَّنتني الحياة من الامتلاء بك
حتى النزْع الأخير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى