محمد نوري جواد - ما يستوي فيه المذكر والمؤنث..

هناك أوصاف يستوي فيها المذكر والمؤنث مثل : امرأة أيِّم، ورجل أيِّم، ( من لا زوج لها من النساء سواء سبق لها الزواج أو لا ، وكذلك من لا زوج له من الرجال ) . كذلك امرأة ثَيِّب ، ورجل ثَيِّب ، الذكر والأنثى في ذلك سواء . وامرأة خادِم، وجاء في معجم المصباح ما نصه : ( والخادمة بالهاء في المؤنث قليل )، وتقول : سوارٌ من فضةٍ محض أي : خالصة، ويجوز محضة بالتاء، وقد نصت المعاجم أن المحض للجميع أجود في المطابقة، واستوى المذكر والمؤنث في كلمة (ضَيف) تقول : هي ضيف وهو ضيف .
وهناك صيغ قياسية يستوي فيها المذكر والمؤنث كصيغة (فعيل) بمعنى (مفعول)، تقول : قتل العدوّ المرأة الأسير، والرجل الأسير، وهذه امرأة جريحٌ، وهذه فتاة حبيب إلى قلبه، وكفٌ خضيبٌ ، وعينٌ كحيلٌ ، ولحيةٌ دهينٌ، ولحية حليقٌ أي : محلوقة، وكلمة دَخِيل، وبئر دفينٌ، وسعاد خطيبُ فلان، وبقرة ذَبِيحٌ أي : مذبوحة، وفتاة سَجينٌ، وامرأة عقيمٌ أي : لا تنجب، وامرأة قتيلٌ أي : مقتولة . وإذا كان (فعيل) بمعنى (فاعل) فإن التاء تدخل مثل : امرأة رحيمة وظريفة وبخيلة وكريمة .
ومن موضوعنا صيغة (فَعال) مثل : امرأة جَبان، وامرأة جَواد .
ومنه أيضا صيغة (فَعول) بمعنى (فاعل) مثل : امرأة حسود بمعنى : حاسدة، وامرأة حقود، وامرأة حنون، وامرأة خَئُون، وامرأة خجول، وامرأة رؤوف، وامرأة شكور، وامرأة صبور وطموح وغفور وغيور وفخور ولعوب وودود ووقور، وتوبة نصوح، وامرأة عجوز قال تعالى ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ) ولم يقل : عجوزة عقيمة، وفلانة عَروس، وفلان عَريس، وعَروس ( فصيحة غير مستعملة ) للمذكر، وفي المثل : كاد العروس أن يكون أميرا . وإذا كان (فَعول) بمعنى (مفعول) فإن التاء تلحقه، وقد وجدت أنهم قالوا : بقرة حَلوب بمعنى : محلوبة، وحلوبة أيضا، وأن التأنيث في ذلك أكثر .
ومنه صيغة (مفعال) مثل : امرأة مِذكار ( اعتادت ولادة الذكور )، و امرأة مِعْطاءٌ ( كثيرة العطاء )، وامرأة مِعْطارٌ ( تضع الطيب )، وامرأة مِهْذارٌ ( تكثر الكلام الذي لا فائدة منه )، وهي مِنحار للإبل .
والأكثر في لغة العرب أن تقع صيغة (مفعيل) للمذكر والمؤنث بلفظ واحد مثل : امرأة مِسكين . وصفوة القول : هذا الاستعمال هو الأصل، وقد جوز بعض النحويين إدخال التاء في كل ما ذكرت ؛ لذا فأنت حرّ في الكتابة، والأصل أفضل .
ومن الجدير بالذكر أن ما يستوي فيه المذكر والمؤنث لا يجمع جمعا سالما، وإنما يجمع جمع التكسير فلا تقل : جريحو الانتفاضة، وقل : جرحى الانتفاضة، ولا تقل : رجال شكورون وصبورون وغفورون وغيورون وفخورون، وقل : رجال شُكُر وصُبُر وغُفُر وغُيُر وفُخُر، وقد جوز الوجهين من أجاز دخول تاء التأنيث على الصفات المذكورة فصارت كالصفات التي تجمع جمعا سالما مثل : عاملون ومذنبون . وكلمة (لطيف) لم يرد في المعاجم جمعها على السلامة، وجاز جمعها تقول : هم لطيفون في الكلام ولِطاف ولُطفاء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى