يحيى الطاهر عبد الله - الموت

يروى أن الملاك العبوس عزرائيل أراد أن يعابث روحين لعبد وعبدة، يعملان في غيط السيد، فتنكر على هيئة شيخ ضرير بلحية، تحت إبطه لوح وبيده ريشة ودواة.
استبد العجب بالعبدين الغافلين: ما حاجة شيخ ضرير إلى اللوح والريشة والدواة؟ ولم لا يدب بعصا كسائر العميان؟
وقالت العبدة لزوجها العبد: لو أمرتني سألته؟ .. إلا أن الملاك الذي سمع حديثهما قال:
العبد لا يسأل يا بنية.
فسأله العبد: وهل أنت سيد؟
قال الملاك: أنا سيد لا أُسأل.. وأنا عبد لا أَسأل.
ركع العبدان وقالا: يا لك من حكيم.. علمنا أيها السيد الحكيم حكمة تنفعنا.
قال الملاك: ستموت زوجتك من فعلك.. وتموت يا عبد من فعل زوجتك.
قال العبدان: فسر لنا قولك الملغز يا حكيم.
قال الحكيم: عطشان.. وشربة من بئر السيد تسقيني.
قال العبدان: سنسقي السيد الحكيم من بئر السيد العذبة.
أنزلت الزوجة الدلو في البئر، وهي تسحبه رأت سمكة كبيرة بعيون مضيئة، فتركت الدلو وهبطت سلالم البئر، ولم تكن على قدر من الحكمة حتى تدرك أن الملاك عزرائيل قادر على أن يكون سمكة بعيون مضيئة، يراوغ ويعض كل من يمسكه.
فلما عضتها السمكة صرخت: الحقني يا زوجي.. سارع الزوج العبد لنجدة زوجته العبدة، وهبط البئر.. وهنا تمكن الملاك عزرائيل من الاثنين، فشهق شهقة كقيرة ولم ّ الهواء النافع، وزفر زفرة كبيرة وبخ ّ الهواء الضار.. ليموت العبد والعبدة اختناقا في بئر السيد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى