الجنس في الثقافة العربية عبدالصمد الديالمي - طابو البكارة اليوم و في ديارنا نحن.. نحو موت العذرية

{في بدائية العذرية}

ليست العذرية قيمة اجتماعية ودينية خاصة بالعرب أو بالإسلام، إنها تابو مؤسس مرتبط بكل الثقافات، وذلك منذ ما قبل التاريخ، في ذاكرة الشعوب المسماة بدائية. فهذه الشعوب حرمت افتضاض الفتاة دون احترام طقوس معينة ووضعت بالتالي تابو العذرية. والتابو قرار اجتماعي ثقافي يحرم الأشياء التي نخافها. فقد حرم الافتضاض خارج الزواج لأن إزالة العذرية تعني إسالة الدم، ولا يمكن إسالة الدم دون الاحتراس من ذلك بفضل طقوس معينة، وداخلها. للدم رمزية كبيرة عند الشعوب البدائية باعتباره رمزا للحياة، وقنطرة نحو عالم الأرواح والجن. فحينما يُسيلُ الرجل دم المرأة عند الافتضاض دون أن يأذن له المجتمع بذلك، يخاف من العقاب، والعقاب ذو طبيعة اجتماعية وغيبية في الوقت ذاته. إن إسالة الدم بغير حق كان من الآثام الكبيرة لدى الشعوب البدائية. من أجل ذلك، كان لابد من تحويل الافتضاض إلى طقس اجتماعي يتم به ومن خلاله خرق الطابو.

ونظرا لخطورة الأمر وأهميته، كانت بعض المجتمعات تكلف رجال الدين بافتضاض العروس حتى تجنب الزوج التعامل الخطير مع الدم. إن حفل الزواج خرق منظم اجتماعيا ودينيا لتابو العذرية، إنه طقس مرور من حالة إلى حالة، من مكانة اجتماعية إلى أخرى. من خلال هذا الطرح، يتبين أن المرأة كانت بمثابة الكائن الذي يخيف الرجل لأنه الكائن الذي يسيل دمه خارج الحرب وخارج القتال، أثناء الحيض أو الافتضاض أو النفاس. هذه مرحلة أولى في تاريخ الفكر البشري، وهو الفكر الذي سماه ليفي ستروس فكرا وحشيا، مع العلم أن الوحشية تعني هنا منطقا آخرا وطقوسا خاصة.

يرى الفكر الوحشي أن الشريك الأول الذي يفتض الفتاة يوقّع جسدَها بذكره، وهو توقيع لا رجعة فيه. ويعني الافتضاض- التوقيع امتلاكا لجسد المرأة ولذاكرتها البيولوجية بشكل دائم، رغم تغيير الشريك الجنسي أو تبدل الوضع الزوجي. لذا، يريد كل رجل أن يكون هو الأول لكي يظل مسجلا في ذاكرة المرأة، ولكي لا تقارنه المرأة بشركائها السابقين. إنها إرادة سيطرة مطلقة على جسد المرأة، وعلى ماضيها، فجسد المرأة يخيف لأنه ذاكرة أيضا، ويخاف الرجل أن تظل زوجته معلقة بشريكها الجنسيّ الأول. من هنا تأتي أهمية العذرية، فهي الضامن لطهارة المرأة، أي لبراءتها من كل جنسانية قبل -زوجية “آثمة” (في المنظور الذكوري الأبيسي طبعا).

{{الافتضاض سلطان}}

في المجتمعات العربية أيضا، تكمن الرجولة في تعريفها الأبيسي في ضبط الجنسانية النسوية من خلال طقس فض غشاء العذرية، وهو من أهمّ طقوس المرور. فهذا الطقس ليس دليلا على عذرية العروس فحسب، بل هو أيضا مؤشر هام على فحولة العريس. في المغرب مثلا، كان العريس يسمى “مولاي السلطان” خلال كل حفلات العرس، والتي تتوج في ليلة الزفاف بطقس الافتضاض، أي إسالة دم العروس وإشهار ذلك. فالزوج- السلطان يؤكد سلطانه بفضل القدرة على الافتضاض. إن السلطان رجل والرجل سلطان وكلاهما يؤسس للآخر انطلاقا من “ليلة الدخول”. وقد أورد ابن عرضون في هذا الصدد نصّا لفقيه يدعى عمر بن عبد الوهاب يقول فيه: “… ثم يدخل معها في لحاف واحد ويلاعبها ويفعل ما تقدم من السنّة والتسمية ولا يأتيها حتى يجد من نفسه قوة وعزما ونشاطا ليسرع بدخولها أول مرة وذلك أبلغ في المحبة والألفة وله بذلك عليها يد عالية ولا يستعجل قلقا فربما يسيل ماؤه ويفشل فيتعذر عليه الدخول أول مرة فيدخله الوسواس والهمّ فيزداد بذالك ضعفا وحيرة وربما يطول به الأمر لأن الهمّ نصف الهرم وربما يتوهّم أنه معقود عنها وليس به غير الهمّ والفشل فتكون لها عليه يد وصولة، وصاحب السنة والأدب لا يخيب ولا ينتكب” (في مقنع المحتاج في آداب الأزواج).

من جهة أخرى، يمارس الافتضاض بالإصبع في مصر القروية، وهو ما يجعل منه وسيلة للتأكد من عذرية العروس فقط. فاستعمال أصبع العريس أو أصبع المولدة التقليدية (الضاية) لا يترك المجال للعريس لإظهار فحولته في هذه اللحظة من طقس الزواج. الأهم هو التدليل على شرف عائلة العروس بفضل التدليل على عذرية العروس. إن العذرية هي أساس شرف العائلة، ويشكل المسّ بها مسّا بشرف العائلة وبالخصوص بشرف رجالها الذين عجزوا عن الحفاظ عليها. إن وطء فتاة قبل الزواج يعني أبيسيا وطء كل ذكور الموطوءة من طرف الواطئ. بتعبير آخر، يعني ذلك الوطء تحويلا رمزيا لكل رجال الموطوءة إلى نساء، أي تحويل أبيها وأعمامها وإخوتها إلى ذكور دون فحولة ، إلى مفعول بهم جنسيا. إن الرجولة قدرة على الفعل، والقدرة على الفعل هي القدرة على الوطء والقدرة على منع الوطء في آن. ففعل المراقبة نفسه يدرك كفعل رجولي بامتياز، أي كفعل جنساني ويشكل الإخفاق فيه إخفاقا جنسانيا ينال من رجولة الذكر.

لكن، رغم أهمية العذرية في النسق الإسلامي، فإنّ عدم تواجدها ليلة الزفاف لا يقود أبدا إلى اتهام العروس غير العذراء بالزنا. أكثر من ذلك، يميل الفقهاء المالكيون إلى تدبير عمليّ للقضية، من زاوية وجوب دفع الصداق أو عدم وجوبه. في هذا الصدد، “سئل الورزازي عن الرجل يدخل بزوجته فيقول إنّه لم يجدها بكرا. فأجاب: قال الإمام ابن الحاج في نوازله إن دخل الزوج بزوجته فأنكر أن تكون بكرا فإن قال وجدتها مفتضّة حُدَّ لقذفها وإن قال لم أجدها بكرا فلا كلام له ولا ينظرها النساء ويلزمه الصداق، وبمثل هذا أفتى شيخ الشيوخ ابن لب ولله أعلم. قلت (أي المهدي الوزاني): ما لم يشترط أنها عذراء وأنها بكر ويصدقها صداق البكر وإلا فله الردّ، فإن ادّعت أنّها كانت بكرا والزوج هو الذي أزال بكارتها فالمشهور أنها تصدق بيمين كما في المختصر والذي به العمل أن النساء ينظرن إليها ” (في “النوازل الصغرى”، ج. 2، ص. 126).

{{أمام الرجل، عذرية اصطناعية أو توافقية}}

منذ السبعينيات من القرن العشرين، أخذ النشاط الجنسي العربي يتّجه أكثر فأكثر نحو الانفصال عن هدف الزواج ليخضع إلى أهداف أخرى مثل إشباع الرغبة، تجسيد الحب، استهلاك متع الحياة، الحصول على خدمة، الهجرة، النسيان، تأكيد الذات… أو ليصبح هدفا في حد ذاته (المتعة من أجل المتعة) . في الكثير من الأحيان، يبدأ هذا النشاط في سن مبكرة .

في نهاية السبعينيات من القرن العشرين، أظهر أول بحث ميداني حول “المرأة والجنس في المغرب” (الديالمي ) أنّ % فقط من الشبان المغاربة يتبنّون التحريم الإسلامي للنشاط الجنسي قبل الزواج. كما نجد أن 68 % من الشبان يمارسون الجنس كهدف في ذاته مقابل%45 من الفتيات. وفي التسعينات، أقرّ 65 % من الفتيات أنهن مارسن الجنس على الأقل مرة واحدة قبل الزواج . وطبعا، لا تعني ممارسة الجنس قبل الزواج ممارسة كلية وكاملة في كل الحالات، بمعنى أن إرادة الحفاظ على غشاء العذرية تقود إلى ممارسات جنسية بديلة (سطحية، شرجية، فمية …) . وفي حال فقدان البكارة، تلجأ بعض الفتيات إلى إعادتها بشكل اصطناعي بفضل عملية جراحية بسيطة يتأرجح ثمنها بين 60 و 500 دولار أمريكي في مدينتي الرباط والدار البيضاء بالمغرب مثلا .

وفي تونس، أنجز مصطفى نصراوي دراسة عن “الحياة الجنسية عند العاملين الشباب التونسيين العزاب” . فتوصل إلى أن 80 % من العمال صرحوا بنشاط جنسي مقابل 2 % فقط من العاملات. وواضح أن هذه التصريحات تعكس الأخلاق الأبيسية المزدوجة السائدة، تلك الأخلاق التي تثمّن فحولة الرجال بغض النظر عن إطارها الشرعي أو اللاشرعي، والتي تمجّد عذرية الفتيات وتحصر الجنسانية النسوية في الإطار الشرعيّ. من النتائج الأخرى لهذا البحث أن 72 % من العلاقات الجنسية في صفوف العمال تتم مع بغايا، خصوصا لدى العمال المنحدرين من أصل قروي. فشريكات الرجال في العلاقات الجنسية المصرح بها من مستوى اجتماعي أدنى، فهن بغايا شرعيات (45 %) أو سريات ( 13 %). وهنا تجدر الإشارة إلى أن تونس هي القطر العربي الوحيد الذي يعترف قانونيا بالعمل الجنسي النسائي وينظمه للسهر على حمايته طبيا.

أما على مستوى جامعة تونس، فقد سجلت فوستير هوة بين الانتظارات الاجتماعية المتعلقة بجنسانية الفتاة ومستوى النشاط الجنسي في صفوف الطالبات الجامعيات، بمعنى أن النشاط الجنسي القبل الزوجي أصبح شيئا متواترا. وفي لبنان، كشف بحث ماجور مع تلاميذ التعليم الثانوي في بيروت أن 30 في المائة من الفتيان كانت لهم على الأقل علاقة جنسية واحدة، مقابل 2 في المائة من الفتيات. وفي الجامعة الأمريكية لبيروت، 24 في المائة من الطلاب الجدد دخلوا في علاقة جنسية.

على المستوى الاجتماعي، يظل وضع الجنسانية قبل الزوجية وضعا إشكاليا بالنظر إلى التحريم الديني والمنع القانوني. لكن وباسم الواقعية، أخذت فئة الرجال العرب الذين يعبرون عن موقف إيجابي من الجنسانية النسائية تظهر شيئا فشيئا . فبالنسبة لهاته الأقلية الناشئة، يتحتم الاعتراف بالجنسانية النسائية قبل الزوجية إما كواقع قائم وإما كحق من حقوق الإنسان. وبدأ البعض من هؤلاء الرجال النسويين (feminist) يقرنون بين ألفاظ متناقضة في القاموس الجنسي العربي الأبيسي التقليدي. وهكذا بدؤوا يتحدثون عن الفتاة العزباء “التي تمارس الجنس بشكل معقول ومحترم” كما بدؤوا ينعتون الفتاة المستقرة جنسيا بالفاضلة. وتؤشر هذه المواقف على أن الحب والإخلاص أصبحا عند أقلية عربية من القيم التي تعطي مشروعية اجتماعية للنشاط الجنسيّ النسائيّ قبل الزواج.

كل تلك المعطيات تمكن من التمييز بين عذريتين. وقد بيّنت ذلك في كتابي المنشور سنة 2000 تحت عنوان « الشباب، السيدا والإسلام بالمغرب ». ميزت فيه بين عذرية قرآنية وعذرية توافقية. المقصود بالعذرية القرآنية غياب كل تجربة جنسية قبل الزواج، بمعنى أن العذريّة هنا كاملة. ونظرا للتغير الاجتماعي الحاصل، أصبحت العذرية القرآنية شبه مستحيلة ولم تعد بعض المجتمعات العربية تقول بها لأنها تعاني من الانفتاح الجنسي باعتباره حتمية تاريخية. لذلك لا بد من تشخيص ما أسميته بالعذرية التوافقية، وأقصد بها أن بعض المجتمعات العربية تسمح عمليا ببعض الممارسات الجنسية بشكل ضمني، كأن يسمح للفتاة أن تمارس الجنس بمختلف الأشكال والأنواع شريطة ألا يحدث الإيلاج في الفرج. يسمح لها مثلا أن تمارس الجنس الفمي أوالشرجي أو السطحي… والفتاة هنا تظل عذراء بالمفهوم الاجتماعي، أي محافظة على غشاء العذرية رغم أنها مفتضة في كل مناطقها المتعوية الأخرى. ويمكن النظر إلى هذا الأمر على أنه نفاق اجتماعي بليد.

يبين مفهوم العذرية التوافقية أن المجتمع العربي في طريق العلمنة، فهو في طور الانتقال الجنسيّ بمعنى أن السلوك مُعلمن دون أن تُعلمن القيم والقوانين المنظمة للجنس. في إطار هذا المخاض، كثير من الفتيات يفقدن بكارتهن بشكل إرادي ولا يشعرن بذنب، والفتاة المثقفة ذات المنصب الاجتماعي لها مكانة تقلل من أهمية عذريتها كرأسمال في السوق الزوجي. أما في الأوساط الشعبية فإن الفتاة لا تملك إلا العذرية كرأسمال، لذلك تحاول الاحتفاظ بها ما أمكن. وكثير من الفتيات اللواتي فقدت هذا الغشاء ولو بشكل لا إرادي يلجأن إلى إعادة غشاء اصطناعي، وبعض الأطباء العرب يستغلون هذا الطلب الاجتماعي تجاريا، ويعيدون الغشاء بشكل اصطناعي متذرعين في ذلك بمساعدة الفتاة وعائلتها على إنقاذ الشرف.
إن ارتباط قيمة العذرية بالانتماء الطبقي يبين أنه آن الأوان للتخلي عن المنظور الثقافوي الذي يأسر المجتمع العربي في نموذج واحد، وهو النموذج الذي يجعل من العذرية شيئا ملازما للعروبة والإسلام. فتجاوز بعض الفتيات وبعض الأسر، بل بعض الرجال، لشرط العذرية عند الزوجة البكر يعني أن العذرية لم تبق شرطا ضروريا لعقد زواج البكر لدى كل الطبقات الاجتماعية. وبالتالي لا بد من فكّ الارتباط الميكانيكي بين العروبة والإسلام من جهة وبين التشبّث بالعذرية من جهة أخرى. بتعبير أبسط وأوضح، ما كل العرب والمسلمين متشبثون اليوم بالعذرية ويصعب هنا تشخيص أغلبية إحصائية في اتجاه معين. وحتى لو افترضنا أن الأغلبية لا تزال مدافعة عن مبدأ العذرية، فإن وجود أقلية عربية مسلمة تتجاوز ذلك المبدأ يكفي لوحده لتفنيد الربط الثقافوي بين العذرية والعروبة والإسلام. إن المجتمعات العربية تاريخ في تطور دائم، وهي أقوى من كل نموذج ثقافي مهما انغرس في التراث وفي اللاشعور الجمعي.

{{خاتمة}}
في الحداثة، يصبح الدم مجرد سائل طبيعي مثل البول والمني والغائط ولا يحتوى على أشياء رمزية أو غيبية. وبالتالي لا داعي لتحميله أشياء رمزية. وهذا مكسب أساسي لعب دورا في علمنة (بفتح العين) حقل الجنس، أي في تخليصه من الدين والسحر وفي انتظامه وفق قيم داخلية لا تعلوه ولا توجد خارجه، مفادها أن هدف الجنس هو الجنس، أي المتعة مقابل المتعة، وليس مقابل شيء آخر، كيفما كان. يكمن الرهان الحضاري اليوم في تعميق اتجاه العلمنة. إن غشاء العذرية لا يعني الشرف أو الطهارة لأنّ الجنس غير مدنّس ولو وقع خارج الزواج، إنه رمز الحياة والحبّ والمتعة، شريطة ألا يتم مقابل مال أو خدمة. وغشاء العذرية لا يمنع لا من الحمل ولا من الأمراض المنقولة جنسيا.

حان الوقت للقطيعة مع هذه الأوهام الأبيسية. إنّ الاستمرار في تداول القناعات الأبيسية والذكورية نوع من الفكر المتخلف يستمر في تشييئ المرأة وفي هضم حقها في الجنس، وهو أحد حقوقها الإنسانية الأساسية.

1 – Moussaoui, A. (2002). La légitimation des transgressions : violences au féminin. Le viol entre sacrifice et sacrilège, in Islams et Islamités, Centre Jacques Berque, Rabat, 7-8 juin 2002.

2- Kamran, Ali Asdar (1995). Notes on Rethinking Masculinities : An – Egyptian Case, « Learning about Sexuality : A Practical Beginning ; The Population Council and The International Women’s Health Coalition.

3 -A. Dialmy : Jeunesse, Sida et islam au Maroc .

4 -Ibid. p. 80.

5 – عبد الصمد الديالمي : “المرأة والجنس في المغرب”، الدار البيضاء، دار النشر المغربية، 1985، صص. 133-134.
6 -S. Naamane Guessous : Au delà de toute pudeur, Casablanca, Eddif, 1987, p. 44.

A. Dialmy : Jeunesse, Sida et Islam au Maroc, op. cit -7 .

A. Dialmy : Sexualité et politique au Maroc, FNUAP, 2000, inédit -8.

9 Nasraoui, Mustapha (1986). La vie sexuelle des jeunes ouvriers- tunisiens célibataires. In Psychologie différentielle des sexes, CERES, Série Psychologique, n° 3, Tunis.

10- Foster, Angel. (2001). “ Sexual Knowledge among Tunisian University Students ”, in Sexuality in the Middle East, The Middle East Centre/St Antony’s College Oxford, Conference Report.

Major, Stella. (2001). Clinician’s Experiences Couseling Young -11 Adults Seeking Information and assistance in their Sexual Development ”, in Sexuality in the Middle East, The Middle East Centre/St Antony’s College Oxford, Conference Report.

12- A. Dialmy : “Identité masculine et santé reproductive au Maroc”, LCPS/MERC, 2000, p. 113-114 (sous presses
Below posts banner




-----
* عن الاوان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى