قصة ايروتيكة ميلود خيزار - أوّل الرّيــــح.. شعر

1
الرّياحِ تُبالغُ في النّبلِ
حتّى أنّـها لَتَخلعُ شالَ الغيمة
على كَتفـيْ تلّةٍ جَرّدها الصّيفُ.

2
القصيدةُ، طائرةٌ ورقيّةٌ
عُصفورُها يَطيـرُ عكسَ رَغبةِ الرّيح.

3
فـي فِناءِ بيتنا القديم
تَفلـِي عَجوزُ الرّيـح رأسَ مشمشة
فاجأهُ شَيبُ الإزهار.

4
" كِلاهُما شَهــيّ:
أنفُ الـمَلكِ و سُرَّةُ الجارية "
تَقولُ دودةُ القبـرِ
(و تَـهمِسُ ريــحُ الجثّة )

5
أهمِسُ إلى الكهفِ
فتَصرُخُ الجُدرانُ.
أصرُخُ في البئـر
فيبتلّ الكلام.
أتلفّعُ بالرّيـــحِ
و أُصغي إلى حِكاياتِ "هِجراتِ البذور".

6
أنا من تلك الخُطى
من أوّل النّبع إلـى ظَنِّـكَ
يا بيتَ النّداءات الشّفيفْ.
في رمادٍ غامضٍ مَرّغتُ روحـي
و تَجرّدتُ إلـى البـَرْدِ الـمُخيفْ.
كلّما ضاعت بيَ الرّيحُ
تَشبّثتُ بأوغادِ الحُروف.

7
ما الذي أودَعَتِ الريّحُ سِرَّ النّافذة الزّرقاء
كـي تَضحَكَ، كي تَــهتـزّ ،
كـي تـَحبُلَ بالرّيحِ الستائر ؟

8
ثَمّةَ شيءٌ من ريح يُوسُفَ
في مياهِ البِئـر.
شيءٌ يَجعل الشَكّ،
عَطَشًا أصيلًا
في كلّ قصائدِ القُمصان.

9
أمنيتي،
أن أرقُصَ مع الرّيح
كرايةٍ بيضاءَ في ساحةِ العَدم.
كـمنديلٍ أحمرَ لِبُقعةِ دَم
كوردةِ جُرح
كسُنبلةٍ تُكابدُ نُضجَها.
أن أرقُصَ، حتَّى الـمَغِيبْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى