الأخضر بركة - حدائق النار

النّار ياقوتُ الكتابةِ،
وردةٌ في الرّيح تنبتُ، ليس تقطفها الأصابعُ
إثمد الإمكان في عين الخيالِ،
حدائقٌ للاستعارةِ،
عقربُ الشهوات،
محبرةُ القريحة.
***
لا تمتّ النّارُ إلاّ لانفلاتٍ خارجَ الأوصافِ،
لا أكذوبةٌ بالنّارِ تأنسُ،
ليس تولدُ،
بل تكونُ
بداهةً
***
العريُ ثوبُ النّار
***

عاشقةُ العلوِّ، عدوّةٌ للجاذبيّةِ،
لا تُزاحمُ في المكان شقيقها الماءَ الممدّدَ في مواعينِ الطبيعةِ.
***
قد تكون النّارُ حبّاً
كلّما النسيانُ أطفأه تلظّى في محاجرِ ذكرياتٍ مثل نايٍ.
***
قد تكون عواطفًا
بمعاطفٍ حمراءَ تومضُ
من نوافذَ في البيوتِ،
***
النّارُ موسيقى تُرى بالعينِ، تعزفها لنا الظلماءُ،
ينحتُ خصرها الطيفيّ سكّين النّسيم،
مصابةٌ بالشطحِ ليس لها يمينٌ أويسارٌ،
تشرئبُّ لتشرئبَّ،
النار خمرٌ يحتسيها اللّيل

***
واهبةُ المذاقِ، لسانها فرشاة رسمٍ، قد تكونُ
تنهّداً
لقلوب عشّاقٍ هوائيّين،
أو لهباً
تُقرفص حوله الكلماتُ في تنّور عائلة الشّتاء
***
النّارُ عيدُ اللّيلِ،
متّكأُ الأثافي
يوثقُ الطللُ الغيابَ على رماد عبورها الفضيّ في عُقدِ القوافي
قد تكون قصيدةً
دخّانها القرّاءُ في غيمٍ من التأويل
مغناطيسَ حُمّى في المسافة بين كيمياء المؤنّثِ والمذكّرِ،
***
من حرائقها الفضائحُ،
من روائحها الضغائنُ
وهي تغلي في أباريق الصدورِ، أوِ المواعظُ
حول حمّام القيامةِ،
تِبْنها بطنُ المخاوف.
***
تفتحُ النّارُ الكآبةَ في مدافئ عزلةِ العشّاقِ
مثل دفاترٍ،
لتسيل دمعاتُ الكهولةِ في تجاعيد الغروبِ.

***
النّارُ جنديّ الحروبِ، وجلّنارُ تلألؤِ الأفراح
في مرأى مشاريخ الهتاف.
***
الثلجُ نارٌ في يد امرأةٍ تحبُّ
الماء نارٌ حين يرشح من مسامّ الرغبةِ،
البركانُ جرحُ الأرضِ والنّارُ الدّمُ، الأكبادُ
في الأجساد أعشاشٌ مؤثّثةٌ بروح النار في ألمِ الأمومةِ
هل تكون النّار مرآة الجسدْ


سيدي بلعباس17/04/2013/ المقهى.
  • Like
التفاعلات: صادق خيرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى