أمينة السعيد - لصَّة

في طريقهِ إلى مقهى "توارج" صادف بشاعتها .. لا لم تكن بشعة كان جمالاً وحشياً ولم يكن مستعداً بما يكفي من الفراغ لملاطفتها حينَ اقتربت منه لثوانٍ معدودة .. فاجأه القرب أولاً لكنه استسلم فالتصقت به وشعرَ بمثاليتها ما إن وضعت يديها على كتفيه كزوجة، قال لها أنتِ مثاليّة في تطرّفكِ كهيجل.
قالت له بل أنا رومانسية كروسو وعقلانية كديكارت عندها سرقت قلبه، بالحق كانتْ لاتزال تواصل سرقة قلبه ضمّها أكثر فهو لم يصادف امرأةً تدرك فنّ اختلاف المدارس وتطويعها جسدياً ... كانت حلماً أراد إنهاءه بقبلة ‏فقاطعته :

- لا تكن عبداً لمعتقدك ولا تحرم ذاتك من متعها الصغيرة‏ حتى لو كنتَ مشغولاً لأن احتمال تكرارها أقل من 3%



والتصقتْ به أكثر ثم أرخت ذراعيها على خصره نزولاً وارتفاعاً وأرادت حمله قالت له :

- اعتبرني كونسولاً يحملُ تمثالك

فشهق بعنف.. كان دهشاً لتأثيرها بجسده وعقله معاً وسعيداً للغاية لذلك طلب منها مرافقته لتوارج حتى يستعيد توازنه، ولأن حذاءها كان يضايقها فستنهمك في إصلاحه لدقيقتين وسيسبقها هو للمقهى، وهناك انتظرها طويلاً حتى أنه شرب قهوتها الباردة بعد ساعتين وأمامه وبداخله تقاتل الحزن والدهشة والفراغ في عرضٍ بائس. أخيراً قرّر أنها كانت حلماً ووقف لدفع الحساب لكنه افتقدها عندما لم يجد محفظة نقوده .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى