شعر إيروسي شعر إيروسي : إبراهيم محمود - وجبتي المفضَّلة

أردتك ِ جسداً أنثوياً غير مسبوق
كيف أصل شهواتك جملةً
أكمِل بها نصاب شهواتي جملة
كيف أرفع من سقف فضولي
حتى تنفد رغباتي فيك كاملة
كيف أحتويك داخلي دفعة واحدة
عابراً جحيم انشغالي بك
وتموضعَ مطهَري داخلك
داخلي أكثر من ديك الجن
يشغلني هاجس رهيب:
كيف أعدّك وأنت معدة مسبقاً
وأنت مملحة، متبلة، محضَّرة كأفضل ما يكون بمقاييس إلهية
كيف أقاوم تنانين رغبتي في الإجهاز عليك بزاوية كاملة
كيف أقطّر دمك النادر في دمي
دون أن أخسر نقطة واحدة منه
كيف أصهر لحمك في لحمي
دون أن أفقد ذرَّة واحدة منه
وأنت تتألقين بالحياة
لأعيش انتشائي بك على مدار الساعة
وأثبت أبديتي في فردوس أطايبك
حيث أراني بك ؟
جئت بك حيَّة تُرزَقين وتشعين غوايات
طرحتك أرض شهوتي الرئيسة
يا لمطبخ فحولتي التاريخي العتيد
حيث أردت لذوقي أن يضرب رقمه القياسي في تناول الفريد من نوعه
حيث أردت لجوعي الذكوري أن يختصر حزَم سنين لشبع نهائي بك
دون أن أترك منك فضلة
مقبلاً عليك بالكامل
وأنا دائم التشهي والارتواء الأنثوي العلامة
لقد أعددت كل اللوازم
من أجل وجبتي المفضلة
حيث تكونينها أنت ِ
ثمة الخضار، ثمة الفواكه، ثمة الزيوت بأنواعها
ثمة التوابل، ثمة الأجهزة الكهربائية القادرة على الإسراع في طبخك
كوني رجلاً ، قد أردتك في مقام هذه الرجولة
رغم يقيني أنك وجبة كاملة دون أي ملاحق أو إضافات
لكنني أردتها تاريخية مسجَّلة غينتسياً
كل ما فيك يؤكَل
ضمناً أحشاؤك ذات المكونات المغذية
فما أشهى الجمع بين الخس وشقفة من مؤخرتك المتخمة بالفيتامينات
ما أشهى الجمع بين منقوع الخل وشريحة من نهديك الطازجين
ما أشهى الجمع بين الرز الأبيض الطويل بجلد دسم يقتطع من أعلى فخذيك
ما أشهى الجمع بين التمر البلحي وقضمة من لسانك المركَّب الطعوم
ما أشهى الجمع بين زيد كبد الحوت ممتزجاً بقطرات من رضابك
أو كأن يؤتى بعشرة غرامات من دماغك الطازج الساخن، وخمسين غراماً من قلبك المركَّب الطعوم، وخمسين غراماً من طحالك البادي السخونة، ومائة غرام من كِليتك، مع خلطة من الكتشب والفلفل الحار وعصير الرمان والجرجير والزنجبيل والليمون وتزينها بعدة شعرات شديدة النعومة معطرة من فوديك بجوار شحمتي أذنيك وتناولها بتؤدة
أي عمر استثنائي سيضاف في الحال إلى عمري حينها
ثمة العصارة الكهربائية
ثمة فرامة اللحم
ثمة المكرويف لطبخ " على كيفك "
ثمة البوتوغاز آخر موديل
ثمة السكاكين من الأحجام كافة
ثمة الشوكات..الملاعق..الصحون متعددة الأحجام
كي أضع حداً لهذا التوق إليك داخلاً وخارجاً
وأنت دون حراك
وأنت تبقبقين بابتسامة تزيد في مضاعفة اشتهائي لك
وعيناك تتبعاني تفرغاني من كل وعي جانبي
وبي نعظ يرشدني بكامل طولي وعرضي وعمقي إلى داخلك العميق
أعني إليك وأنت محولة إلى وجبتي المفضلة
أي طعام سيسمى وأنا أملأ بك مطبخ فحولتي بالمشهيات الحديثة جداً
كل ما فيك يشلشل في قواي ليقبِلني إليك- عليك
شحذت سكاكيني كلها
رغم أن لحمك مطواع لا يحتاج سكيناً أو ساطوراً
رغم أن دمك المقطَّر في أقداح شبقي المزمن مسكِر الحجر الصلد
لكنني أردتها تجربة مسجلة في التاريخ
وأنت كما لو أنك منذورة لرغبتي المجنحة
تشدينني إليك خلل عينين تملآني ثغوراً وارتجاجات
تجتاحني مشهديات سينمائية:
إن محوت كل أثر لك
وأحللتك داخلي
ما الذي سيحصل حينها:
أي رد فعل للصباح إن طرق بابك ولم يشرق لمرآك
حيث تكونين في حكم " المفقود "
أي تبرير سأقدمه للصباح الذي وطأ عتبة بيتي حباً بك
رافضاً التزحزح إن لم يتندَّ بصوتك المرنان
كيف سأقابل الهواء المعتاد على الانتشاء بنفثَك
الهواء اللعوب الماجن المفتون بالعبور في الشّعب الفاصل بين حمالتيك
الهواء الذي اعتاد اللعب بأطراف فستانك
أو التمرجح داخل تموجات شعرك المغناج
والركبجة على نافورتين صدريتين
ما الضمان في ألا ينقلب زوبعة في الحال إن لم تظهري له
أي خلل سيحدثه غيابك ولو لدقائق معدودات إن توقفت عن التنفس في الجوار
ما الذي سينظّم ساعة الزمن وقد صمتت دقات قلبك الشهي للتأمل الداخلي
أي حساب عسير سأتعرض له على يد وردة أدمنت التمسح بشفتيك
كيف سيعاملني الماء وهو المأخوذ بالسكينة حيث دمك منتظم الجريان داخلك
أي جرأة ستواتيني في الذهاب إلى الحديقة وظلك لا يرفرف علي
كيف للأرض أن تستقيم وقد ألغيتك من حسابها وأنت محور دورانها
كيف سأتقي نقمة السماء وأنت بسمو شهوتك تهبينها رحابة
ما الذي يحول دون سخط النار وقد أطفأت فيك جمرتها بنزوة قارة داخلي
أنّى لي أن أعمِل فيك ذبحاً وتقطيعاً وطبخاً وأنا مأهول بك ؟
حملتك بسرعة البرق
وأودعتك الحريةَ اللائقة بك
وحلَّقت بي أجنحة وصوتك يتردد في الجوار:
لقد أنقذتَ نفسك بنفسك في الوقت الضائع !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى