محمد قسط - متلازمة البياض..

هروبا من أشباحٍ تخرج من جيوب تلاميذ «الباك»
أتخذ من مكتبة البلدية ركنًا قصيّا لأوهامي بِقتل وحش الضجر بقصيدة
ذبابُ يحطّ على شاشة الحاسوب، يخبرني أنّني مراقب
أفتح اليوتيوب بحثًا عن أقراصٍ مهلوسة
أتفقد صفحات أصدقائي المتعبين من الحياة/الحياة وظيفة ثانية بعد الظهر
الموت وظيفتنا الأساسية
الزوجة فمها منقار ينهش أعصابي بلا رحمة، أتقي طنينها بقراءة رواية «أشياء تتداعى» ل:تشنوا أتشيبي. أنصحكم بها كعزلة مشتهاة
المكتبة خالية كرأس عمر الخيّام عندما ينتهي من رباعياتهِ مخمورا
الموظف الوحيد الذي يشاركني الركن يضع سمّاعات من المحّار
في لحيته طحالب وسراخس صدئة
هناك العديد من النوافذ وكأن الشمس غير كافية، هناك من الضوء ما يكفي لطمس الأبصار، وحواس الأبواب المغلقة
يقاطع خلوتي طفل في رأسه وحوش «بوكيمون»، يفتح شاشة كانت غير مرئية قبل دقائق، يفتح كوّة في صدر العالم/الوهم
أشغّل المكيّف على بقعة صغيرة، لا يشغلها إلا حاسوبي ودماغي المخدّر بكذبة اسمها الكتابة
أتذكّر صديقًا استبدل أقلامه بسجائر محشوّةً ندمًا، ثم دخّن كلّ علبة في كُشكِ الشِّعر
اللغة التي تنامُ وحيدةُ على سرير لشخصين، تشخر كضفدع نحاسيّ
من يكذب على الريح حتى تأتينا ليلا، تبحث عن مبيتٍ دافئٍ بين أغصان الشجر؟
أكاذيب أشاهدها تنبت هنا وهناك
مخالب تخمش جلد الظِّلال الرابضة
حناجر مجروحة تغنّي للأرصفة الراكضة خلف النهار وعواميد الإنارة المطفأة
أكتب وفي الصدرِ حدائق ملغّمة، تنمو مع كلّ نفسٍ وسيجارة
هذا «النيكوتين» الذي نشربه كلّ صباح، بمعيّة الواجبات المنزلية، والعلاقات الأسرية، يزداد قتامةً وسوادا
هذا العيش كدُمى حجريّة، أصبح أثقل من الهيدروجين
ماذا لو كان إنجاب الأطفال يحدث بالتخاطر؟، 5 دقائق مع زنبقة ليكتظّ بيتكَ بالبنات.
الشيزوفرينا أن تكتمل روحك في النصّ، وتتشوّه وأنت تزن كيلو من الجزر في الدكان القريب من الجيب.
قد ينقذك «علاّ» البشاري وأنت على حافة انقراضٍ في كأس شاي
لست أكتب ما أكتب ليزداد عمري بضع قرون أو ثواني
فقط أحاول أن أفسّر الزّهايمر الذي ينزل فجأة بعد كلّ نصّ
قطط، كلاب، فئران، خنافس تذرع جمجمتي طولا وعرضًا، ولم تكتمل غفوتي في العدم اليومي
من يقول لي ما مهنة الطرقات في الليل؟ وهي لا تبصر من يمشي عليها.
لو كان بيدها لفتحت معارج أخرى للنجوم التي فشلت في الإضاءة
وتركت بعض البشر بلا أبصار، تتخطفهم الشكوك وحشرات التيه.
مع ما أكتبه الآن أصبحت أكثر تشاؤمًا، مع أنّني قد أفتح حديثا مطولا مع نملة.
أعذروني إن أطلتُ في عصر ليمونة الوقت
عضلات يدي مصمّمة لنقر مفاتيح الحاسوب، برشاقة عازف بيانو مصاب بالتوحّد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى