صديقي ياني - صديقي ياني.. قصة قصيرة

كالمعتاد خرجت اليوم في الساعة السادسة صباحا الى عملي، ما زالت الشمس نائمة والليل في نوبة حراسته مازال مستيقظا، خرجت جارا وراءي ذيول ليلة مرهقة ، قضيتها ساهدا على وسادتي، وما زال وجه حبيبتي في أعماق عيوني، خرجت الى الشارع وحدي ليس هنالك احد فيه سوى برك مياه الأمطار الراكدة التي لم يكن احد قد عكر سكونها بعد، هنالك صمت مزعج ضجيجه أقلقني، فبحثت عن رفيق معي يؤنسني .

وجدت صديقي ياني ينتظرني عند رأس الشارع ، كان بانتظاري، منفوش الشعر ،باسم الثغر رحب بي أولا……

– أهلا صديقي .

– أهلا ياني .

– كنت منتظرك .

– شكرا ، وأنا بحاجة إليك ، لا احد يفهمني إلا أنت وموسيقاك .

– أراك مرهقا ……. لنمشي قليلا.

– الى أين ؟

– الى حيث كان ، المهم هو أن نمشي .

– اسمعني بعضا من موسيقاك .

– أنت وأنا غريبان، نعاني لوعة الغربة ، أنا غريب عن بلدي اليونان وأنت غريب عن حبيبتك ، نحن الاثنان نعيش في المنفى .

– إذن الديك شيء عن المنفى ؟

– لدي النوستالجيا nostalgia الحنين الى الوطن ، كما قلت لك ، أنا في منفى عن وطني وأنت في منفى عن حبيبتك .

– إذن هات ما عندك .

تهت بوديان هذه الموسيقى ولم اعد اسمع أو أرى أي شيء سوى هذه المقطوعة الجميلة ، تهت ببحار قلبي ودهاليزه، اكتشفت بان قلبي له سبع طبقات مثل السماء والأرض وفي أعماقه بركان ثائر.

ولم أفق من النوسالجيا الى بعد انتهائها لأنظر الى صديقي ياني فلم أجده، تركني وذهب مع نوستاليجيته ، كنت منذ قليل ماسكا بيده ، ترى ما هذا الشيء الذي في يدي!؟ لأتذكر حينها أن لا يوجد شيء في يدي سوى رواية نجيب محفوظ خمّارة القط الأسود، ولأجر أذيال ذكراي وسهادي معي الى عملي.

سيف شمس الدين الالوسي- بغداد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى