قصة ايروتيكة قصة إيروتيكية : حميد العقابي - رسالة في الجلق والجلاقة لشيخ الطريقة الجاهرية الحرّ الفقير ج1

الجلق أحد أسماء العادة السرية
هذا كتاب ألّفه بطل روايتي ( الضلع ) التي ستصدر قريبا عن دار الجمل .

توطئة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلام على أشرفِ الخلقِ وسيّدِ المرسلين محمد بن آمنة الأمين الذي أُرسلَ للناسِ رحمةً باسطاً الشريعة للخلقِ نعمةً لا نقمة ميسّراً أمورهم بما تشتهي الأنفسُ التائقةُ للسموّ معطياً الجسدَ حقّهُ جاعلاً اللذةَ بمنزلةِ العبادةِ مؤالفاً بين اللهِ والباهِ إذْ ساوى في دنياه بين حبّ النساء وقراءة القرآن الكريم بمنزلةٍ واحدةٍ ولم يتركْ " في شؤونِ الخلقِ شاردةً ولا واردةً فحقّ بذلك أن يكونَ خاتمَ الأنبياء والمرسلين مُتمّاً رسالته على أكملِ وجهٍ وسبحان العزيز القائل " نريد بكم اليسرَ ولا نريد بكم العسرَ وبعد اعلمْ عزيزي القارئ هداكَ اللهُ ونجاكَ من الآثامِ الكبيرةِ وغفرَ لكَ اللممَ والسهوَ وأمتعكَ بمتعِ الدنيا قبل الآخرة فهو ربّ الجمالِ خالقُ الفتنةِ وغافرُ الذنوبِ وهو القائلُ في محكمِ كتابهِ المجيد " إن الله لا يغفر أنْ يُشركَ بهِ ويغفر ما دون ذلك " واعلمْ رعاكَ الله أن ربكَ لا ينظرُ إلى الوجوهِ والأجسادِ وإنما ينظرُ إلى القلوبِ وما تكسبُ ولا يخدعنّه منافقٌ أو كاتبُ تقارير يدّعي العفّةَ والشرفَ فهو العارفُ بما يخفى وما يظهر ونِعمَ بالله وكيلا

إنّ ما دفعني إلى تسجيلِ هذه الوثيقة وكتابةِ هذهِ الرسالة التي أسميتُها ( رسالةٌ في الجُلقِ والجلاقة ) صافعاً بها الوهمَ بكفّ الحقيقة منيراً قلوبَ الحائرين من ظلمةِ رجال الدين الذين نسوا التوحيدَ والأصولَ ونبذوا العواطفَ والعقولَ وراحوا يقلّبون الأمرَ بما تُملي عليهم أهواؤهم فحللوا الفلقةَ وحرّموا الجَلَقَةَ كما حللوا القتلَ والغزوَ وحرّموا العشقَ والشدوَ إرضاءً لشرورِ أنفسهم وظلامِ عقولهم لعلّ رسالتي هذي تنيرُ للضائعِ دربا وتزيلُ عن نفسِ المكروبِ كربا وتدنيهِ من الحبّ منزلةً وقربا

لقد عزمتُ على كتابةِ هذهِ الرسالة بعد الذي لقيتُه أثناءَ دراستي طالباً للفقهِ والعلمِ في حوزةِ قم من عنتٍ وزيفٍ وتخريف من شيوخ النفاق والخداعِ والتسويف فرأيتُ ما هالني من هؤلاءِ من شائنِ الفعلِ والقولِ في شؤونِ الدينِ والعالمين فقد حدثني شيخي الذي كنتُ أحسبُه جليلاً حافظاً للأمانةِ وللعلم خزانة قال " حكمُ الجالدِ لعميرتهِ كحكمِ الزاني بأمّهِ في الكعبة " فما كان مني إلا أن رحتُ أضربُ رأسي ووجهي نادباً إسرافي في المعاصي ولسانُ حالي يقول " هلكتُ وربّ الكعبةِ " حتى إنْ فقدتُ وعيي وتلعثمَ رأيي ما بين مُصدقٍ لما يقوله شيخي وما بينَ عقلي وقد زادَ طينتي بلةً وقيدي غلّةً أن خيالي شطّ بي باغياً فرأيتني أرفعُ ساقيْ أمي وأولجُه فيها ناعظاً راهزاً وهي تتقلبُ تحتي في نشوةٍ ومتعة فخورةً برجولةِ ابنها وبذرةِ بطنها حتى إذا ما أفرغتُ فيها استيقظتُ من الكابوسِ وتذكرتُ حكايةَ فحلِ الجاموسِ الذي عُصبتْ عيناه فواقعَ أمّه ولما انتهى منها رمى بنفسهِ في النهرِ منتحراً فوجدتُني ساقطاً على الأرضِ وقد اسودّ الضوءُ في عيني وتجمهرَ حولي طلبةُ العلمِ وهم لا يعرفونَ من خبري شيئاً بعد ذلكَ علمتُ من زملائي المغررِ بهم لسذاجتهم أو لحسنِ نيتهم بأنّ هذا الشيخَ منافقٌ لعين لا يفقه في الدينِ إلا ما يلائم شهوتَه ويحرّكُ خصيتَه فأن له من الأزواجِ أربعا ومما ملكتْ أيمانه مرتعا وقيلَ همساً إن له من الغلمان عددا فرفعتُ كفيّ نحو السماء قائلاً ربي نجّني من القوم الظالمين فأوحى إليّ أن أهربَ من هذا الماخورِ فهربتُ من ظلامِ قبري إلى النورِ ومن فسادِ الحوزةِ مطلقاً سراحَ الهمزةِ من منبرِ الدجلِ إلى فضاء الحرية مردداً اللهم اجعلهم بددا واحرقهم أبدا وأضئْ عقولَ مريديهم بنورِ الحقِ والجمال واتركهم في ظلمةِ أرواحهم يعمهون سلّطْ عليهم مَنْ يسحلهم بعمائمهم ويرميهم في مزبلةِ الأرض اللهم اجعلهم كالكلابِ يلهثون يأكلونَ فلا يشبعون ويشتهون ولا ينتصبُ لهم أيرٌ أصبْهم بالعنّةِ وابلوهم بالأبنةِ اجعلْ بناتِهم قحابا وأولادهم غلمانا لعلهم يرتدعون

فصل في الإباحة والتحريم

اعلمْ هداكَ اللهُ وأيدكَ بنورِ العقلِ وأنارَ ظلمتكَ بسراجِ اليقين حدثني شيخي شهابُ الدينِ اليزدي وقد حقَّ عليه الاسم فهو ضرّاطٌ من سلالةِ ضرّاطين قال حرّم الله الاستمناءَ باليدِ أو ما عُرفَ بجلدِ عميرة وفقَ ما جاء في الآيةِ الشريفة ( والذينَ هم لفروجهم حافظون ) فقلتُ سامحكَ الله يا شيخُ أين هذا من ذاكَ وكيفَ أصبحتِ الكفُّ فرجا ولِمَ حُرّمَ استخدامها في الاستمناءِ وحُللَ في الخرطاتِ التسع والفعلُ واحد فصرخَ الشيخُ بي غاضباً وقالَ مرتعدا قد جئتَ أمراً إدّا ودخلتَ دائرةَ المحظوراتِ عمدا واتخذتَ من وثنيي الإغريقِ سندا فقلتُ ساخراً رويدكَ يا شيخي اغفرْ لي قلّةَ خبرتي واستفحالَ جهلي وتصدّقْ عليّ من خزائنِ علمكَ ما يشدّ من عضدي ويقوّمُ سندي وأنتَ الذي وهبكَ الباري من فضلهِ مددا فأشرقَ وجه الشيخِ بزهوٍ وانتفخَ كبوٍّ وضحكَ حتى بانتْ نواجذه المتسوسة وقال سامحكَ الله يا ولدي لقد اتخذتَ من القياسِ منهجا وهذا ما نهى عنه الأئمةُ المعصومون والفقهاءُ ورجالُ العلمِ وأشارَ إلى نفسهِ كواحدٍ من أولئكَ الفطاحلِ الذين ملأوا الأرضَ خيراً بعلمهم وطبّهم وهندستهم ولم يكتفوا بتفسيرِ المسائلِ وتحريرِ الوسائلِ فكتمتُ ضحكتي وارتضيتُ بغصّتي وفعلتُ ما يفعلُ التلميذُ النجيب مبالغاً في الطاعةِ والتهذيب فقلتُ بطريقةِ المتسائلِ التائقِ إلى الاستفاضةِ وما الضيرُ من ذلكَ يا مولايَ فقالَ وقد انتفشَ ريشُه غرورا وانفرجتْ أساريرُه حبورا القياسُ يا ولدي منهاجُ الخاطئين ومن غُررَ بهم وغرّروا بالآخرين من فلاسفةٍ وسفسطائيين ثم ألقى إلي حجته التي سمعتُها مراراً من غيره وهي قضيةُ الشهودِ وعددهم في إثباتِ الكفرِ والزنا فقلتُ واللهِ الذي لا يعلمُ الغيبَ سواه إن لقضيةِ الزنا وشهودها سرّاً محققا وأمراً ملفقا فلو جيءَ بأربعةِ شهودٍ في ذلك اليوم المشهود لقيلَ لهم هاتوا بثمانيةٍ ولو جيءَ بثمانيةٍ لقيلَ لهم هاتوا بستةَ عشرَ شاهداً إكراما لها وستراً للفضيحةِ ووالله عزّ وجل لو جيءَ بستةَ عشرَ لقيلَ لهم هيهات هيهات لن تُقبل شهادتهم حتى يأتونا بكسّ فارجٍ وينطقُ وأيرٍ والجٍ ويعترف

وأما بعد

لقد اختلفَ الأئمةُ والفقهاءُ في أمرِ الاستمناء فقد حرّمه مالكُ والشافعي وأباحَه الإمامُ أحمد مستدلاً على ذلكَ بالقياسِ على الفصْدِ والحجامة ومن دواعي الأسفِ الشديد أن شيخنا الفاضلَ محي الدين ابن عربي قد جارى الأوَلَين في حكمهما مستندين إلى آية ( والذينَ هم لفروجهم حافظون ) ولو تأملوا الآيةَ بشيءٍ من الرويةِ والعقل لوجدوها آيةً عامةً لا خاصة تحثّ على عفّة النفسِ ولا تشيرُ إلى ما نحن بصددهِ الآن ولا تحسبُ حساباً للزمانِ والمكانِ وما يتبعها من آي يدلّ على ذلك الزمانِ الذي فيه لا يعجزُ الإنسانُ عن اتخاذ حليلةٍ له إلا بسبب العوزِ والفاقة فما له من وسيلةٍ إلا انتظار الرازقِ الأكبر أما في يومنا الحاضر فهناك ألفُ سببٍ وسبب يجعلُ الإنسانَ عاجزاً عن النكاح لا بسبب ضيقِ الحالِ وإنما بسبب تغير الأحوالِ وحكم العزلةِ من حروبٍ طويلةٍ ونفي واعتقال

أما أنا فأقولُ وأوجّه وجهي نحو القادرِ العليّ بنيّةٍ صافيةٍ مبتغياً مرضاته وحسنته الواحدة إنْ أخطأتُ وسبحانَ من لا يُخطئ وبالحسنتين إنْ أصبتُ وفي كلا الحالين لا أبغي تبريرَ معصيةٍ وإنما أرجو انتهاجَ السبيلِ الواضحِ وفي كلا الحالين أقولُ حسبيَ اللهُ ونِعمَ الوكيل
اعلمْ أيها القارئ بأني أحللُ الاستمناءَ حلالاً مطلقا وأبيحُه للناسِ إباحةً لا تحوطاً فيها ولا قلقا مستنداً إلى العقلِ وما يمليه الظرفُ وإلى اختلافِ الرأي عند الأئمةِ وكذلك إلى قولِ الرسولِ الكريمِ الذي يتغافلُ عنه كلّ منافقٍ لئيم من عالمٍ يدعي العلمَ وليسَ له بأهلٍ ولا يحملُ منه مثقالَ ذرةٍ أو متخمٍ لا يشعرُ بجوعِ غيرهِ أو ضالٍ لا يبرحُ مكانَه ضارباً في نواحي الأرضِ باحثاً عن رزقهِ أو منفياً مرغما أو سجيناً لقضيةٍ عظمى أو طالب علمٍ مترفعاً عن سفاسفِ الأمور لكنّ الله أضلّهم بالنفاجةِ والادّعاء فتوهموا العلمَ والعلم منهم براء واستعذبوا الكسلَ ونبذوا العملَ فصاروا تنابلةً لئاما أعناقهم مرصوصةٌ وكروشهم تخطو قبلهم يأكلونَ الحراما ويسرقونَ أموال الناسِ بذريعةِ الزكاةِ والخمسّ فصاروا عبيداً للدينارِ والكسّ يمتطونَ الأراملَ بحجةِ الحرصِ على عفتهنّ ويغوون الأيتامَ بخديعةِ الإشفاق فصاروا كمَنْ يتخذُ العجْلَ إلهاً في التيهِ بدلاً عن التأملِ والمكابدةِ والوجد للوصول إلى طريقِ الحقِ والعمل الجادِ لبناء أمّةٍ قويةٍ يفخرُ بها أبناؤها فبئسَ من سلفٍ عاقٍ ورجالٍ ساقطين، قال الرسول الكريم " الزواجُ من الحرّةِ خيرٌ من الزواجِ من الأمَة والزواجُ من الأمةِ خيرٌ من الخضخضة "

فانظر أيها القارئ إنَّ الرسولَ لم يحرّم الخضخضةَ وإنْ جعلها في المرتبةِ الدنيا وأضعفَ الإيمان وذلك حسب ظرف ابن آدم والمكان فمن أين جاء المنافقون بأمرِ التحريمِ وقالَ أكثرهم نفاقاً بالتجريمِ لعنة الله عليهم إلى يوم الدين فوالله الذي لا تخفى عليهِ خافية وهو الشاهدُ على ما أقول لقد سألتُ مرةً شاباً معمماً يدّعي الورعَ ويعملُ واعظاً في إدارةِ معسكراتِ الأسرى العراقيين في إيران إنْ كان لما تبثّه وسائلُ الإعلام العراقية حولَ قيامِ الحرسِ الإسلامي بقتلِ الأسرى من صحةٍ فقال ممتعضاً وهو يمسّد لحيته بافتعالٍ فغدا وجهُه كنعالٍ أجلْ لقد قتلنا عدداً قليلاً منهم لا يتجاوزُ الخمسين شخصاً إنهم يمارسون الرذيلةَ فقلتُ اللواطَ أجلّكم الله ؟ فقال لا إنهم يمارسون الاستمناءَ فانظرْ عزيزي القارئ إلى هؤلاء الأوباشِ يرون الناسَ كالأكباشِ فما أزهدَ الإنسانَ في دينهم وما أرخصَ القتلَ في قانونهم يأمرونَ الناسَ بالمعروفِ وهم منحرفون وينهون عن المنكرِ وقد جُبلوا عليه حتى صارَ لهم الكذبَ سجيةً والقتلُ غايةً يرتجونَ بها من وجه اللهِ قربا وهو الذي حرّم قتلَ النفسِ والقائل بأنّ من قتل نفساً بريئة بغير حقّ كأنما قتلَ الناسَ جميعا لكن أنفسهم المريضةَ سوّلتْ لهم أن يفعلوا المنكرَ ظنّاً منهم بأنه المعروف وزينتْ لهم سوءَ أفعالهم فظنوا أنهم يقتلون الناسَ بالحقّ ويغتصبون العذارى بالحقّ فالمرأةُ في دينهم عورةٌ وفي عرفهم بقرةٌ ولكنهم في لحظاتِ هياجهم يلحسونَ مُطّالَها ويقبّلون نعالَها حتى إذا أفرغوا سمومهم فيها عادوا يذلونها ويرجمونها متشدقينَ برجاحةِ العقلِ على ناقصاتِ العقلِ والدين وانظرْ عزيزي القارئ إلى أين وصلَ الأمرُ بهم يحللون الإذلالَ والقتلَ ويحرّمون الجَلَقةَ وإن رفعتْ كفّ للاعتراضِ قطعوها وإن ألقيتْ عليهم حجة حرّفوها باللغوِ والإطناب فترى أحدهم يتحدثُ ساعةً كاملةً ولا يقول شيئاً متهماً مَنْ يعترضُ عليهِ بالفسقِ والزندقة

فاتني أن أذكرَ في شأنِ فقهاء الجهلِ والرذيلةِ أنّ إمامهم في الدجلِ قد حرّمَ في كتابهِ ( تحرير الوسيلةِ ) الاستمناءَ وحللَ وطء الرضيعةِ ولو كان يعلمُ أنّ الطبّ الحديثَ اليوم يكشفُ ما تغيضُ الأرحامُ لأباحَ وطء النطفة

وخلاصةُ الفتوى وزبدةُ الفحوى أقولُ عزيزي القارئ الباحث عن الحقيقةِ بمسندِ العقلِ والنهجِ الواضح والشريعةِ السمحاء لما كانتِ المرأةُ صعبةَ المنالِ في بعض الأحيان لمشاغلِ الحياةِ وهمومها من حروبٍ ونفي واعتقالٍ أو عهرٍ وابتذالٍ وتعففِ الواعي من الرجالِ من الانحطاطِ والإسفافِ إلى درجةِ التهريجِ وإضاعةِ الوقتِ في الركضِ وراءَ غانيةٍ فاتنة كظامئ يركضُ نحو الأفقِ القصي كي يمتحَ من سرابٍ أو كمَنْ يرمي صنارته في بركةِ ماء آسنةٍ خاليةٍ من الأسماك فيعودُ كلّ مرةٍ خاليَ الوفاضِ نادماً على إسفافهِ كمقامرٍ يخسرُ مالَه ووقتَه ويتلفُ أعصابَه أملاً بالربحِ فأني الحرّ الفقير لرحمةِ الله الغني بالتوحيدِ أبيحُ لكم الاستمناءَ دون مواربةٍ أو خجلٍ ودون تحوطٍ أو احتراز والله من وراء القصد سبحانه الذي قال " نريدُ بكم اليسرَ ولا نريدُ بكم العسرَ " أو " لا يكلفُ الله نفساً إلا وسعها " فسبحانَ مَنْ اباحَ للأيمانِ قابضةً أو فارغة فمَنْ لم تملكْ أيمانُه ملكَ أيمانَه أقولُ قولي هذا واستغفرُ الله لي ولكم فإنْ كنتُ قد أخطأتُ في اجتهادي فاعلموا أن اللهَ غافرُ كلّ ذنبٍ وهو القائلُ بمحكمِ كتابهِ المجيد " إنّ الله لا يغفرُ أنْ يُشركَ بهِ ويغفر ما دونَ ذلك " فهنيئاً للموحدين إيمانهم وأيمانهم بما ملكتْ أو لم تملكْ
فصل في التسمية

اعلمْ سيدي الفاضل أنّ للاستمناءِ أسماءً كثيرة منها ما هو اسم معنى أو اشتقاق ومنها ما جاء على سبيلِ الوصفِ أو المجازِ والاستعارة لعل أشهر هذه الأسماء وأكثرها تداولاً بين المثقفين من الناس هو ( الاستمناء ) ويعني كما هو واضحٌ استخراجُ المني بواسطةِ اليدِ على الأغلب وبفعلٍ إرادي وتكون ( الخضخضةُ ) شكلاً من أشكالهِ الكثيرةِ التي سنأتي على وصفها لاحقاً في فصلٍ أسميناه ( فصل في الطرقِ والوسائل ) ويصحبُ الاستمناءَ عادةً استدراجُ خيالاتٍ ذهنيةٍ يلعبُ الخيالُ فيها دوراً هاماً وكلما كان المستمني ذا ذهنٍ متمرسٍ على التأملِ وخلقِ الإيحاءاتِ كانتِ المتعةُ أكبرَ فالرجلُ ذو المَلَكَةِ الخياليةِ الواسعة يستطيعُ أنْ يجسّدَ في خيالاتهِ صورةَ المرأةِ المشتهاةِ على وجهٍ يقاربُ الحقيقةَ ولأنّ الإنسانَ فُطرَ على الخجلِ والمستمني عادةً ما يكون حسّاساً رقيقَ المشاعرِ لذا فأنه يكون أكثرَ جرأةً عند الاستمناء ويمارس أقصى حريتهِ في استدراجِ المرأة إلى مخدعهِ فتراهُ يتعرى أمامها دون مواربةٍ أو وجلٍ تاركاً لمكبوتهِ أن ينعتقَ من أسرِ كابتهِ ولحريته أن تتحررَ من أسبابها فتارةً نراهُ يختارُ العفيفةَ من النساء يبدأ معها بمعسولِ الكلامِ ولواعجِ العشقِ والهيامِ معاهداً إياها بالزواجِ على سُنّةِ اللهِ ورسولهِ حتى إذا اطمأنتْ إلى كلامهِ ووثقتْ من حبّهِ وغرامهِ وأيقنتْ من حسنِ نيتهِ وصدقِ مرامهِ راح يقبّلُ لثامها ثم ينزعُ نقابها ويزيلُ حجابها وهي غاضّة بصرها إلى الأرضِ عاضّة شفتيها تكابدُ شهوتها ولا تجرأ على التحديقِ في عينيه حينئذٍ يبدأ بحضنها وتقبيلها من تحتِ أذنها وعصْرِ نهدها برقّةٍ حتى يفضَّ بكارةَ خجلها فترمي رأسها على كتفهِ باستسلامٍ وتمتدّ يدها شيئاً فشيئاً مداعبةً شعرَ صدرهِ نازلةً إلى تحت وحينما تلمسُ انتصابَه بين أصابعها داهنةً رأسَه بلزوجةِ مذيّهِ تنشغُ من لسعِ برودتهِ فترفعُ رأسها إليهِ بعينينِ ذابلتين وشفتينِ مرتعشتين متسولةً من رجولتهِ غمزةً ومن فحولتهِ رهزةً تستعجلُ الأمرَ بالاستلقاء والإفراجِ حتى إذا فاضَ ماؤها وباشرَ فحلها بالإيلاجِ واستقرَ الوتدُ في قاعِ أرضها الرطبِ انقلبتْ رأساً على عقبِ فتراها عاهرةً ماهرةً في فنون الإغراءِ والرقصِ على نارِ فتنتها عارفةً كلّ طرقِ النيكِ والمصّ بجنون فطرتها وداعرةً في الكلامِ واللهاثِ في النهيطِ والنغيطِ وتارةً يختارها المتخيلُ فاجرةً نافرةً كأنها ولدتْ من بيضةٍ فاسدةٍ تكونُ هي المبادرة بالغوايةِ وكأن كلّ خليةٍ في جسدها تصرخُ " هيتَ لك " تكرهُ ما تألفه الأخريات فتبدأ بالمصّ وتنتهي بلحسِ المني وقد تكونُ سلقلقيةً لا تكتفي بالمألوفِ من النيكِ ولا تحصلُ متعتها إلا بإتيانها في الدبرِ وهذا النوعُ من النساءِ هو أكثرُ ما يثيرُ الرجلَ في استمنائهِ ويُخرجهُ من سجنِ حيائهِ إلى فضاءِ مجونهِ وجنونهِ محلّقاً في سماء النشوة

ومن بين النساءِ متمردةٌ من جنسِ المردةِ ملحدةٌ لا يثنيها عن طلبِ المتعةِ واعزٌ وكل شيءٍ في دينها جائزٌ حتى لو كلّفها الأمرُ حياتها تعشقُ الجنسَ والنبيذَ وتكرهُ الزواجَ فهي ترى فيه قيوداً للمتعةِ تساحقُ النساءَ بذاتِ الشهوةِ مع الرجالِ خبيرةٌ بكلّ فنونِ الفسقِ ولا تعرف الغيرةُ لنفسها طريقاً فهي لا تفرّقُ بين الرجلِ المتزوجِ والأعزب ولا بين الشيخِ والغلام فلكلّ منهما قد هيأتْ طريقةً وخطابا وهي في الإغراءِ والفتنةِ نارٌ ترتدي ثيابا زبّاءُ مع النساءِ مستبدة ومع الرجالِ طيعةٌ ومستعدة لفعلِ أي شيء يطلبون حدثني جلاقٌ من ذوي الخيالِ المنفلت ومن أهل الخبرة والدراية بهذا الصنفِ من النساء قال صنعتُ امرأةً من أهلِ الكتاب لم يماثلها أحدٌ في الفسقِ والفجورِ ساخنة كالتنورِ وجميلة كأنها من الحورِ كانتْ تعلّقُ صليباً متدلياً على صدرها تضكُّ عليه نهديها فأسمعُ صراخَ المصلوبِ وحشرجتَه وهو يتدلى في وادي العقيق دعتني إلى نيكِ صدرها فأولجته بين نهديها لاحسةً رأسَه بلسانها الأحمر المندلق فرحتُ أدخله في فمها مرةً فتتلقفه ظامئةً واسحبه ببطءٍ متزلجاً بماءِ شهوتهِ حتى إنْ قذفتُ وتغطى الصليبُ بالمني راحتْ تلعقه باكيةً ناغطة وعلى كل عُرفٍ ساخطة فتثيرني أكثرَ مما بدأتُ فأعيدُ الكرّةَ ثانيةً وثالثةً حتى تنفصلَ أعضائي عن جسدي وتصبحَ أشلائي رميماً فأنتظر النفيرَ لقيامةٍ أخرى

ومن بين الرجالِ مَنْ لم يكتفِ بواحدةٍ فتراهُ مضطجعاً بين جيشٍ من الفارساتِ كأنه في الأمزون سيّد أو أسير بين نساءٍ محارباتٍ من نارٍ وحرير يلحسنه حتى يتلاشى جسدهُ أو يطيرُ بجناحين من شبقٍ وجنون وعن أولئك النساء حدثني رفيقٌ من أهل الحرفةِ قال كنتُ أنيكُ بضربةٍ واحدةٍ عائلةً كاملةً فقلتُ كيفَ رعاكَ اللهُ وقوّاك قالَ أغويت صبيةً فتسللتُ إلى حجرتها على سطحِ دارهم ولما رأتْ أيري منتصباً كشراعٍ نشغتْ وصرختْ فهرعتْ إليها أختها الوسطى فلما رأتنا على ما نحن عليه شاطتْ غضباً وغيرةً فخفتُ من فضولِ الجار والفضيحة لكنّها حينما تطلعتْ إليه منتصباً اقتربتْ بترددٍ وارتباك حتى إذا ما قبضتهُ بكفّها ورازتْ خصيتيه فغرتْ فاهاً وأطلقتْ زفرةً ساخنةً ولسانُ حالها يقول أهذا جزاء الأخوّةِ يا ناكرةَ الإحسان وعديمةِ النخوةِ تخفين ما عندكِ وتنعمينَ به وحدكِ فصرتُ وسيطاً بينهما معاهداً على إشباعِ جسديهما بالتناوبِ والتساوي وهكذا رحتُ متنعماً بين أشرسِ ذئبتين وكذلك جاءتْ الأختُ الكبرى والأمّ التي راحتْ تندبُ حظّها من قسمةٍ ضيزى بين ثلاثةِ أكساس جائعةٍ ولكن بعدَ أن رأينَ ما أنا عليه من فتوّةٍ وقوّةِ باه حمدنَ اللهَ على ما أنزلَ إليهنّ من رزقٍ لم يكنْ في الحسبان فصرتُ أنيكُ أربعا تارةً بالتوالي وتارةً أجمعهن معا حتى علمَ الأخُ بالأمرِ فخفتُ وتوجستُ منه شرّا فقالتْ إحداهن بثقةٍ مطلقةٍ ونبرةٍ قلقةٍ هوّن عليكَ يا رجل فأنه واللهِ إنْ رأى هذا الأيرَ سيزاحمنا على ما أنعم الله علينا من خير فعلمتُ بأنه يدفع مالاً لمَنْ ينيكه فأذقته صَدَقَةً ما لم يذقه من قبلُ وكان من الشاكرين

وحدثني جلاقٌ تركَ الحرفةَ وتزوجَ بامرأةٍ ذات قبحٍ وغلظةٍ وحينما سألتهُ متعجباً من أمره قالَ والله لن أرى أجملَ منها فقلتُ كيف وهي قبيحةُ الوجهِ دميمةٌ وذميمةٌ ومترهلةُ الجسدِ قدمها قدمُ فلاحٍ وجلدها جلدُ تمساحٍ قالَ وهو يهزّ يده سخرية من جهلي هذهِ قبضةُ العدس التي يتوهمُ الغافلون فواللهِ إن لها لساناً يقطرُ الفجورُ منه عسلاً ينتعظّ على كلماتهِ مَنْ بهِ عنّة فكيف لمَنْ به جِنّة خادمةٌ مطيعةٌ إنْ أردتها عفيفةً أو رمتها وضيعة تفيضُ منها الشهوةُ كبئرٍ مترعةٍ وكلّ ثقبٍ فيها تخاله باباً مغلقاً على خزائنِ الدنيا وكنوزِ متعةٍ أذاقتني من اللذةِ فنوناً لم تكنْ في بالي حتى وأنا في شطحةِ الخيالِ إذْ لم أكنْ أصدّقُ أن أجمعَ الحسنيين فبها أنيكُ وأجلقُ في لحظةٍ واحدةٍ عندئذٍ أدركتُ بأن للاستمناءِ فوائدَ لا تحصى فهو مدرسةٌ للأجسادِ وما محنة المتزوجين إلا لكونهم لم يدركوا حقيقةَ الخيالِ وفضلَ الكلمة فهي مفتاحُ الجنونِ وبالجنونِ وحده تتحققُ المتعة

وعن خيالِ الجلاق رويتْ حكاياتٌ كثيرة يعجزُ الباحثُ عن جمعها فيكتفي بأظرفها فحالُ الجلاقِ في نعيمِ خيالهِ كحالِ خراشٍ بين ظبائه كما وصفه الشاعر حينما قالَ على ( بحر الوافر )
" تكاثرتِ الظباءُ على خراشٍ = فلا يدري خراشٌ ما يصيبُ "

ولعلَ أظرفَ هذهِ الحكايات ما رويَ عن جلاقٍ عراقي في بلاد الغرب حينما كان يتشمسُ على ساحلِ بحرِ البلطيق وكانت النساء أمامه يستحممنَ عارياتٍ كظباء خراشٍ فراحَ ينتقي أجملهنَّ ويضربُ الجلقَ مردداً مع نفسهِ بهوسِ المهتاجِ على أمّ اللباس الأحمرِ وحينما تتوارى ينتقلُ إلى أمّ اللباس الأخضر والأصفر ماسحاً بنظرهِ أفخاذَ ونهودَ الصبايا العارية وهكذا حاله حتى إذا اقتربتْ شهوتُه وأوشكَ على القذفِ تساوتْ أمامه الأجسادُ وأصيبَ بعمى الألوان فلم يعدْ يفرّق ما بين ذاتِ اللباسِ الأحمر أو ذات اللباس الأزرق مردداً في سره وهو يخضّ أيره بسرعةٍ وعيناه تغتصبُ الفضاءَ عليك يا عَلي عليك يا علي عليك يا

ومن مرادفات الاستمناء ( جَلدُ عميرة ) وهو الاسم الذي تداولته العربُ قديماً حيث وردَ ذكره في كتبِ الأولين من فقهاء وشعراء فقد ذكرهُ الشاعرُ ابن الحجاج رحمه الله وذكرهُ الشافعي ومالك والإمام أحمد كما أسلفنا وهو اسم غامضٌ ولكنّ غموضه يزولُ إذا افترضنا أن عميرةَ هو اسم من أسماء الأير وربما منه جاء ( العير ) بعد تذكيرهِ وحذفِ الميم الاسمُ الذي يتداوله أهلُ العراق والخليج العربي وبعدها تحول إلى ( الأير ) كما يرد في الكتب ويتداوله أهلُ الشامِ ومصر وشمال أفريقيا وربما يكون العكس هو الصحيح والله أعلم ولي في هذا الموضع رأي فأنا أستهجنُ هذه التسمية التي بُنيتْ على حكمٍ مسبق فالربطُ بين الاستمناءِ وعقوبةِ الجَلَد هو ما استنكرُهُ هنا واستهجنه لأنه يدلّ على أنه حكمُ الجاهلين ورجال الدين فكيف يرضى عاقلٌ أن يربطَ بين المتعةِ والعقوبةِ وإنْ كنتُ أعلمُ أنّ من بين الجلاقة مَنْ يستمتع بالألم أو كما يسمى في علمِ النفسِ الحديث بالمازوشية أو المازوخية وهذا في رأيي من الشذوذ الذي لا يصحّ الاحتكام إليه وليس موضعَ بحثنا
أما ما وردَ في حديثِ الرسول الكريم الآنف الذكر " الزواجُ من الحرّةِ خيرٌ من الزواجِ من الأمَةِ والزواجُ من الأمةِ خيرٌ من الخضخضة " فأنا لم أرَ هذا الاسم في كتبِ الأولين إلا نادراً ولكنه أي الاسم شائعٌ عندنا في العراق فهو اسمٌ دالٌ على تصويرِ حركةِ اليدِ على الأيرِ وخضّه حتى يقذفَ زبدتَه كما يُخضّ اللبنُ في الجودِ وبهذا المعنى يقتربُ مع ما يتداوله أهلُ الشام حينما يقولون فلان يحلبُ أيره أي أنه يُخرجُ الحليب منه بحركةٍ تشبه حركةَ تمريرِ الأصابعِ على الضرعِ وقد كنّا في العراق أيامَ فتوتنا الأولى نرددُ أهزوجةً معروفة
طوله طول الموزه
براسه توجد جوزه
خضّه تطلع بوزه
والبوزة هي الرغوةُ التي تندفعُ بقوةٍ من قنينةِ المشروباتِ الغازية بعد خضّها بحركةٍ تشبه الاستمناء وإزالةِ غطائها بسرعة

( العادةُ السرية ) من التسمياتِ الأكثر شيوعاً في الكتبِ وبين المثقفين من الناس وفي رأيي أنها تسميةٌ غير دقيقةٍ ويُرادُ منها الإساءة فالاستمناءُ كما هو معروف ليس عادةً كالعادةِ الشهرية عند النساء أو ما اعتادَ عليه الإنسان بالطبع أو التطبع وإنما هو فعل إرادي حرّ ولماذا خُصتْ وحدها بالسريّةِ فهل رأيتم إنساناً يضاجعُ صاحبته جهاراً لكن وصفها بالسريّةِ كما هو واضح هو قولةُ حق يُراد بها باطل فالصفةُ هنا تضمرُ الغمزَ بكونها شائنة ومعيبة ومرتكبها كالسارقِ أو كالمتآمرِ فقد قيلَ " إن المستمني كالزاني بنفسهِ " وهذا لعمري هراءٌ لا يستحقُّ الردّ فلو كشفَ ابنُ آدم عن مكنونِ نفسهِ وتعرّى لرأينا من سوءاتهِ وشناعةِ طباعهِ ما يعجزُ الوصفُ عنه

ومن الأسماءِ الشائعةِ بين عامةِ الناسِ في العراق هو ( الجُلُق ) بضم الجيم واللام وفاعله ( جالق ) ومدمنه ( جلاق ) على زنة ( فعّال ) وجمعها ( جلاقة ) على زنة ( فعّالة ) ومفردُ الجلق أو المرة منه ( جلقة ) بتسكين اللام على زنة ( فعلة ) أو فتحها والجلقُ كلمةٌ فارسية مفتوحةُ الجيم وساكنةُ اللام ويُلفظُ قافها مخففاً حتى يبدو أقربَ إلى صوتِ الغين فيلفظُ ( جَلْغْ ) وقد سمعتُ الكثيرَ في العراق مَنْ يلفظها كذلك وفاعلها ( جالغ ) ومدمنها ( جلاغ ) ويطلق في العراق على فعلةِ الجلقِ ( راس ) فيقال " ضربَ فلان راسَ جلقٍ " سألتُ أهلَ الخبرةِ عن مصدرِ هذه التسمية فقالوا بالقياس على ( رأس النارجيلة ) فيقال " يدخنُ فلان رأساً واحداً في اليوم أو رأسين " وللقياسِ هنا أكثر من وجهٍ للمقاربة فكلاهما يشيعُ في الجسدِ خدراً واسترخاء ولو نظرتَ عزيزي القارئ إلى مدخنِ النارجيلةِ وهو يجلسُ على كنبةٍ فارجاً ساقيه واضعاً إحدى قدميهِ على الكنبة ومُدلياً ساقه الأخرى بجلسةٍ سلطانيةٍ وبغيبوبةِ انتشاء وتفرّد متلذذاً بزفراتهِ وعزلتهِ عمّنْ حوله مستمتعاً بجمعِ الماءِ والنارِ في كفّةٍ واحدة
ويقال عن الجلقةِ ( قاط ) ولا أعرفُ من أين جاءت هذه التسمية والأكثر غموضاً ما شاعَ استعماله بين أهلِ العراق في الآونةِ الأخيرة فيقال عندهم ( قاط وطني ) وقد سألتُ أحدهم عن أصلِ العبارة ففسّر لي بأن ما يُقصد هنا بـ ( الوطني ) هو إشارة إلى ( سينما الوطني ) الشهيرة والواقعة في شارعِ الرشيد ببغدادَ مقابل مخازنِ الأورزدي باك وقد ذهبتُ إلى هناك وتحققتُ بنفسي فما أنْ أطفئت الأنوارُ وبدأ عرضُ الفيلم بفتاةٍ تركضُ في مرجٍ واسع ونهداها يرتجان حتى سحبَ الرجلُ الجالسُ جنبي سحّابَ بنطالهِ ومدّ يده إلى كهفهِ فالتفتُّ إليه مستغرباً أمره فأدركَ بأني لستُ من روادِ سينما الوطني فقالَ انتظرْ وأين تظنّ ستذهبُ قلتُ لا أدري ولم تمضِ سوى بضعِ ثوانٍ حتى وصلتْ إلى كوخٍ على طرفِ المرجِ وقبلَ أنْ تدفعَ بابه أخرجَ صاحبي أيرَه منتصباً وحينما دخلتْ كان بانتظارها شابٌ قميء بزي فلاحٍ جالساً على سريرٍ من تبنٍ هجمَ عليها ممزقاً ثيابها ثم أدارَ إليه عجيزتها وأولجَه فيها من الخلف على موسيقى صاخبةٍ فلم أرَ من المشهدِ غيرَ عجيزةِ الشاب القذرة والمغطاة بشعرٍ كشعرِ الخنزيرِ بعضلاتها المفتولة وقد ملأتِ الشاشةَ التفتُّ نحو الجالس إلى يميني فرأيته قد راحَ يواكبُ حركاتِ المشهد شعرتُ بخجلٍ من وقاحتهِ وأشحتُ بوجهي إلى جهةِ الشمال فرأيتُ الجالسَ إلى شمالي يفعلُ ما يفعله الأولُ ثم تطلعتُ إلى الجالسِ في المقعدِ أمامي فوجدته يبصقُ في راحةِ يدهِ ويخضّ أيرَه وقد أحاطَ جنبيهِ بمعطفهِ الوبري على الرغمِ من حرّ حزيران اللاهب مُحدثاً صوتاً كصوتِ التلمظِ وحينما التفتُّ إلى الخلف سمعتُ صوتاً يناديني بغلظةٍ " درْ وجهك وشوفْ شغلك " فما كان مني إلا أن أيقظتُ قضيبي من غفوتهِ وأخرجته من عزلتهِ ولسانُ حالي يقول " حشرٌ مع الناس عيد " ورحتُ أخضّه كما يخضّ الآخرون حتى إذا أنهيتُ مهمتي نهضتُ من مقعدي فالتفتَ إلي الذي يجلسُ إلى يميني وهو يصرخُ بي " وين أخي بعده الفلم بأوله خذْ لك قاط وطني آخر " فشكرته على دعوتهِ فردّ على شكري بكلامٍ مهذبٍ يوحي بمستوى صاحبهِ وحين خرجتُ من السينما أدركتُ صحةَ التفسير

* نقلا عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى