بوزيد حرز الله - الاغارة..

مطر يتراجع والأرض تسقط أعلى المجاز الذي ما فهمناه ، أنت الذي تقرأ الآن هذا الكلام ، وترهق آياتك البيّنات ، ألست وأفلست مثل اللّغات العتيقة ، دعني على طللي نائما ، أتوسّد وهج الاثافي ،على ،في، إليك ،أجرّ الكناية خالية من شروحاتها ، كالنّكاية في أصل ما في الحكاية يا صاحبي.

-غارقا في تفاصيل يوم يجيء بلا رغبتي، ألتقي فيه بعض الزّوايا التي تتقاطع معْ دهشتي من خواء يلفّ المدينة من كلّ أجوائها. فلذا غلّقت جارتي بابها ، ولعبنا معا لعبة القادرين على نبذ أوضاعنا وتواضعنا ، فانتهينا إلى كبوة أيها الأكذبانْ.

– يقضم البحر ذاكرتي، ويعيد إليه المواجع أنقى من التّبر، أخرج من حوزتي ، وينام المكانْ.
– هكذا خطّط ابن قبيلته،
ومضى موغلا في السنان،
وانتضى نحو عشرين جدّا،
وعاد به عطش،
قيل :مدهامّتانْ.
جسد يتضوّر عشقا، ونهدان أوشكتا أن تطيرا بأجنحة الشّبق المترامي على ضفّتين، وأرقب من كلّ زوجين إثنين،
مرّت سفائن نوح ولم تنتبهْ،
شدّها الإحتراق به وأليه ،
ولم تتّجهْ.
والعيون التي طرفها سهرُ،
والمدى حورُ،
أرهقتها الفراشات محترقات بأنفاسها،
حولها ورق ذابلُ،
بعده قاتلُ.

مطر يتدافع ذات اليمين وذات الشمال وأعلى، وتسقط ذرّاته الظّامئات على نخلة رأسها في السّماء وقامتها في الهواء ومريمها في العراء،

فهزّوا إليكم بحمّى القصيدة هذي لتولد (كان)، وتترك إخوانها الطيبين ، وتفعل فعلتها ، وتسافر في زمن رابع لا تدسّ الدّسائس فيه ، ولا حزب فيه، وتصبح (حان)، وحين تولّى عبسْ.

أيّها الأعمى لقد نام العسسْ.

مطر يتململ تحت غطاء الخريف المقيم/ الغضوب الحليم/، فاقصد في مشيك ، واغضض من صوتك، قد أتيناك الحكمة يا لقمان ، فهل ستولّي الأدبار، وقد خانوا في وضح الأزرار، وعاثوا في الليل على إصلاح الوضع الدّائم ، والجمع الذّكر السالم، للأنثى النصف وللدار النّسف، وقيل سواسية وعصا الطاعة للأغنام وهشّوا كي لا نتوكّأ حتى تحقيق مآرب هذا الغبن، وعند استتباب الأمن، وتحرير القدس ، ونجاح السنة الجزرومية في باريس، إلى غاية تطهير الرّاي من الفنّ.

صدّقني لا أفهم شيئا،
لا أملك ضوءا،
لا أعني.

مطر يستنفر rio de salado فيذوب الملح ، وتأتي أشجار الخمر، فتبتسم الأجواء، وترقص غيمات وفراشات وفضاءات ومواعيد وزغاريد، وعناقيد الفرح المتدلي والمتجلّي في خفقات الروح، وفي همسات الصوت المشدود إلى أعراس النيروز، ودفقات الشّجن الفيروزيّ، يرتّق أوصال الدنيا.
مطر مشحون ….ذلك تأويل الرؤيا.


بوزيد حرزالله / الجزائر


* عن كتابات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى