مبارك وساط - قصيدتان، من شتاء قديم

ـ 1- للشِّتاء أسماؤُه..

للشّتاء أسماؤُه السّرّية
في رُدْنَيْ معطفِه
تتخفّى العنادل
الهاربةُ من دُموع العدالة
وله أيضا بيارقُه المرصَّعة
بهَيْنَمات قوسِ قُزَحٍ يتيم
حين تُطِلُّ شَمْسُه العابثة
وسط سماءٍ
تُقامر مع أسلافنا
بعظام النّوارِس وفِضَّة الغُيوم
ويُلقي ضوؤُها خطبتَه التي
يَسيلُ منها عَرَقُ الأبالسة
على آذانِ نَهْرٍ لنا
نَنْفُضُ عنا نَقْعَ الكآبة
نتناسَى الصّباحات السّجينة
في قنانِي المروج
وتنتظر...
تنتظرُ أن تعودِي إلى غرفنا
أنت يا ملائكةً
من مِياه!

***

ـ 2- رقصــة

أعْدَتْنِي هذه الورقة
بِحُمَّاها
لا سبيلَ إلى الشِّفَاء
من طَقْسِ هذه الأسنان
أَعْزَلُ أنا
حينَ مَرَّ شهابٌ بِنافذتي
لَمْ يتركْ لي غيرَ فُتاتٍ من نصائحِهِ
ولَأْْمَةٍ كانت لأسلافهِ
سأتدرَّعُ بها ضِدَّ كُماة الشتاء
وأُوغِلُ في العزف
على كَمَنجات
الغواية...
لكنْ ما الّذي أفعلُه الآن
وهَيْكَلِي العَظْميّ
قد بَدَأَ يَجْذُبُني
نَحْوَ مَوْطِن
القُشَعْرِيرَة؟

* (محفوفًا بأرخبيلات...؛ 2001)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى