محمد نوري جواد - نظرة أم نضرة

جاء في قواعد الصف السادس الابتدائي (ص:7) في تمرين محلول جملة (الأزهارُ نَظِرَةٌ) , وقد كُتبت (نظرة) بالظاء التي تسمى أخت الطاء , وهذه الكلمة معناها : الانتظار والتمهل والتأني , وقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة ) , والمعنى : إن كان المدين غير قادر على السداد فامهلوه إلى أن ييسّر الله له رزقا فيدفع إليكم مالكم , ويقال : بعته بيعا بِنَظرةٍ , فيكون إسناد (نَظِرة) إلى (الأزهار) ليس صحيحا , وصفوة القول : الأزهار نَضِرةٌ , بالضاد أخت الصاد , وهذا من الأخطاء التي خلطت بين الضاد والظاء , والمعنى بين الكلمتين لا شك مختلف , فالنضرة بالضاد : حسن اللون , قال تعالى ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) , أي : حسان الوجوه مشرقة , علاوة على أن الكلمة الموجودة في حلّ التمرين المحلول هي (متفتحة) بدلا من كلمة (نظرة) الموضوعة في السؤال , وكان ينبغي أن تكون الكلمة في السؤال هي ذاتها في الجواب .
التثنية والجمع
جاء في (ص:20) من الكتاب المذكور ما يأتي : (( فالمبتدآت في الجمل السابقة هي (الرافدان) , و(العراقيون) والأخبار هي (النهران) , و(قادمون )) . قلتُ : كلمة (المبتدآت) جمع بلا شك كذلك (الأخبار) , والكلام يدور على مبتدأين وخبرين , فالصواب أن يقال : فالمبتدآن في الجملتين السابقتين هما (الرافدان) , و(العراقيون) , والخبران هما (النهران) , و(قادمون) , أو فالمبتدآت في الجمل السابقة هي : (الماء) , و(الرافدان) , و(العراقيون) , والأخبارهي (سر الحياة) , و (النهران) , و(قادمون) , والأخير أفضل , فإن قلتَ : إن لفظ الجمع قد يقع على الاثنين وإن أول الجمع اثنان , قلتُ : هذا صحيح , ولكن ليس هذا موضعه .
أخوات كان
جاء في (ص:25)،ايضا، ما نصه : (( صار الحاسوب ضرورة في الحياة , وأضحى استعماله مهما في كل ميادين العلم والعمل ... أمّا اليوم فلقد أمسى العالم قرية صغيرة ... وبات التلميذ الذي لا يحسن استعماله خجولا من نفسه )) . قلتُ : النص يعرض موضوع (كان) وأخواتها , وهو يبين عملها من حيث إنها ترفع الأول وتنصب الثاني , وعند النظر في توظيف هذه الأفعال الناقصة في هذا النص تجدها لا تتفق مع المعاني الحقيقية التي عرض لها الكتاب , فـ(صار) تدلّ على تحول من حال إلى حال نحو : صار الطينُ حجرا , أي : تحول من الطين إلى الحجر , و(أضحى) تفيد وقوع الخبر في وقت الضحى نحو : أضحى محمدٌ مسافرا , و(أمسى) تفيد وقوع الخبر في وقت المساء نحو : أمسى الحارسُ مستيقظا , و(بات) تفيد وقوع الخبر في وقت الليل , نحو : بات الطبيب ساهرا في المستشفى , وإذا نظرنا إلى نص الكتاب يتضح الفرق , فـ(صار) في النص المذكور مستعملة في معناها المجازي , ولا يعتقد أنّ جملة ( أمسى العالم قرية صغيرة ) كان ذلك في وقت المساء تحديدا , كذلك ( بات التلميذ الذي لا يحسن استخدام الحاسوب خجولا من نفسه ) أي : كان ذلك في وقت الليل , كذلك (أضحى) , وكان ينبغي أن يوضع للتلميذ أمثلة واضحة المعنى في استعمال هذه الأفعال , علاوة على ضعف تأليف الجملة الأخيرة , فالذي لا يعلم يقول : أنا لا أعلم , وهذا نصف العلم , وعليه نقول : وصار التلميذ الذي لا يحسن استعمال الحاسوب يريد أن يتعلمه , وهذا من باب أطلب العلم ولو كان في الصين , ولا وجه للخجل في ذلك .



د. محمد نوري جواد



* عن الصباح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى