محمد إسعاف النشاشيبي - نقل الأديب

805 - أصدق مع الله في جميع أحوالك

الفتوحات المكية: أخبرني الثقة عندي عن الشيخ أبى الربيع الكفيف المالقي كان بمصر يخدمه أبو عبد الله القرشي. فدخل عليه الشيخ وسمعه يقول في دعائه: اللهم يا رب، لا تفضح لنا سريرة، فصاح فيه الشيخ وقال له: الله يفضحك على رؤوس الأشهاد يا أبا عبد الله، ولا شئ تظهر لله بأمر وللناس بخلافه، أصدق مع الله (عز وجل) في جميع أحوالك، ولا تضمر خلاف ما تظهر. . .

806 - طفيلي

دعا رجل قوماً فجاءوا وأتبعهم طفيلي، ففطن به الداعي فأراد أن يعلمه أنه فطن به فقال: ما أدري لمن أشكر منكم: لكم إذ أجبتم دعوتي أم لهذا الذي تجشم من غير دعوة.

807 - فان ترد الزيادة هات قلبا

أبو الفوارس سعد بن محمد:

تشربش أو تقمّصْ أو تقَّبا ... فلن تزداد عندي قطَّ حبَّا
تملك بعضُ حبك كلَّ قلبي ... فإن تردِ الزيادة هاتِ َقلبا

808 - وما أقدر أن أتكلم بالفارسية

قال ابن جني في كتاب النوادر الممتعة: بينما أبو علقمة النحوي يسير على بغلة إذ نظر إلى عبدين أحدهما حبشي والآخر صقلبي، فإذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأرض، وأدخل ركبته في بطنه، وأصابعه في عينيه، وعض أذنيه وضربه بعصا كانت معه فشجه، وأسال دمه. فجعل الصقلبي يستغيث فلا يغاث، فقال لأبي علقمة: اشهد لي. فقال قدمه إلى الأمير حتى أشهد لك، فمضيا إلى الأمير، فقال الصقلبي: هذا يشهد لي، فنزل أبو علقمة عن بغلته وجلس بين يدي الأمير، فقال له الأمير عم تشهد يا أبا علقمة؟

فقال: أصلح الله الأمير بينما أنا أسير على كوردني هذا إذ مررت بهذين العبدين فرأيت هذا الأسحم قد مال على هذا الأبقع فحطأه على فدفد ثم ضغطه برضفته في أحشائه حتى ظننت أنه تدمج جوفه وجعل يلج بشناتره في جحمتيه يكاد يفقؤهما، وقبض على ضارتيه بمبرمه وكاد يجذهما جداً، ثم علاه بمنسأة كانت معه فعفجه بها.

وهذا أثر الجريال عليه بينا، وأنت أمير عادل.

فقال الأمير: والله ما أفهم مما قلت شيئاً.

فقال أبو علقمة: قد فهمناك إن فهمت، وعلمناك إن علمت، وأديت إليك ما علمت، وما أقدر أن أتكلم بالفارسية. . .

فجعل الأمير يجهد أن يكشف الكلام فلا يفعل حتى ضاق صدره، فقال للصقلبي: أعطني خنجرا. فأعطاه وهو يظن أنه يريد أن يستقيد له من الحبشي، فكشف الأمير رأسه وقال للصقلبي: شجني خمسا وأعفني من شهادة هذا.

809 - هذا مقال من لا يموت حتف أنفه

قال أبو خالد الخزاعي الأسلمي: قلت لدعبل: ويحك! قد هجوت الخلفاء والوزراء والقواد. ووترت الناس جميعاً، فأنت دهرك شريد طريد هارب خائف. فلو كففت عن هذا، وصرفت هذا الشر عن نفسك. فقال: ويحك إني تأملت ما تقول فوجدت أكثر الناس لا ينتفع بهم إلا على الرهبة، ولا يبالي بالشاعر - وإن كان مجيدا - إذا لم يخف شره. ولمن يتقيك على عرضه أكثر ممن يرغب إليك في تشريفه، وعيوب الناس أكثر من محاسنهم. وليس كل من شرفته شرف، ولا كل من وصفته بالجود والمجد والشجاعة - ولم يكن ذلك فيه - انتفع بقولك، فإذا رآك قد أوجعت عرض غيره وفضحته اتقاك على نفسه، وخاف من مثل ما جرى على الآخر. ويحك يا آبا خالد ان الهجاء المضرع آخذ بطبع الشاعر من المديح المفرع.

فضحكت من قوله وقلت: هذا (والله) مقال من لا يموت حتف أنفه.

810 - تكتب برجلها

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة:

في سنة (576) قدمت امرأة إلى القاهرة عديمة اليدين، وكانت تكتب برجليها كتابة حسنة، فحصل لها القبول التام.

811 - كأن عليه من حرق نطاقا

أنشد المتنبي سيف الدولة قصيدة قافية، وكان السري الرفاء حاضرا وأول القصيدة:

أيدري الربع أي دم أراقا ... وأي قلوب هذا الركب شاقا

فلما قال:

وخصر تثبيت الأبصار فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا

فقال السري: هذا والله معنى ما قدر عليه المتقدمون. ثم إنه حم في الحال حسداً وتحامل إلى منزله ومات بعد ثلاثة أيام.

812 - نار المتنبي

أنشد بعضهم بيتا من الشعر. فقال: هذا البيت لو طرح في نار المتنبي لأطفأها، إشارة إلى قوله:

ففي فؤاد المحب نار جوى ... أحر نار الجحيم أبردُها

813 - أقوى جند لأبليس

في (محاضرات الراغب) لما ضربت الدراهم والدنانير صرخ إبليس صرخة، وجمع أصحابه فقال: قد وجدت ما استغيث به عنكم في تضليل الناس؛ فالأب يقتل ابنه، والابن يقتل أباه بسببه.

814 - لينفق ذو سعة من سعته

إسحق بن عمار: سألت ابن عباس عن الرجل الموسر المتجمل يتخذ الثياب الكثيرة والجباب والطيالسة والقمص يصون بعضها ببعض ويتجمل بها، أيكون مسرفا؟

فقال: إن الله يقول: (لينفق ذو سعة من سعته).

815 - الما. . .

الكلم الروحانية في الحكم اليونانية:

قال فورس (ملهى الاسكندر: إذا سألت الحكماء عن شيء فسلني.

فقال له: ما الذي ينتفع به الرجل عند الكبر؟ قال: المال.

فأعجب الاسكندر.



مجلة الرسالة - العدد 681
بتاريخ: 22 - 07 - 1946

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى