عادل بلغيث - رسائل قلب يشبه الكمانَ الأجهرْ..

هل تموتُ الأرض يا “ماشادو“
كعينيْ زوجك”ليُونور“
أم ستبقى حيّةً..بما عليناَ من رثاءٍ
وما عليهاَ من قبور

***

صباحًا…أقطع أشجار القلبِ
لأبني بها بيتًا …بيتًا في القلبْ

*
وإلى العازف “دابوسي”: كم غيمة
اصطدتَ،،بذاك الفخّ المنصوب بأعلانا
والمعروف بإسم بْيانو ؟
كم فروَ سحاب من صيدك يكفي لأوشّح ها الدّربْ ؟


*
وإلى “فالِري“:
الحبّ يدوسُ القلب ويبكيه على نفس الأثرِ
هل كان المطرُ خطى لم تُكس عظامًا في قدَري ؟

*
وإلى “هنري ماتيس” أقولُ : الإنسانُ كاألوانكْ
قانٍ ،باهتْ ،فاتحْ ،داكنْ، ناصعْ

*
أنسيتَ بلوحاتك :ليلكْ ؟
أم كلّ الألوان الواهجةِ دمٌ لسوادٍ لامعْ؟

*
وإلى قلبٍ بيني الآنَ وبينه سرب طيورْ
هل بينك يا قلب وبيني سرب طيورْ؟
أم بتّ تقيس البعد بشيء أصغر ،كالريشة في سرب النّور

*
وإلى المهتمين بعلم الماءْ:

كم زورقَ ماءٍ في الماءْ؟
كم مهدَ مياهٍ في بيت الماءْ
من زُفّ من الأنثى الماءِ إلى الذّكر الماءْ؟
من ثار من الماء على عطش الماء؟ْ
كيف تهشم صخرمن فأس الماءْ؟
كيف تفجّر ماء من قبر الماءْ ؟
كيف يظلُّ عراءً شفافًا واللونُ يشبّ ويحيا في مرسمِ ماءْ؟
لا يترك أثر الحرف على الصخر،،،وكلّ الحرف بنطفةِ محبرةِ الماءْ
هل يخفق قلب الماء إذا حط غدا طير الماءْ
هل ينزل دمع الماء إذا انفلت غدا طير الماءْ؟
أين عيوني يخفيها ،حين تطلّ عليه ِ
وأين ينام إذا شبّ الشجرُوصار ضلوعا للأرضْ
وكيف له أن ينجب زنبقة الماء بغير جماعه للأرضْ
يضحّي باسمه كي ينسج طين الأسماءْ :
ثلجٌ، مطرٌ ،بردٌ ودماءْ
إنسانٌ
يسجن ماءً في جسمه كي يقذف ماءْ
يحفر بئراً كي يرفع بؤبؤ عينهِ
يبني سدًّا كي يهدم أسفار الماءْ

وإلى الآنْ
تأخذ كلّ حياته حُبّاً أو حقداً ،شاكلة البحث عن الماءْ

*
وإلى ذكراكِ بشرفة “عمرَ الخيّام ْ“:
لم أعرف أنّك مثل التحف الصينيّةِ ،إلا حين لقيتكْ
قلبك منتظم الدقات ووجهك يشبه بيتْ
مهما ارتكب من الحزن سيشبه بيتْ
نتبسّم في نفس الوقتِ
نحرّك قارب لقيانَا
كم نبذل جهدا في الابحار بهذا القارب من صمتْ

*
الحب صغيرٌ كالنملةِ حافرةِ القصرِ

وكالقبرِ به يبدأُ ما لا نعرفُ من موتْ

*
وحدي أفترس البيتزا الميلانيّة َ

والآن لنا طبقٌ، صلصته الحمراءُعلى مدّ بحيراتِ الشّفقِ

*

كنتُ الأشقى
كالبحر له جوعٌ أزليٌّ لسقوطِ القمر بأحضانهْ
كنتِ الأشهى
كالقمريحرّك أعضاءَ البحرِبلا أدنى لمساتٍ

فلم المدُّ و هذا الجزرُ
بلا لقيا في “بيت الغَرَقِ“

*
وإلى وطني:
في برنامج “أجنحةٍ وجذور“
رأيت حديقة فرسايْ
لم ينقص غير حضور بساتين جلالتك
المطمورة في بطن الصحراءْ

لا تعليق على الحب :أحبّكْ
ثم سأسعل ثانية :من يقتل فقه الأشجارْ
ومن يسحبُ سهل الحريّة عن صدركْ ؟
أهُنا من أكثرُ بطشًا مِن شوك زهور الشهداءْ؟
أهُنا من أطولُ عضوًا من جبل الأوراسِ المنتصبِ
على شجرات اللوزِ وكلّ نساءِ الرّيح وراياتِ الوطن السوداءْ؟
أهُنا من يكتبُ أروعَ من فجركَ يا أخضرْ ؟

سأصحح عنوانَ الحصّة يا كبدي الجغرافيَّ، وأعوي :
للجذر جناحانِ أيا وطني
أذكرْ ذلك َ
ولْيبقى القلبُ ببطنٍ أملسَ ينزلقُ على عصر جليدٍ أو أكثرْ

سأقول بكلّ قروح فمٍ الرّوحْ :
لا أحد سيقتلني لغةً غير المجهولِ الدّاكنِ في زوبعة الشّمسْ
ولا أحد سيُوقفني غير جنودِ البحثِ عن الوحيِ وعن وطني

*
ما شُغلُكَ خارجَ قضبانِ السّجن؟
أو كيف تمارسُ أفكاركَ داخل قضبانِ الرّحبْ ؟
سأل “تُمَس بينُ” “جِفرسُونْ“
أمّا نحن فيسألنا المَلَكُ الطائرُ في القلبْ
من ربّك في زمن الخوفْ؟
هذا الرّحبُ وهذا الشّعبُ بلا قدمينِ
فما خيلُك/ما دربُكَ/ ما حَربُكَ في زمن الزّحفْ؟

*

أنساكِ تمامًا حين يذكّرني الله بأرضي
والأرضُ لمن يعتقها من شعر ال”البارثينُون“
وبيّارات البترولِ..ورأس الملِك الصّالحْ
والأرضُ تمامًا كالفردوس تحبّ الأعلىَ
والشعبُ نباتٌ أو جدبْ
لا شيء بمُحكَم هذا الإنزال البشريِّ على الحُبِّ
يدلّ على قدسيّة شعبٍ أو أبْ

فانسى ذلك يا وطني واشتغلِ الآنَ على قدميكْ
عشرُ أصابعَ بالرجلينِ وخطوةُ عقلٍ يتحرّرُ مِن
نقلِ خطَى الماضي في صفحة آتينا البيضاء ْ

*

الفقر إمامٌ متطرّفْ
والثروةُ أمُّ هَراواتِ الشُّرطهْ
والساحة للموتِ وللجنس وإحراجِ الشهداءْ

*
لا شيء عزيز غير دموع الطفل بعيدا عن
خبز الماءْ

ولا أحد سيقتلني غير كلام الحريّة
من شفة الحريّة لا نقلا عن شفة لِواءْ

سبعونَ مؤسّسة للدولة تروي أحاديثا عن
وطني،،،
والوطن هنا حيّ ٌ
لم يمت الوطن ولم يُرفعْ
ما تركوه وشعبه يختليان ببعضهما ،،
وهو الذائب في الأحشاءْ

أسمعُه يقول ليَ الآنْ :
لا تعريفةَ لي ،لا تعريفَ ولا معروفْ

إفهمني كما شئتَ وقُل إن شئت لي: ال “لا
كلُّ نسائي وسمائي لكَ
شَرطي أن “لا تَحويمَ على كيس الصّفن الحاكمِ
/بئرِ العطش القائمِ في النّاس بوهم الماءْ

*
من يمكنُ أن تحكُمَهُ ويَحكُمك هو وطنكْ
من يمكن أن تقهره ويقهرك هو وطنكْ

*
وإلى نفسِي:
أحبّيه أحبّيه غدًا تلِديهِ
غدًا يلدُكْ
ناطقةً باسمه في عيد الحُبّْ
ساقطَة باسمِه في الحُبّْ،،،،،،،


* شاعر من الجزائر


* المصدر:
رسائل قلب يشبه الكمانَ الأجهرْ….. عادل بلغيث* – مسارب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى