الحسين بن مطير الأسدي - كأننا يا سليمى لم نلم بكم

كَأنَّنَا يَا سُلَيْمَى لَمْ نُلِمَّ بِكُمْ
وتَحْتَنَا عَلَسِيَّاتٌ مَلاَجِيجُ
وَلَمْ نُكَلِّمْكِ والحُسَّادُ قَدْ حَضَرُوا
وفي الكَلامِ عَنِ الحَاجَاتِ تَخْلِيجُ
وَلَمْ نَقُلْ يَوْمَ سَارَتْ عِيْسُكُمْ عَنَقاً
والدَّوْسَرِيُّ بِجَذْبِ السَّاجِ مَجْرُوجُ
سَقَى سَقَى اللّهُ جِيراناً لَنا ظَعَنُوا
لَمَّا دَنَا مِنْ رِيَاضِ الْحَزْنِ تَهْيِيجُ
لَمْ أخْشَ بَيْنَهُمُ حَتَّى غَدَوْا حِزَقاً
واسْتَوْسَقَتْ بِهِمُ البُزْلُ العَنَاجِيجُ
فَاحْتَثَّ مِنْ خَلْفِهِمْ حَادِيهُم غَرِداً
وَخُدِّرَتْ دُونَ مَنْ تَهْوَى الهَوَادِيجُ
وَأَصْبَحتْ مِنْهُمُ ضَبَّاءُ خَالِيَةً
كما خَلَتْ مِنْهُمُ الزَّوْرَاءُ فالعُوجُ
تِلكُمْ دِيَارُكُمُ بالقَفِّ دَارِسَةٌ
يَسْتَنُّ فيها عَجَاجُ الصَّيْفِ والهُوجُ
قَفْراً خَلاءً مَا يَظَلُّ بِهَا
إلاّ الظِّبَاءُ وَغِرْبَانٌ مَشَاحِيجُ
فيها أَوَارٍ وآثارٌ بِعَرْضتِهَا
وَمَاثِلٌ نَاحِلٌ في الدَّارِ مَشْجُوجُ
دارٌ لِنَاعِمَةٍ بَيْضَاءَ حُلَّتُها
عَصْبٌ يَمَان وَبُرْدٌ فِيهِ تَدْبِيجُ
وَمَوْرِدٍ آجِنٍ سُدْمٍ مَنَاهِلُهُ
كأنَّ رِيقَ الدُّبَى فِيهِنَّ مَلْجُوجُ
زَارَتْكَ سَلُمَةُ والظَّلْمَاءُ دَاجِيَةٌ
والعَيْنُ هَاجِعَةٌ والرُّوحُ مَعْرُوجُ
فَمَرْحَباً بِكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمَّ بِنَا
وَلَيْسَ يا سَلْمُ بي في السلم تحريج
هَلْ يُدْنِيَنَّكَ مِنْ سَلْمَى وَجِيرَتِها
قَلائِصٌ أَرْحَبيَّاتٌ حَرَاجِيجُ
هُدْلُ المَشَافِرِ أَيْدِيها مُوَثَّقَةٌ
زُجٌّ وأَرْجُلُهَا زُلٌّ هَزالِيجُ
لَمَّا لَقِحْنَ لِمَاءِ الفَحْلِ أعْجَلَهَا
وَقْت النِّكَاحِ فَلَمْ يُتْمِمْنَ تَخْدِيجُ
تفري السباع سلىً عنه تماشقهُ
كأنه بردُ عصبٍ فيه تضريجُ
قَالَتْ تَغيَّرْتَ عَنْ وُدِّي فَقُلْتُ لَهَا
لا والذي بَيتُهُ يَا سَلمُ مَحْجُوجُ
ما أَنْسَ لاَ أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً سَلَفَتْ
في يَوْمِ عيدٍ وَيَوْمُ العِيدِ مَخْرُوجُ
أعلى