احماد بوتالوحت - الْأَسْوَارُ وَالْقَمَرْ..

سَاعَةُ الْمَدِينَةِ الْحَائِطِيَةْ تُومِيءُ إِلَى زَمَنٍ مَيِّتٍ عَلَى الْجِدارْ .
نَامَتْ أَرْصِفَةُ الْمَوَانِيءُ وَهِيَ تَحْلُمُ بِبِلَادٍ بَعِيدةْ ،
وَبَيْنَ سُحُبٍ هَزِيلَةٍ أَطَلَّ قَمَرٌ مَجْدُورْ ،
وَفَوْقَ سَمَاءِ الْبِرَكْ ، طَفَتْ عَجَائِزُ النُّجُومْ .
كَانَ لِلْمَطَرِ أَرْجُلٌ كَثِيرَةْ ، وَأَحْذِيَةُ مِنَ وَحَلْ ،
وَكَانَ يَضْرِبُ بِقُوَةْ ،
وَلَمْ يَكُنْ يَرْقُصُ ، كَمَا إِعْتَقَدَتِ الْمَوَائِدُ فِي الْغُرَفْ ،
لَكِنَّ سُطُوحَ التُّوتِيَاءْ الَّتِي انْتَصَبَتْ وَحِيدَةً فِي الَعَرَاءْ ،
كَانَتْ تَنْزَفُ دَماً ،
وَمَدَاخِنُ الْقُرَى تَسْعَلُ شَارِقَةً بِالدُخَّانْ ،
وَالْجَلَاجِلُ تُوقِظُ الْأَجْدَاثْ ،
وَعُيُونُ أَعْمِدَةِ النُّورِ تَطْرُفُ فِي الظَّلَامْ .
الَأَشْيَاءُ تَنْزَعِجُ مِنْ وُجُودِهَا فِي عُزْلَةٍ دَاخِلَ الْأَسْوَارْ .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احماد بوتالوحت
  • Like
التفاعلات: ماهر سيف

أحدث المراجعات

الاسوار والقمر قصيدة تنماز بلغتها الظاهرية لكن العميقة في اوصافها وصورها الشعرية .. نوع من الشعرالذين تهيمن عليه سوريالية محببة .. تنطلق من ساعة المدينة المثبتتة على الجدار .. مناجية افضية الازمة والامكنة .. مكتشية بالأحزان الدفينة وهواجس ، ناعتة كل الاشياء باسمائها وسماتها باتقان ريشة رسام ماهر .. وبصر شاعر كفء وأصيل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى