عادل بلغيث - الجنود عليهم الحرب وعليهم السلام

متعبون من ترقب الديار البعيدة
ومواعيد اقلاع الحافلات .. والأرتال
ليس لهم حياة خارج الوطن
ولا زواج خارج التحقيق
ولا كلام خارج الاستعارة

الجنود عليهم الحرب وعليهم السلام
مهددون بمرض اسمه الشظايا
و بموت يضيف الى الجسم نحاسة
أعرفهم .. من انبطاح السماء على الحقول
من الرجوع الاكيد الى الديار
بأحضان مشرعة أو مطوية
بثياب الجيش أو الإحرام
بالضحك أو بالبكاء
بهدايا الأطفال .. او بالرايات
بسعال الصباح الباكر أو بالخلود
بشيطنة الشباب أو بالملائكة
عائدون حتما الى بيوت الحجر والقرميد والقلوب المجمّرة ..

الجنود عليهم الحرب وعليهم السلام
يكتبون شعرا مدرسيا ...
يخطبون بنات عاجلات على الأمومة
يحملون الحياة بين مكانين فقط
يستمعون الى اغاني الوداع .. قبل أن يخوضوا مغامرة في الحب
لا يكتئبون ...
لا يقرؤون الفلسفة
لا يفسرون الغضب
لا يحللون الخطب ..

واجبهم أنْ " ضع دمك في فمك"
و راقبْ نبض أرضك بالزحف على صدر الوطن ..
غالبا ما يكون موتهم على شكل خيط هندي
أو كمربع الشهداء مشتبكا .. عالي الانضباط
لا يعرفون الوحدة في الآباد ..
ولا يسترقون السمع الى العوسج

الجنود عليهم الحرب وعليهم السلام
يحفرون الخنادق ... لينبتوا فيها
يفصلون الرياح عن عبق الزهور
يصلون الى الغيمة السوداء قبل الليل
يفكون على رقعة الطريق شيفرة المشي
يعدون على أصابع الجبال .. غربتهم ..
يقرؤون كف البلاد .. كل ليلة
يدهنون بزيت آلامهم .. عظام الفصول
وما بقي , يرممون به حضرة الجنرال

الجنود عليهم الحب والحزن والسلام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى