ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد بن فليح الجشعمي - العراق - 1856 - 1878

محمد بن فليح بن حسون بن ثويني.
ولد بمدينة كربلاء (العراق)، وتوفي فيها وهو في شرخ شبابه لم يتجاوز الثانية والعشرين.
عاش في العراق.
نشأ في بيئة علمية، فتعلم على أبيه، وكان الأب شاعرًا ملازمًا لديوان آل الرشتي، خاصة كاظم الرشتي، الذي عرف بعلمه وديوانه ومكتبته الضخمة.
لازم المترجَم له أحمد كاظم الرشتي، وخرجا معًا ذات ليلة، فقتلا سويًا (غيلة)، فبكاه أبوه في رثاء حار.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان مخطوط، أشار إليه موسى الكرباسي في «البيوتات الأدبية»، ومنه مصورة في خزانة سلمان هادي الطعمة في مدينة كربلاء، وله قصائد في «مجموع آل الرشتي».
شاعر طرق معظم الأغراض الشعرية؛ من افتتاحيات غزلية، وغزل صريح، ومديح نبوي، ومدح ذوي الجاه، خاصة أحمد كاظم الرشتي، والتهاني، والرثاء، وتبدأ قصائده بالغزل، خاصة المدحية منها. في قصائده إيقاع عذب وتدفق، مع ملح من فنون البديع غير متكلفة.

مصادر الدراسة:
1 - سلمان هادي آل طعمة: شعراء من كربلاء - مطبعة الآداب - النجف 1966.
: كربلاء في الذاكرة - مطبعة العاني - بغداد 1999.
: معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء - دار المحجة البيضاء - بيروت 1999.
2 - مجموع آل الرشتي - كربلاء (مخطوط).
3 - موسى الكرباسي: البيوتات الأدبية في كربلاء - مطبعة أهل البيت - كربلاء 1968.

عناوين القصائد:

من قصيدة: وارث المكارم
مجلس ليلى

من قصيدة: وارث المكارم

رشأٌ كـمـا الظبـــــــــــــــــي الغريرِ
يـختـال فـي حـلل الـحـــــــــــــــريرِ
فـي روضةٍ غنّاءَ يحـــــــــــــــــــــــ
ـكـي نفحُهـا نفح العبـــــــــــــــــير
فـيـهـا الريـاحُ تــــــــــــــــــنفّست
وسطـا الشمـال عـلى الـدبـــــــــــــور
تَتـمـايسُ الأغصـان كـالنــــــــــــــــ
ـنشـوانِ مـن حسـوِ الخمــــــــــــــــور
والزهـــــــــــــــــــــــرُ يلطم بعضَه
بعضًا كأمـواج الـبحـــــــــــــــــــور
أدمـى الشقـيـقة غصنُ تلْـــــــــــــــــ
ـكَ الأقحـوانة بــــــــــــــــــالثغور
والرعـدُ يـندب والـحـيـــــــــــــــــا
يبكـي بـــــــــــــــــــــــهطّالٍ غزير
والـبـانُ يـختـال اختـيــــــــــــــــا
ـــــــــــــــــــــلَ قُدود ربّات الخ
والـمـاءُ بـيـن أصـــــــــــــــــــوله
كـالقـيـد فـي سـاق الأســــــــــــــير
والـوُرْقُ فـوق غصـــــــــــــــــــــونه
نـادت بحـيَّ عـلى الســـــــــــــــــرور
وتـرى الـمـجـرّة فـي السّمــــــــــــــا
بـاقـي سطـورٍ فـي زبــــــــــــــــــور
والنَّسـرُ طــــــــــــــــــار إلى الغرو
بِ، ولا سبـيلَ إلى العبــــــــــــــــور
وأخــــــــــــــــــــــــوه رام مَرامه
فكبـا عـلى الشِّعـرى العبــــــــــــــور
وسهـيلُ مـثل ربــــــــــــــــــــــيئةٍ
لطلـيعة الجـيش الكثــــــــــــــــــير
وجلـيُّ مـلكٍ والكــــــــــــــــــــــوا
كبُ كـالخمـيس الــــــــــــــــــمستدير
والفرقـدان أمـــــــــــــــــــــــامه
كـالـحـاجـبـيـن لـدى الأمــــــــــــير
وكـواكب الجـوزاء ســــــــــــــــــــا
بقت الثريّا فـي الـمســـــــــــــــــير
والـبـدرُ فـي الكفِّ الخضـيـــــــــــــــ
ـبِ زجـاجةٌ بـيـد الـــــــــــــــــمدير
واللـيلُ قـوّض راحـــــــــــــــــــــلاً
فـي سطـوة الفجـر الـمـنــــــــــــــير
والصـبحُ يحكـي وجه أحـــــــــــــــــــ
ـمدَ إذ يـهشّ إلى الفقـــــــــــــــــير
الـمفردُ العـلَمُ الـمـنـــــــــــــــــا
دَى فـي عـظيـمـات الأمــــــــــــــــور
غـيثٌ بـيـوم نــــــــــــــــــــــواله
غوثُ الصريـخ الـمستجــــــــــــــــــير
مـن معـشـرٍ شَرُفـوا بنســــــــــــــــــ
ـبتهـم إلى الهـادي الـبشـــــــــــــير
الضـاربـي هـامِ العـــــــــــــــــــدوْ
وِ بضبّة الـبِيض الـذكــــــــــــــــــور
والـتـاركـي كبش الكتـيـــــــــــــــــ
ـبة قُوتَ سـاغبة النســــــــــــــــــور
يـا بنَ الـذيـن تـوارثــــــــــــــــوا
كرمًا وخـيرًا أيّ خـــــــــــــــــــــير
عـن أمـجـديـنَ جحــــــــــــــــــــاجحٍ
صِيـدٍ غطـارفةٍ بــــــــــــــــــــــدور
لـولاكـمُ آلـت معــــــــــــــــــــــا
لـمُ عـلـمِ أحـمدَ للـدّثــــــــــــــــور
فـالأرضُ تحكـي مـن صـفـــــــــــــــــا
تكـمُ قـلـيلاً مـن كثــــــــــــــــــير
فحُلـومكـم كجـبـالهــــــــــــــــــــا
ونـوالكـم مـثل الـبحـــــــــــــــــور
وصدوركـم كرحـابـهـــــــــــــــــــــا
سعةً تعـالـت مــــــــــــــــــــن صدور
وريـاضهـا أخلاقكــــــــــــــــــــــم
حُسنًا تجلّ عـــــــــــــــــــــن النظير
يـا أحـمدَ الأمـجـاد يـــــــــــــــــا
ذا الفضل والعـلــــــــــــــــم الغزير
هُنّيـتَ يـا عـيـدَ الأنــــــــــــــــــا
مِ بعـيـدك الـوافـي الـحـبــــــــــــور
فـالعـيــــــــــــــــــــدُ يغدو رائحًا
وتدوم أنـت عـلى الـمــــــــــــــــرور
قـل للعـداة ألا اغضضــــــــــــــــــي
مـن طرفك الخـاسـي الـحســــــــــــــير
لا تستقـيــــــــــــــــــــــــم دجنَّةٌ
فـالصـبحُ آذنَ بـالسّفــــــــــــــــــور
***

مجلس ليلى

بـالغضـا قـلـبـــــــــــــــي إلى سِدَرِهْ
عـند ظبـيٍ راح فــــــــــــــــــي وطَرِهْ
ربربٍ يلهـو بعــــــــــــــــــــــاشقهِ
ظلّ محنـيّاً عـــــــــــــــــــــلى سُكره
فكأن الصــــــــــــــــــــــــبحِ غُرّته
وكأنّ اللـيل مــــــــــــــــــــن شَعَره
رشأ يـهتزّ مـنـتصـــــــــــــــــــــبًا
كـاهتزاز الـمـلـد مــــــــــــــن سُمُره
قـام يسقـيـنــــــــــــــــــــي معتّقةً
تبـلغ الـحـاسـي مدى أشـــــــــــــــره
فكأنْ عـيـنـاه جـامتهــــــــــــــــــا
وكأنّ الرّاح مـــــــــــــــــــــن نظره
لـو رأى هـاروتُ فتكتهــــــــــــــــــا
للـحـا مـاروتَ فــــــــــــــــــي سَحَره
كلّمـا دبّت بشـاربـهــــــــــــــــــــا
كـدبـيب الـيُسْر فـي عُســــــــــــــــره
أبعـدتْه عـن دنـــــــــــــــــــــاءته
وكـسته تــــــــــــــــــــــاجَ مفتخره
لـيس يـدري حـيـن يشـربـهــــــــــــــا
غـيرَ أن الأرض فــــــــــــــــــي خضره
وتـرى مـن فـوقهـا حـــــــــــــــــببًا
قـد حكى الـمـنثـور مـــــــــــــن دُرره
كـم دمٍ للراح مـــــــــــــــــــــنهدرٍ
لـم تـرد عقـلاً عــــــــــــــــلى هدره
تُظهـر السـرّ الـدفـيـن لنــــــــــــــا
وتصدّ الشـيـخ عـــــــــــــــــــن كِبَره
تـنزع الألـبـابَ لـبّهــــــــــــــــــمُ
كـانـتزاع السَّهـم عـن وتــــــــــــــره
ومتى قـرَّبـهـا مـــــــــــــــــــن خدّه
طبعت كـالشَّمس مـن قـمـــــــــــــــــره
سلـبت خَدّيـه حـمـرتَهـــــــــــــــــــا
ــــــــــــــــــــوأريج الرّاح مِن عط
وإذا ولّى بجـامتهــــــــــــــــــــــا
ولّتِ الـدنـيـا عـــــــــــــــــلى أثره
وانقضى فـاللـيلُ مـجلسنــــــــــــــــا
وتفـادى الصـبح مِن أســـــــــــــــــره

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى