فاضل العزاوي - حياة مع الجرذان

مقرفصين في الظلام
نأكل من ماعون فوق جريدة مفروشة على الارض
كانت الجرذان تثب وتطف الطعام من بين اصابعنا
ثم تقف امام جحورها
متأهبة لغارة جديدة.
وفي الليالي الباردة
كانت تندس بين افخاذنا
فنرى جرذا عملاقا في غابة
يجر وراءه فتاة باكية
مربوطة من عنقها بحبل
في الصباحات , سامعين البلبل يغرد فوق الشجرة
كنا نحمل براميل بولنا
وندلقها في الساقية امام المخفر
عائدين بالفطور الذي اعدته لنا امرأة شرطي
ضاجعناها الف مرة في احلامنا
واذا ما حل المساء
كانوا ينادون علينا واحدا بعد الاخر
ويعلقوننا من اكتافنا بالمراوح
فتتساقط الجرذان
من طيات ثيابنا و
معولة تحت السياط .
بعد سنين او ربما بعد قرون
التقيت ثانية ذاك الذي خلفته ورائي في غابة الحب:
كان لا يزال صبيا يافعا يرتدي بيجامته كالعادة.
رفع راسه وحدق في طويلا
ثم مضى مسرعا في طريقه.
اعتقد انه كان قد نسيني في زحمة الحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى