سردار محمد سعيد - الأنثى وثقافتنا الذكورية - الجزء الأول / مفردة زوج

مفردة زوج
معنى الزوج لغة هو خلاف الفرد، ويقال للذكر فرد وللأنثى فردة .
وقد غلب ظنان على فكر الناس :
أولهما تصوّر أن لفظة الزوج تعني ( إثنان ) وفي الحقيقة الزوج واحد بدليل قوله تعالى ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى )( 1 ) فيظن العامة أن زوجين تعني أربعة ، ومن الآية يتضح أن الذكر زوج والأنثى زوج ، وأصل معنى الزوج ( الصنف والنوع من كل شيء ، وكل شيئين مقترنين شكلا ً كانا أو نقيضين فهما زوجان ، وكل واحد منهما زوج ) (2) .
الظن الثاني
هو التبادر للذهن عند سماع لفظة زوج أنه الذكر الذي ينكح أنثى معينة لذلك تؤنث لفظة زوج للمرأة فيقال لها ( زوجة ) وحقيقتها هي زوج الرجل وليس زوجته فهو زوجها وهي زوجه ، وفي هذا التأنيث بيان تمييزي للفكر الذكوري .
إن لفظة زوج التي تعني الذكر أو الأنثى تطلق على الحيوان والنبات وحتى الجماد ، وشاع الخطأ في الكتب العلمية فيقولون ( الزوج الألكتروني ) وصحيحه (الزوجان الألكترونيان ) لأن الزوج الألكتروني هو واحد ، ومثل هذا قولهم ( زوجان من الأهداب ) ويعنون به أربعة وهو ( إثنان ) .
كل شيء يعيش بيننا مكوّن من زوجين متقابلين ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) (3)، فيمكن القول : إن السواد زوج والبياض زوج ، والحامض زوج والحلو زوج ، والليل زوج والنهار زوج وهكذا ، ويطلق الناس لفظة ( فحل ) لذكر الإنسان والحيوان والنبات ولا أعرف لفظة تطلق على الأنثى تقابل هذه المفردة ، فهي لا تخلو من تأثير الفكر الذكوري .
من هذا أجد من الظلم الفادح والفكر الساذج وغير الواضح الإدعاء بأن المرأة نصف المجتمع ، فهي كيان لا يمثل النصف فالزوج ليس نصف الزوجين لأنهما متكاملين ببعضهما ولا يمكن تفريقهما وإلآ انتفت تسميتها بالزوج .
الأنثى
--------
تحدّث الكثير عن المجتمع الذكوري وكيف طغت سلطة الذكورة على سلطة الأنوثة وتحول المجتمع الأمومي إلى مجتمع أبوي ، ولا يعرف زمنيا ً متى تم ذلك ،ولا شك أنه كان في زمن غابر ، ويعزى ذلك للعامل الإقتصادي إذ أصبح الرجل هو القوة العاملة التي توفر للأسرة الطعام والحاجات الضرورية للعيش بينما قبعت الأنثى في بيت الزوجية لتخدم الأسرة وتعدّ الطعام وتعتني بالأطفال وبفراش الزوجية ،وتكون على أهبة الإستعداد للتنفيس جنسيّاًعن الذكرالمتعب في الكدح وطلب الرزق .
لقد عد ّ بعض الذكوريين الأنثى كمفقس لتوليد الذراري وليس أكثر من هذا ، فهي والحالة هذه آلة للتفريخ ، فتحتقر ولا يعترف بها ككائن حي له مشاعره وفكره ورؤاه ، وما زال التحقيرمتعارف عليه إلى يومنا هذا ، فالكثير من الرجال يخشى لفظة زوجتي ، فيستعيض عنها بلفظة : أهلي ، والبعض يقول : حرمتي ، وقد يردفها بكلمة ( تكرم ) وهذا ما يقال للأشياء النجسة ، وقسم ممن يصف نفسه بالمثقف أو المتحضر يقول : إخيتك . وفيما يخص مناداة الغرباء الأكبر سنّا ًيعمد البعض إلى لفظة : خالي ، وليس لفظة : عمي لأن الخال أخو الأم فلا يحل عليها
والعم ّ أخو الذكر فيحل عليها . وفيما يخص البنت يطلقون عليها وصف :خادمتك ، وفي أحسن الأحوال : بنيتك ، ومن هذا كله يتبين مقدار الخوف من الأنثى ،فيسعون لتحقير منزلتها حتى في المناداة والتعريف ، ومصدر الخوف والتخوف كما هو واضح سبب جنسي .
المرأة والجنس
---------------
لو تأملنا النصوص في اللغة والأدب والتاريخ فيما ذكرعن المرأة لايبتعد أبدا ً عن فكرة الجنس ، والحقيقة الحاصلة أن مجرد ذكرلفظة المرأة أو الأنثى فسرعان ما يتبادر للذهن الذكوري الجنس والأعضاء الفسلجية للأنثى التي من خلالها يقضي الرجل حاجته الجنسية .
أ ) الألفاظ والكلمات
لقد سعى الكتاب والأدباء إلى إيجاد ألفاظ عفيفة ونزيهة تعبر عن الممارسة الجنسية للذكر فسموه الوطء والإتيان والتغشي،وأطلق لفظ العرابة والرفث كناية عن ذلك أيضا ً، وتعبير العرابة له تفسيرات في اشتقاقه يمكن مراجعتها في كتاب أدب الخواص للوزير المغربي .
لقد صرّح البعض بذكر لفظة ( نيـ ... ) التي تفصح عن الممارسة الجنسية فأنكروا ذلك عليهم ، فيروى أن عبد الله بن عباس أنشد في المسجد الحرام وهو محرم :
وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا
فقيل له أترفث في المسجد الحرام فقال : ( إنما الرفث ما كان عند النساء )( 4).
تكاثر في كتب الأدب ذكر لفظة ( نيـ ) سواء أكان مع انثى أو مع ذكر أو مع حيوان ويمكن ايراد أمثلة لا حصر لها ، ولكنني سأكتفي بذكر المصادر (5) .
ب )
الهجاء والسباب والشتيمة
في الهجاء شعراً يركز الشعراء لاعلى هجاء الشخص نفسه ، بل على هجاء زوجه أو أمه أي على إمرأة تخصه صدقا ً أو كذبا ً متناسين القول : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، فهذا المتنبي يهجو ( ابن كيغلغ )لأنه أخذ الطريق عليه :
يحمي ابن كيغلغ الطريق وعرسه ما بين رجليها الطريق الأعظم .
ومثل هذا قول علي بن عباس الرومي :
أنا كعبة - النيـ...- التي خلقت له فتلق مني حيث شئت وكبر . (6) .
ومن أمثلة هذا عندما أريد تسفيه وطعن مسيلمة الكذاب ، فإنما تم ذلك من خلال زوجه سجاح التميمية ، فيقال أنه قال لها :
ألا قومي إلى النيـ..ـ فقد هيىء لك المضجع .
ولا أعلم كيف سُمع هذا وهما في مخدع منفرد ناء ، ولا أعرف بوجود آلات التنصت في ذلك الزمان ، والحقيقة أنه تأليف أسند له للتسفيه فكانت المرأة هي المجال الخصب لذاك .( برغم ذلك فيروى أنها قالت له : إن مثلي لا يجري أمرها هكذا ، ويبدو أن المؤلف خاف بني تميم فأتبع الشعر قولا ً(7 ) .
برغم أن الكتب والمصادر العربية تزخر بالممارسات الجنسية الذكورية فهناك أمثلة عن اللواط ونكح الغلمان ونكح الحيوان ويوظف الجنس لذم المرأة لا الرجل .
ومن الشتائم والسباب الذي يوجه للذكور هو سب الأم كما في قولهم :
أولا ً :
( يا ابن الفاعلة ) ، ولا أدري كيف تكون هناك فاعلة دون فاعل ، ولكن لم أقرأ
يوما ً قولهم ( يا ابن الفاعل ) .(8) .
ثانيا ً :
( يا ماص بظر أمه ) ولم يقل مثلا ً ( يا ماص أ ... أبيه ) ولكنه الفكر الذكوري . (9 ) .
ومن الشائع في سباب العامة (كذا أختك .. وكذا أمك ، وغيرها) .
جـ ) في النثر والقصص
----------------
لإخافة النساء ألفت قصص وحكايات وخرافات وأساطير أو جمعت معا ً ، وفي الوقت نفسه فيه تحذيرللرجال ،وهي حكايات لطيفة يلعب فيها الخيال دوراً كبيرا ً ويستشف منها أن الزنا بأنواعه موجود ومعروف في مجتمعاتنا ، ومن التكابر القول أنه مستورد من أصل غربي أو علماني غايته بث الرذيلة في مجتمع له قيمه وأعرافه .
سأختصر حكاية من الأدب الصرف ، وهي طويلة نوعا ً ما وردت في كتاب نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي ويمكن مراجعتها للإطلاع عليها بنصها الكامل ،ولكم أن تستنبطوا ما يمكنكم ما يخص إهانة المرأة التي وجد المؤلف فيها خير طريق لدغدة المشاعر الذكورية والعواطف الدينية .
قصة امرأة من أهل النار
...قال رجل : رأيت في منامي أني كنت في مقبرة ورأيت القبور مفتحة ، وأهلها خرجوا منها ، وكلهم يبكي ويصرخ ويبتهلون إلى الله أن يصرف عنهم دفن المرأة التي ستدفن عندهم في غد .
أخبر الرجل الحفارين فرفضوا دفن المرأة .
كانت المرأة زانية فلا يمر يوم إلآ وزنت دون علم زوجها .
ولدت ذكرا ً ، ولمّا بلغ مبلغ الرجال عشقته واحتالت عليه فضاجعته .
حبلت المرأة وكان جنينها ثمرة مضاجعة ابنها .وولدت بنتا ً فصار ولدها أخا ً وأبا ً في الوقت نفسه ،وهو لايعلم وزوج المرأة لايعلم .
كبرت البنت فاحتالت مرة أخرى على البنت والإبن فزوجتهما ، أي تزوج من أخته والتي هي ابنته .
علم الولد ذلك من دايتها وماشطتها العجوز ، والتي أخبرته أنها تعلم المزيد .
د ) في حضارة وادي الرافدين
---------------
للكتابة عن حدث فاتت عليه دهور ودهور لايمكننا الإستناد على قال فلان وأخبرني فلان وسمعت علان ، وللتحدث في موضوع الذكورة والأنوثة علينا الرجوع إلى الوثاق والألواح الطينية أو الحجرية المكتوبة فهي المرجع الذي يمكن الإعتماد عليه ، وتبقى مسألة قراءة هذه المراجع فيمكن أن تكون مختلفة من شخص لآخر ولكن الحقائق العلمية لا تحتمل التأويل .
خلفت لنا حضارة وادي الرافدين ملحمة عظمى هي ملحمة كلكامش ( جلجامش ) المعروفة / ترجمة العلامة طه باقر و أسطورة بدء الخليقة المسماة ( اينوما ايليش ) / ترجمة فراس السواح ، وستكونان مصادري .
فأرى :
أولا ً : إن الطغاة أوالحكام الذين سيطروا على البلاد وحكموها في ذلك الوقت كانوا ينتهكون حقوق المرأة والمجتمع الجنسية ، فتذكر أن جلجامش تمادى في ذلك ،ولم يأبه أن تكون الأنثى زوجة أو خطيبة أو ابنة قائد أو حبيبة ، ومن المهم أن نركز على لفظة ( عذراء ) مما يدل على أن العذرية كانت لها أهميتها ومنها نستنتج أن زمن الحضارة هذه زمن متقدم على المشاعية والمجتمع الأمومي لكن بقاياه كانت ما تزال مؤثرة بدليل وجود أنثى الآلهة مثل ( ننسون ) أم جلجامش و(ارورو) وقدراتها بالتصرف والتحكم في بعض الأمور ومنها الخلق .
لنقرأ الآتي:
( لم يترك جلجامش عذراء لحبيبها ، ولا ابنة المقاتل ، ولا خطيبة البطل .)( 10 )
تعاد هذه العبارة بعد سطور قليلة بالشكل :
( إن جلجامش لم يترك عذراء لحبيبها ، ولا ابنة المقاتل ، ولا خطيبة البطل ) .
وكذلك بينت تهتك جلجامش الذي يطأ الإناث قبل أزواجهن على صوت الطبول :
( يخصصون الطبل ليختار العرائس قبل أزواجهن
فيكون هو العريس الأول قبل زوجها ) .
ثانيا ً : كان المجتمع يستغل الأنثى جنسيا ً لقضاء بعض مآربه ، وهذا ماحصل عندما رُوض ( انكيدو ) :
( ..فاذهب إلى أوروك . توجه إليها
وانبىء جلجامش عن بأس هذا الرجل
وليعطك بغيا ً تصحبها معك
ودعها تغلبه وتروضه
وحينما يأتي ليسقي الحيوان من مورد الماء
دعها تخلع ثيابها وتكشف عن مفاتن جسمها ) .
بعد أسطر قليلة تعاد العبارة نفسها على لسان جلجامش ،لكن الحوار الذي حصل بيت الصياد والبغي وماذا فعلته مع انكيدو فنتعرف عليه من خلال الأسطر الآتية :
(..........هذا هو يا بغي فاكشفي عن نهديك
اكشفي عن عورتك لكي يتمتع بمفاتن جسمك
لا تحجمي ،بل راوديه وابعثي فيه الهيام
فإنه متى رآك وقع في حبائلك
انضي عنك ثيابك لينجذب اليك
علمي الوحش الغر فن ( وظيفة ) المرأة ) .
ويجدر بنا ملاحظة لفظة ( فن ) ولفظة ( وظيفة ) التي وضعها العلامة طه باقر بين قوسين فلفظة وظيفة ذكورية لأن ممارسة الجنس ليست وظيفة أبدا ً إلا بعرف المجتمع الذكوري ، ولفظة فن تتوقف على خبرة الأنثى في الموضوع على أن العلامة طه باقر يراعي بترجمته تجنب الألفاظ النابية بدليل هامشه عن لفظة عورة التي يقول أنها وردت هكذا في أصل النص .
بعد سطورقليلة أخرى تفصل الملحمة ماحصل بين انكيدو والبغي :
( نضت ثيابها فوقع عليها
وعلمت الوحش الغر فن المرأة ، فانجذب اليها وتعلق بها
ولبث انكيدو يتصل بالبغي ستة أيام وسبع ليال ) .
ويلاحظ هنا فكرة إسبوع الزواج التي ما زالت سارية إلى يومنا هذا ، ويلاحظ فيما بعده من الأسطر عبارة أن انكيدو صار واسع الفهم بعد المضاجعة ، وهذه الفكرة استثمرها الفكر الديني فيما بعد :
( أضحى انكيدو خائر القوى لا يستطيع أن يعدو كما كان يفعل من قبل
ولكنه صار فطنا ً واسع الحس والفهم ) .
لا يستطيع الفكر الذكوري التخلص من الجنس فهو يتمثل له حتى في تشبيهاته لذلك نرى تعبير الشاعر في وصف عملية رفع الكوكب الذي سقط على جلجامش في حلمه لا يخرج عن هذا النطاق ، فيقول :
( انحنيت عليه كما انحني على امرأة ) .
ثالثا ً : حاولت الملحمة اظهار الأنثى وكأنها الساعية وراء الجنس ولا تتورع أن تتنقل من عشيق لعشيق وحبيب لحبيب ، وهذا يتمثل في الآلهة عشتار والغاية الحط من قيمة الأنثى وسيطرتها والقضاء على ماتبقى من المجتمع الأمومي لصالح المجتمع الأبوي المتمثل بجلجامش وأزواج أو عشاق عشتار ، فيقول الشاعر على لسان عشتار:
( تعال ياجلجامش وكن عريسي
وهبني ثمرتك أتمتع بها
كن زوجي وأكون زوجك ).
فيرد جلجامش :
( أي خير سأناله لو تزوجتك ) .
ثم يعدد ممارساتها :
( أي من عشاقك من بقيت على حبه أبدا ً
واي من رعاتك قد رضيت بهم دائما ً؟
تعالي أقص عليك (مآسي ) عشاقك ).
فيذكرهم تباعا ً:
تموز حبيب الصبا .
راعي القطيع الذي مسخته ذئبا ً .
(ايشولنو) بستاني أبيها ، وقالت له :
( تعال إلي ياحبيبي " ايشولنو " ودعنا نذق متعة رجولتك
مد يدك والمس مفاتن جسمنا ) .
ولكنه رفض وهنا تمجيد للذكورة ، فمسخته ضفدعا ً وهذا تسفيه للأنوثة الساعية وراء متعها الجنسية على زعم حملة الفكر الذكوري .
ولأن جلجامش أهانها وعدد هناتها ومثالبها طلبت خلق الثور السماوي الذي نزلت به إلى الأرض ولكن جلجامش وانكيدو قضيا عليه ، وفي هذا المقطع استنتج :
إن الذكورة تستطيع الإطاحة بالأنوثة وبأفكارها الخبيثة والتي مصدرها جنسي لاغير ، وإن صح زعمي فإن زمن الحضارة البابلية هو زمن الصراع بين المجتمع الأبوي المتنامي والمجتمع الأمومي الذي بدأت سلطته تندثر .
في الفكر التوراتي
-----------------
لأجل الإطاحة بسلوك المرأة الجنسي ، فقد تم الإفتئات على الأنبياء ، إذ قامت ابنتا ( لوط ) بمضاجعته ليلتين متتاليتين بعد أن سقتاه خمرا ً ، وحبلتا من أبيهما ، وولدت البكرذكرا ً وسمته ( مو آب ) وولدت الصغرى ذكرا ً سمته ( ابن عمي ) وهكذا لأجل إدامة البشر والنسل والأقوام حقروا المرأة جنسيا ً، وإلآ أي حقارة أكثر من مضاجعة بنت لأبيها .(11) .
الشرف
-------
يمكن ممارسة الجنس بطرق عدة فمنها الممارسة الإعتيادية المعروفة ، ومنها الممارسات الشاذة كاللواط للذكران والأناث ومنها ممارسة السحاق بين الإناث ومنها الممارسة مع الحيوان وكلها منكرة ، ووقفت الأديان منها موقفا ً صارما ً ، وكذلك المجتمع ، ولا بد لنا من ذكر أن تلك الممارسات اكتشفها البشر على مختلف أجناسهم وطبائعهم ، وهي ليست وليدة الساعة أو مستوردة كما سيتبين لنا ، وسأركز على الممارسات الأنثوية المحرمة .
أول ما يتصوره الفكر الذكوري ان الشرف يقبع بين فخذي الأنثى ، فكلمة شرف عندهم لا تتعدى غشاء البكارة ، فهو دليلهم على شرف الأنثى متناسين أنه يمكن للإنثى أن تمارس مختلف الممارسات وتصل إلى مايسمى بذروة اللذة ولا دليل على ذلك ، غير أن العلم يستطيع كشف الممارسات من دبر ، ولا أعتقد أن هناك من يطالب بتقرير طبي يؤكد ذلك ، وتبقى المسألة مسألة وعي وإدراك من قبل الفتاة ومسألة تقويم وتعليم من قبل العائلة والأم على وجه الخصوص .
الوازع الديني له المقام الأول ولكن من دون تسفيه لبقية النساء وابراز معايبهن ، ودون السعي لأضطهاد الأنثى في تحركاتها في الدراسة وتحصيل العلم والعمل .
الفكر الديني يركزعلى موضوع الجنس والمرأة لا لحرمة جسد الأنثى بل لحرمة جسد الرجل ومنع المرأة من العمل وبروز دورها ككائن حي له من حقوق ما للذكر ، وتستطيع مضاهاته والتفوق عليه في مجالات الحياة المختلفة لو تسنى له ذلك .
سألني يوما ً أحد الطلبة سؤالا ً ذكيا ً عن سر العدد الكبير من العلماء الذكور مقابل رقم محدود من النساء العالمات ، فقلت له : لاتنسى أن المجتمع الغربي هو مجتمع أبوي رأسمالي .
في التوراة تأكيد على أن عفة المرأة تكون بعدم ممارستها الجنس مع الرجال أي عذراء ، فاختيار زوجات الأنبياء يكون بلطف الله ، فيذكر أن الزوجة التي تزوج بها اسحق كانت :(عذراء لم يعرفها رجل ) (12 ) .
------------------------------------------
المصادر والمراجع :
1 - الآية 45 سورة النجم / القرآن الكريم .
2 - لسان العرب / ابن منظور .
3 - الآية 49 سورة الذاريات / القرآن الكريم .
4 - الرسائل / الجاحظ
العقد الفريد / ابن عبد ربه
محاضرات الأدباء / الراغب الأصفهاني
نثر الدر / الآبي
زهر الأكم في الأمثال والحكم / اليوسي .
5 - الإمتاع والمؤانسة / أبو حيان التوحيدي
البصائر والذخائر / ابو حيان التوحيدي
يتيمة الدهر / الثعالبي
المستقصى في أمثال العرب / الزمخشري
معجم الأدباء / ياقوت الحموي .
6 - شرح ديوان المتنبي / الواحدي
ديوان المعاني / ابو هلال العسكري .
7 - الأغاني / ابو الفرج الأصفهاني
التذكرة الحمدونية / ابن حمدون .
8 - عقلاء المجانين / ابن حبيب
معجم الأدباء / ياقوت الحموي
جمع الجواهر في الملح والتوادر / الحصري
نكث الهميان في نكت العميان /الصفدي .
9 - خزانة الأدب / عبد القادر البغدادي
نشوار المحاضرة / القاضي التنوخي .
10 - ملحمة كلكامش / طه باقر ، وكل ما ورد بعدها بين هلالين فمن الملحمة .
11- العهد القديم .سفر التكوين الإصحاح التاسع عشر .
12 - المصدر السابق الإصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين .


سردار محمد سعيد

.

.
Eté, par Tamara de Lempicka
tamara-de-lempicka-ete.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى