سردار محمد سعيد - الجنس في التراث العربي (الجزء السابع)

القحاب
القحبة: الفاجرة. وأهل اللغة يقولون: هو من القحاب: السعال، لأن مراودها إذا مشى في إثرها تقحب لتلتفت إليه، فيشير إليها بما يريد87

(( شرح ديوان الحماسة / المرزوقي ))

هناك احاديث وأقوال كثيرة تبعث على السخرية والضحك ضمتها كتب تراثية منها كتاب (( نثر الدر للآبي )) ففيها مثلا ً:.
قال بعضهم: بينا أني.. قحبة في شهر رمضان، وذهبت أقبلها فحولت وجهها عني. فقلت: لم تمنعينني القبلة؟ قالت: بلغني أن القبلة تفطر الصائم.
أدخل رجل قحبة إلى خربة، فبينا هو فوقها إذ أحس بوقع قدم، فأراد أن يقوم. فقالت له: شأنك فإنه إن كانوا أقل من أربعة ضربوا الحد.
كان في جوار ابن المعذل قحبة تزني نهاراً وتصلي بالليل وتدعو وتقول: اللهم اختم لي بخير. فلما طال ذلك على ابن المعذل قال لها: يا فاجرة، ما ينفعك هذا الدعاء؟ وهو يختم لك بالليل وتكسرين الختم بالنهار

يلاحظ في النصوص السابقة التهكم بالنصوص الدينية وتوظيفها للسخرية . .

كان الحمدوني في مجلس فقالت له قينة: ناولني ذلك الكوز. فقال: يا قحبة تريدين أن تستأكليني.

وحدث بعضهم قال: كنت في دعوة وبت، وكانت هناك مغنية قد باتت، فدب إليها بعضهم فسمعتها في الليل تقول: اعزل اعزل!. وهو يقول لها: يا قحبه تولين أنت وأعزل أنا.

*

المساحقة

لم أجد وثيقة تبين تاريخ بدء السحاق كما في وثائق العراق القديم عن البغاء وما وجدته أنه مذكور في المصادر العربية المعروفة وسأسردها تباعا ً

في ديوان الصبابة لإبن أبي حجلة :

حكى أن رجلاً دخل إلى بيت فوجد امرأتين وهما في السحاق فجذبه التي هي من فوق وقعد مكانها وقال هذا عمل يحتاج إلى حبال ورجال.
وقال شيخنا زين الدين ابن الوردي في نساء أهل العصر هذا الشعر:
قولوا لمن تهوى السحاق الذي = حرمه الله و ما فيه خير
أخطأت يا كاملة الحسن إذ = أقمت إسحاق مقام الزبير

في أسطورة غايتها إهانة المرأة وما أكثرها في أوراق الذكوريين أن قوما ً بحضرموت كان كل منهم يبعث بامرأته إلى الآخر، فشق ذلك على النساء، فأتاهن إبليس في صورة امرأة وعلمهن السحاق ففعلنه، وهم أول من أتى النساء في أدبارهن وساحق؛ فاشتهرت هذه القبائح فيهم 88

( نهاية الأرب في فنون الأدب / النويري )

في هذه الرواية الساذجة تعزو تاريخ السحاق إلى عهد قريب وتعلمه على يد ابليس وهي رواية من خيالات المؤلفين ولا يمكن الإعتماد عليها لا سيما إذا تمعنا في قولها أن السحاق لم يكن اكتشافا ًبشريا ً بل من أعمال ابليس وفنونه في حرف البشر عن الصراط السوي وهي طريقة سهلة للتخلص من سبر الحقيقة
وقد ذكرت طرائف في السحاقات مثل

كان لرجل عنين امرأة فرآها يوماً تساحق أخرى فقال: ويلك، خرق على خرق؟ قالت: نعم حتى يرزق الله برقعة.
كتبت سحاقة إلى حبة لها تزوجت: يا أختي، ما أقبح الصاد مع اللام، وأحسن الصاد مع الصاد! فأجابتها: ما أحسن اللحم على اللحم، وأقبح الخبز على الخبز.! وكتبت أخرى إلى صديقة لها تغايظ بزوجها: لو تطعمت بأيره ما تلذذت بغيره.
وعوتبت أخرى وكانت قد تزوجت وتركت السحاق وزهدت فيه فقالت: يا أخواتي، رأيتن قفلاً يفتح بقفل؟ قلن: لا. قالت: قد وجدت لقلي مفتاحاً لا يتعاظمه ألف قفل، فمن احتاج إله منكن لم أبخل به عليها.89

((نثر الدر / الآبي )).

ويروى أن سحاقة وجهت إلى حبيبتها :
إبعثي لي بكندرك الذي تمضغين بين دينارين، فبعثت به إليها وقالت للرسول: قولي لمولاتك ردي الطبق والمكبة

(( البصائر والذخائر / أبو حيان التوحيدي )) .


.
* سردار محمد سعيد - الجنس في التراث العربي (الجزء السابع)

صورة مفقودة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى