ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد خير الطباع - سوريا - 1880 - 1911

محمد خير المعروف بأبي الخير الطباع.
ولد في دمشق، وفيها توفي.
تلقى المبادئ الأولية للعلوم الدينية والعربية، على عدد من علماء دمشق، وكان قد التحق بالمدرسة الرشيدية في دمشق.
عمل مدرسًا في المدرسة الريحانية مدة عامين، أنشأ بعدهما المدرسة الوطنية التي أطلق عليها «الكلية العلمية الوطنية»، وكانت له حلقات وطلاب يفدون إلىه ناهلين من علمه، وأدبه.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان تحت عنوان: «منتخبات» - مؤسسة المدرسة العلمية الوطنية - مطبعة الفيحاء - دمشق 1330 هـ/ 1911م.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات حول علوم اللغة والأدب منها: «أرجوزة في النحو»، «أرجوزة في الصرف»، «مقامة في المفاضلة بين المتنبي والشريف الرضي»، «انتقاد شرح شعر أبي تمام» لمحيي الدين الخياط، «رسالة في الانتصار للكمال بن الهمام».
بشعره نزعة صوفية، يقتفي فيها أثر أسلافه من شعراء الحب الإلهي.
وله شعر في نبذ الجهل ومقاربة العلم أساسًا لبلوغ المجد. يميل إلى الحكمة وإسداء النصيحة. كتب في المدح الذي اختص به أولي الفضل من العلماء، وأولي الأمر من الحكام، إلى جانب شعر له في الفخر الذاتي، وكتب في الرثاء الذي اتسم بالمبالغة وإظهار الفجيعة. وله في المعارضة والتشطير الشعري. تميل لغته إلى المباشرة، وخياله قريب.

مصادر الدراسة:
1 - أديب تقي الدين الحصني: منتخبات التواريخ لدمشق - منشورات دار الآفاق الجديدة - بيروت 1979.
2 - إسكندر لوقا: الحركة الأدبية في دمشق (1800 - 1918) - مطابع ألف باء الأديب - دمشق 1976.
3 - خير الدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت1990.

حرمت عيني

حَرَّمَتْ عـيـنِيْ مَنـامـي = مُذْ نمــــــــــــــــــــــا فرْطُ الغرامِ
فـاختَفَى طـيفُ حـبـيبـي = فعـلى الطّيفِ سلامــــــــــــــي
لستُ أرضَى مـن حـبـــيبٍ = نحـوه طـال مُقـامــــــــــــــــي
أن يفـي لـي بعـد صــــبري = بـوصـالٍ فـي الـمـنـــــــــــــام
أنـا يــــــــــــــــــــقْظانُ أراه = وهْوَ فـي كلّ ابتســـــــــــام
لـم يغِبْ عـنّي سَنــــــــاه = فـي قعـودي وقِيـامـــــــــــــــــــي
عـن يـمـيـنـي ويســــــــاري = نـوره الـوضّاح نـامــــــــــــــــــــي
شـامـل الإشـراق فـوقــــــي = وورائـي وأمـامــــــــــــــــــــــــي
فهْو فـي سـرّي وجهــــــــري = وصَلاتـي وصِيـامــــــــــــــــــي
وذهـابـي وإيـابــــــــــــــــــي = وسكـوتـي وكلامـــــــــــــــــــي
وهـو رَيْحـانـي وروحــــــي = وهْو قصدي ومَرامــــــــــــــــــــــــي
وهـو أُنْسـي وســــــــروري = ونديـمـي ومُدامــــــــــــــــــــــــي
أيـهـا اللائم فـيـــــــــــــــــــــه = جـاهلاً طعـمَ الْهُيـــــــــــــــــــــام
بـالـذي أبقـــــــــــــــــــــاك خِلْوًا = لا تقصِّرْ فـي مـلامـــــــــــــي
فـــــــــــــــــــــــــمتى كررت ذكري = مـن سمـا بـدرِ الـتّمــــــــــام
راغبًا فـي رغبتـي عـنـــــــــــــــــــ = ـه يـزدْ فـيـه غرامـــــــــــــي
لامَ فـي الـحـبّ أُنــــــــــــــــــــاسٌ = حُجِبـوا عـن ذا الـمقـــــــــــام
أيُلام الصـبُّ فـيــــــــــــــــــــــه؟ = ـــــــــــــــــــــــوهْو أخلاق الكرا
يـا عذولـي لا تلُمْنــــــــــــــــــــي = إن كـسـا الجسمَ سَقـامـــــي
لـم يُفِدْ لـومـــــــــــــــــــــي فإنّي = زاد وجـدي وهُيـامـــــــــــــي
ونمـا فرْطُ اشـتـيـاقـــــــــــــــــــي = فغدا دمعـيَ هـامـــــــــــــــــــــي
إنّنــــــــــــــــــــــــــي واللهِ صَبّ = فـيك يـا خـيرَ الأنـــــــــــــــــــام
فإلـيك القـربُ يـنمــــــــــــــــــــو = بـالـمحـبِّ الـمستهـــــــــــــــام
ولك العـلـيـــــــــــــــــــــاءُ تُعْزَى = وإلـيك الفضل سـامـــــــــــــــــــــي
ــــــــــــــــــــــــوصلاةُ الله تُه = ضمـنَهـا أزكى سلامـــــــــــــــــــــي
مـن محـبّ يبتغـي فضـــــــــــــــــــــ = ـلك يـا أسمَى هُمــــــــــام
وعـلى آلٍ وصحــــــــــــــــــــــــــبٍ = مـا بـدا مسكُ الختــــــــــــــام
مع أشـيـاعٍ وحــــــــــــــــــــــــزْبٍ = ثـم أتبـــــــــــــــــــــــــاعٍ كرام

****

إذا رمت يا شرقيُّ

إذا رُمْتَ يـا شرقـيُّ ترقَى إلى العُلا = وتحظى بمـا قد حازه السّادةُ الأُلى
وتدرك شأو الـمـجـد والفضل فـاجعـلا = بجِدِّكَ أربـابَ الـمكـــــــــــارم مُيَّلا
بأفئدة الإقبـال نحـو الـــــــــــمدارسِ = فلـيس بـغـير العـلـم يـدنـو مَرامـنـا
ويشفى إذا رمنـا الـمعـالـي أُوامـنـا = ويعـلو عـلى كل الشّعـوب مقـامـنــا
إذا لـم يكـن نـور العـلـوم إمـامَنــا = فلـيس لنـا إلا رؤوس النـواكـــــــــسِ
يضـيـق على الجُهَّال رَحْبُ الـمسالكِ = وتـرمـيهـمُ العقْبَى بأردى المهـالكِ
ويـمشـون فـي لـيل من الذّلّ حالك = فلا تـرتدي بـالجهل يـا أمّ مــــــــالك
فإن رداء الجهل أوهى الـمـلابسِ = جَهِلْنـا لعـمـرُ الـحقّ قـدرَ الـمعــــــارفِ
فخِلنـا وبعضُ الظن وِردُ الـمتالفِ = بأن الفتى يُكـسَى جديـدَ الـمطــارف
بعـام ويغدو فـي الـورى خـيرَ عـارف = فـيـخرج غِرّاً خـابطًا في الـحنــادسِ

***

من قصيدة: احتفال المدرسة الريحانية

أرى بجِلّقَ صـبحَ الـمـجـدِ قـد سَفَرا = وعـاد روضُ المعـالـي عـابقًا عَطِرا
أرى بـهـا جـيشَ أهل العـلـم ممتطــيًا = هـامَ الثّريـا وبـالجــوزاء مؤتزِرا
أرى بـهـا سـاعـدَ الآداب مـنـتضـــــــيًا = بتّار جِدٍّ بحـمد الله مـنـــــتصِرا
ماضي الغِرارين لو في الذهن صوَّره = وكان في الغمد عنقُ الجهل لانكسرا
رأيـتُ ما لو سرى في أذْنِ مستـمِع = أخبارُه عـن عِيــــــانٍ كذَّبَ الخبرا
يـا صـاحبيَّ أعـيـنـي في الكَرى ظفِرتْ = بمـا أرى أم لهـا في يقظةٍ ظهرا؟
يـا صـاحـبـيَّ اعْجَبـا عـادَ الزمـان بـهـا = غضَّ الشّبـابِ وقبـلاً كان قـد كبرا
تالله ما دار في سَمعـي ولا خَلَدِي = ماءُ البيبة في وجهِ الـمشـيبِ جرى
بُشرايَ بُشْرايَ عمـر الحق سوف يرى = عمـا قليل فؤادَ الجهلِ مـنفطِرا
حـيثُ الـمعـارفُ قـد قـالت مؤرخةً = بـدا بجِلّقَ طِيبُ العـلـم مـنـتشــــــرا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى