حسن العاصي - مفتون حد الظمأ

يفيض جسدها رغبة في الثوب
فتبسط شهقاتها لي حقلاً
تتريّث قليلاً قبل الإمطار
كي تكون كاحتدام الأغصان بالألوان
تناديني لأمتطي الضفائر المتوثّبة
كمركب أميريّ مبلل
لتنهض بعد النشوة
فرس يتوه في صوتي
وتغزل من جديلتها
كاستت خمري


كانت تقطن في كهف الهوى
تعانق سيرة العشّاق
تلتحف حصير الغرام
وفي كفّها قصيدة ماء
قالت
صباحك يمتد لبابي
ورداً وضوء
فلا تدع يدي
تمدّد على راحتها
لأنبت شهقة فوق غيومك
كي تنسدل ولهاً على مطري


يسافر رحيلي صوب امرأة
كي تعانق مرافئي
أجنحة أشرعتها
لي دهشة الوصال
ولها مطر الطريق
لها ما تشاء
من البياض
أيتها الطفلة
كم أحبك فأنت جنوني
نامي على خد كفي
لأعانق رائحتك وأنام
فلاقوة لي على صبري


مفتون بك حد الظمأ
ترقصين كغجرية
بخلاخل من فضة وغنج
وأنا مثل بخور
في طاسة عجوز احترق
يلتمع في عينيك شوقي
فتمدين ياسمينك
بستان لعصافيري


يا سيدتي
أدعوك هذا الليل
إلى شرفة قلبي
كي تغرقين في فيض حبي
تغفين كياسمينة على فراش الهوى
يتسلق صوتك صوتي
وتنعقد أنفاسك كحبّات العرق
ويربك جموحك خطوي
حين تفرشين رمشك
لأنفاسي
وتتوارى المسافة
بين ثغرك وصدري


من آيات هذا الليل الدبق
لهيب الوصال
تضيق المسافات
وتلتحم الهمسات
تتوقّد نار العشق
ويجنّ الهوى في خافقي
فامطريني شهوة
أعانق رضابك
كي تنفخي في جمري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى