حسن العاصي - إمرأة من زعفران

في غفلة من ستائر الغيبوبة الأولى
أتتني عارية جامحة
إمرأة تلتحف الصخب
مترعة باللذة
والظمأ الخمري يعابث الشفاه
تسيل شهوتها كـأسراب الطيور
العينان غزال شارد
والريح عنبر

كفاكهة الصيف
في الصباحات الدٌبقة
أطلٌت دانبة القطوف
من بين سيقان النعناع البرٌي
تعانق قطرات الندى
تشهق صائحة أُحبكَ
أزهر عشبها بكفي
وفاض الشوق دَردَر

إنسكبت على زندي
مطر من زعفران
سكنت وريدي وغفت
كأميرة البساتين
أهدابها ظلال ممتدة
وشعرها القمحي وشاحي
الثغر المتورٌد محرقتي
النهود خوابي شهد
والطاس مرمر

تأتيني على مهل وغنج تتدلٌل
يسبقها لهاثها كأنٌها
أشواق الوصال تتنهٌد
وشاحها الليلكيٌ كرغوة العسل
تقدمت نحوي فأحاطني شوقها
وتمايلت سُكراً
يشدني الخصر المتمرد
والقدٌ الريٌان ياويلي يتمختر

سائلتها الوصال وهي الفاخرة
إبتسمت ياعذب المبسم
لكم تُثملني البسمة الخجلى
تمنٌعت بدلع الحسناوات
والرمش يُكذٌبها
فطاش عقلي
مالت على صدري وقالت
كل الضلوع توصلني إليك
كانت كما أشتهي
كالغزال الشٌارد
في غابات الصنوبر

كان يوماً يانعاً للقطاف
يضنيني حجل العذارى
مارق هذا الرعش
كالسهم نافذ
ينثر أسرار الهوى
أجمع ماتساقط من التنهيدات
كي أنسدل موٌال يتوسٌد
صهل خمرة الجسد
كأنٌني منذور للصفصاف
إن شاقٌه الطوفان يتحجٌر

جذبتها نحوي جرعة جرعة
ألملم الحشرجات المتكسرة بصوتي
مالت الشفاه للشفاه
والرضاب ماء الشِعر والخمر
ترميني على الورق الزهري
فأتلو عليها خطايا الشهقة الأولى
تمد لي عشبها المسحور
فيعانق شجري منبتها
تستزيد فأزيدها من آهات الهوى
فتتقلٌب بين مواسم الغرام وتتشطٌر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى