ديوان الغائبين ديوان الغائبين : مجدي الجابري - مصر - 1961 - 1999 م

مجدي علي عبدالهادي الجابري.
ولد في حي أم المصريين بالجيزة، وتوفي في القاهرة.
تلقى تعليمه الأول بالكتّاب عام 1966، واستمر في ذلك حتى التحاقه بالمدرسة الابتدائية التي أنهاها عام 1973، ثم حصل على الإعدادية من مدرسة الأهرام
عام 1976، وعلى الثانوية العامة من مدرسة السعيدية العسكرية عام 1979، وتابع تحصيله حتى حصل على شهادة المعهد العالي للتعاون الزراعي عام 1983، ودبلوم الدراسات العليا في الفنون الشعبية من المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون عام 1992بتقدير جيد جدًا.
عمل مصححًا ومراجعًا في مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 1989، وعمل أخصائيًا ثقافيًا بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك في قصر ثقافة النادي الأهلي بالجيزة عام 1989، وباحثًا في الثقافة الشعبية بأطلس الفولكلور المصري بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون الشعبية عام 1992، ومدير تحرير سلسلة مكتبة الشباب في مارسعام 1997، وسكرتيرًا لتحرير مجلة «آفاق المسرح» عام 1998 وكلاهما في هيئة قصور الثقافة.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان «أغسطس» - طبعة خاصة ومحدودة - القاهرة 1990
«بالضبط وكأنه حصل» - طبعة خاصة ومحدودة - القاهرة 1994
«طرطشات موجة حلم» - الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتابات جديدة - 2002
عيل بيصطاد الحواديت 1995
الحياة مش بروفة 1999
حكايات شعبية 2002
قريبا سوف تصدر الأعمال الكاملة عن دار وعد للثقافة والنشر


وله مخطوطان بعنوان
«مجموعة قصائد أخيرة»، و«ثرثرنا كثيرًا»

وله قصائد منشورة في صحف ومجلات «أمنيات شاب مصري» - جريدة الطلبة - 20 من أغسطس 1983، وقصيدة «الأرض» - مجلة أدب ونقد - عدد 60 - أغسطس 1990، و«شهيق» - مجلة الشعر - عدد 57 - يناير 1990، و«تصبح على خير» - الثقافة الجديدة - عدد 58 - يوليو 1995، و«لو على سبيل التخلص من الكتابة الأخرى» - سبتمبر 1993.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من الدراسات المنشورة منها: «جمع ميداني لأغاني ألعاب أطفال»، و«جمع ميداني لأغاني أفراح»، و«مدخل لقراءة الخطاب الثقافي للحكاية الشعبية» وجميعها نشر في أدب ونقد عدد مايو (129) 1996، وله «اللغز وسلطة المعرفة» - أخبار الأدب - 30 من أغسطس 1998، وفي الصحيفة نفسها من العدد 10، 20 من يونيو 1999 ونشر «الشعر مدينة خربانة»، و«الشمعدان حكاية شعبية».
شاعر حداثي صاحب لغة مميزة موغلة في الرمز المنتج وليس المستغلق،
ومعجونة بالأسطورة، وقادرة على استثمار تقنيات الشعر الحديث من إثارة الحس بالمفارقة إلى استغلال بنية التضاد والتوازي إلى اختراق المسكوت عنه، وهو صاحب نفس شعري طويل وممتد ولغة ريانة معبرة، بالإضافة إلى استثماره السرد ومحاولته سردنة شعره بما لا يفقده روح الشعر بل يزيده شعرية.

مصادر الدراسة:
1 - الدوريات: ملف عن المترجم له «مجدي الجابري صياد الحواديت» - مجلة الكرامة - العدد 10 - هيئة قصور الثقافة - إقليم القاهرة الكبرى 2002.
2 - لقاء أجراه الباحث عماد غزالي مع أرملة الشاعر صفاء عبدالمنعم - القاهرة 2005.



ثرثرنا كثيرا

أسقطُ في ذاكرة البحر؟
أم ألمسُ كفّيك المعجزتين؟
رملٌ يحمل بصماتٍ غامقةَ اللون
يسحبني كي أدخلهُ
أنداح بين مساماته
زبدًا يحمل دفء الروح الأولى
وطنٌ من عشب الشاطئ
يمنحني بعض سلام
وأنا أمنحهُ؛ ما عزَّ على البحرْ
أن يمنحه إياه
لؤلؤةٌ أم حبة رملٍ
تمشي تحت الماءِ
فَتَحْتَكُّ بمجهول أعرفهُ حتى الموت
للنار على كفّي - لحظة طرحي فوق اليابسةِ
طعمُ الخلق
ولزوجة تكوين الضعف
سيّدة؟
أم لونٌ يخرج من إبطيّ؟
قبل الإبحار رأيتك، تحترفين سباحهْ
ضدّ الملكوت المفتوح
المفتوح على أرضٍ بكرٍ
ليست تحملُ إلا اللّونَ الدائم إشعاعًا
فلماذا يحمل وتر العاشق جرحًا ما؟
ولماذا تخفين بكفَّيك القلب
على العينين؟
لا
لستُ خجولاً حتى أدعوك
الوقت المنداح على كتفيَّ
أنا الغارقُ فيك كبحرٍ عارٍ
يعشقُ حبّة رملٍ أو لؤلؤةً
تحملُ دكنة شيءٍ ما
أعشقُ!!
هل أنكر؟
لكنّ العشق الأولَ
يحمل كلَّ مخاوف طفلٍ لفطامٍ ما
لكأنّك تختزنين كنوزًا مطفأة من زمنٍ ما!!
فلماذا تحملني كفاك إلى قلبٍ
ليس يصارحني بالمعلن والمخبوء؟

***

عانقتك

عانقتك ، حتى اعتصار العنب
فصبّي من الدفء ملحَ البحار القديمة
لأطفو على قلبك الساطع/ نجمًا
عصيّاً على الاحتراق
وأفقًا إذا ما احتواك طويته
وأحرقت كل المراكب

وماذا يقول المحبّون عند الغناء؟
أحبّك
ليست بلادا تضمّ المحبّين
يقول العصيرُ لعين اليمامة:
أحبُّ الفضاء المعلّق بالهدبِ
حين اشتعال الغناءِ
وحين يهزّ البياضُ العميقُ
السوادَ القديمَ
ويطفو على آخر القلب بحرُ العسل
دعيني لأروي المكان الجميلَ
أغنّي على شفتيك بلحني الوحيد
وأهتزُّ
أهتزُّ
حتّى الصباح البعيد

***

في حضرة الموت

أن تتبعثر في جملةٍ بلا ظلّ
أن تستريح مؤقتًا في قلق اللغة
أن تسمح لعينيها بأن تحبّك كقاتلٍ صغير
أن يعوزك الضباب وتحنّ لشيءٍ غامض
أن تمنح ولا تنكر أن قلبك مثقل بالعفو على قتيل رآك وأنت تقتل
أن تفرش الملكوت المدى بصوتٍ عاديٍّ
أن تغنى لا كما يحلو للطير الغرير ولا كما يحلو للموجة القاتلة
أن تحرث النوافذ وتزرع الرّؤى المحتدمة
أن تفتح العتمة وتُلقى بطيرك العاديِّ من علٍ
أن تساعد هذه الصّخرة المسنونة الحوافّ على النّوم تحت
زلق الطحالب ولو قليلا
أن تفترش جسد الكتابة الرّخوة
أن تكبّ ما تبقّى من ضوء في العين على عرايا الضّوء والفراشات
المراهقة
أن تفرح عندما يخيّل إلى الماء أنك مغادره فيغرق الرمل
عله يحييه
أن لا تحزن مطلقا
أن تفعل كلّ هذا أو لا تفعل
فأنت في حضرة الموت الذي لا يتكرّر



مجدي الجابري.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى