عبد العزيز الحيدر - الهروب

تتالى عليه....عليهما ساعات الانتظار...ناقشوا الموضوع حد فقدان الرجاء..حد الملل...لم يجدوا سوى الباب المسدود... والمكان اين ...طالما حاولا ان يخمنا ذلك بلا جدوى...لا حل يمكن ان تطمأني اليه...عبثا ... لابد من امكانية من اي نوع...احيان يكون المنجى من ثقب ابره...هيهات...نحن محاصرون من كل الاتجاهات...المكوث انتظار للموت...الهروب الموت من الخلف...من الجوانب...الله سيجد لنا منفذا...الموت عصفور مبلل الريش يأتي من الاعلى...لقد اخذنا على الاقل شيئا من الرحلة...هي هكذا دائما ادوار ...اخذ...عطاء..نهاية...كانت اجمل ايام في الحياة ايامنا...لقد اخذنا اجمل ما يمكن ان يحصل عليه المرء....

من فتحة صغيرة في الجدار نظر...دعاها للنظر...

انهم ما زالوا ينتظرون....الا يملون من الترقب؟...الا نمل نحن من خداع أنفسنا ؟ بأمل مستحيل....من قال ان لا مستحيل تحت الشمس...معتوه من ازلام الحروب والعبث...

ضحك..نظرت اليه في عيونها استفسار....

هو قال تحت الشمس....نحن تحت الظلام...

ضحكت بدورها ...بهستيريا عابثة....

اه لو كان يتوفر وقت فعلا او ان يكون هناك امل...اشتقت الى بيتنا القديم...كم مكثنا فيه....ربع قرن...هل كان وقتا طويلا...العمر مهما طال ليس سوى لحظات...تراكم ذكريات وأحاسيس...يقولون انها تنفع بشكل كبير في العالم السفلي...

ضحك ورماها بنظرة قاسية...

نحن الان في العالم السفلي...ام ماذا تظنين يا مره....انا اتحدث عن عالم سفلي حقيقي...عالم مرعب...تعالي التصقي بي....اشعر بالبرد..ارتجف ....هناك تيار من الهواء البارد ياتي من هذه الجهة من الظلام....انا لا اميز الجهات الان...كوني قريبة...التصقي...هبيني شيئا من ذكرياتنا...دمي يتجمد..هل تذكر شعري الفاحم الطويل...اني اتذكر الان رائحته العطره وأنت خارجة من الاستحمام....كنا جميلين....وديعين... كانت حرارة الجسدين تتداخل تنصهر في بعض....وأرواحنا كانت هي المتعانقة....كنت ابلل اشتياقي بدموع ...كانت دموع ممزوجة بعنف الحب ...كانت لذيذة ...حزنها ممزوج برقص وإيقاع في الجوف المرتعش....ضميني...التصقي..البرد يصل عنقي...لا عليك ...سنخرج...نخرج....انها ليست المرة الاولى..المرات السابقة كان هناك منفذ عبر الماء...او الهواء...او الظلام....الان لاشئ ايتها الحبيبة...لا شي...جسدان مستهلكان..هزيلا القدره...اذن ضمني... انا ايضا ارتجف من البرد...انه ياتي من هذه الجهة....هل اصبحت تميزين الجهات...

سحبها اليه..شدها بعنف وجنون..فيما كانت الاتجاهات تنطبق...تخنق المكان...تهشمه ...كانا يصرخان بلا صوت...يلتصقان ويندفعان باتجاه تيار الهواء البارد....القارس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى