رسائل الأدباء رسالتان من مجدي الجابري إلى صفاء عبدالمنعم

عام 1988

إلى / صفاء عبد المنعم

"عشقى الأوحد/ صفاء
أكتب وأنا أحس بشوق يجتاحنى .. شوق البحر لأن ينداح فوق شاطئه الجميل مبعثرا على جسده الملائكى كائناته المفرطة الحساسية والضعف. كى تستمد حياتها الدائمة من السلام الأزرق الصافى الذى تشعه عيناكِ فى عمق بحرى الذى آمن بعد تلاطم أمواجه .. أن للبحر ضفة واحدة."
الحبيب العارى من ذاته
مجدى الجابرى



الأربعاء 10-2-88
صافى
هل نجرح شيئا ما .. حين نقرر أن للبحر ضفة واحدة؟ وعمقه؟ ماذا عنه؟
ملايين من درجات الحرارة الباردة .. صهرتنى لا دخان هناك ..فليس من مكان للاحتراق!
فقط طبول عالية على حواف الدائرة .. تطرق بشدة بأيدٍ وبقلوبٍ غير مرئية .. وكأنها تريد أن لا يسمع صراخى من الانصهار خارج ذاتى ..
كم هم أغبياء!!
ليس هذا صراخا .. فأنا لا يشكلنى بعد الصهر إلا يد واحدة .. أثق ثقة لا مجال للشك فيها أنها تسعى لكى أشكلها بعد صهرها في نفس درجة الحرارة الباردة .
إننا درجة الحرارة الباردة والجسد المصهور واليد المشكلة لنقل إننا الصاهر والمصهور ووسيلة الصهر.والمشكل والمتشكل ووسيلة التشكيل.
إذا لماذا يصرون على قرع الطبول بهذا العنف؟ولماذا هم عرايا حتى الآن؟
أجل أراهم من الداخل .. وهم فقط لا يرون إلا الخارج ..
المهم .. أن لا يصروا على تسميتنا الآن .. ولا غدا وإلا لن يرونا ولاحتى من الخارج.
هذا .. عن العمق ..
أما عن الشط الواحد
فلن يبلغه إلا "الله" أجل لقد بلغه الله ..
ونحن موجدوه من تشكيلنا لذاتينا بعد الصهر فى ذاتينا ..فهو عمق الصهر وهو التشكل
أجل شكبناه بعد أن صهرنا وهو غير موجود ..فأوجدنا وأوجدناه .إنه ليس الممكن والمتاح .. وليس المستحيل الأزلى إنه وإننا .. الممكن المستحيل وقد كنا وكناه .. وكاننا وكان
فلنرعاه؛
ليرعانا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى