ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد سليمان يونس - لبنان - 1933 - 1964

ولد في بلدة حولا (قضاء مرجعيون - جبل عامل)، وفيها توفي.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة بلدته الرسمية، وانتقل بعدها إلى المدرسة المتوسطة في شقرا، ثم إلى النبطية لإكمال دراسة ما بعد المرحلة المتوسطة.
هاجر إلى الخليج العربي واستقر في دولة الكويت (1953).

الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مجلة العرفان (البيروتية)، منها: يوم الاستقلال، وله ديوان مخطوط في حوزة نجله.
شاعر مناسبات، ارتبطت تجربته بمناسبات بلاده الاجتماعية والوطنية، فغلب على قصائده الرثاء والوصف والمديح، نظم وفق الإطارين: العمودي والتفعيلة وجمعت بعض قصائده بينهما، اتسمت قصائده بالطول، ومال أسلوبه إلى المباشرة أحيانًا، رثى والده، ومدح أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح.

مصادر الدراسة:
- مقابلة أجرتها الباحثة زينب عيسى مع بعض أفراد من أسرة المترجم له - بلدة حولا 2005.

أبـي

أبـي مـا لهـذا السكـونِ الرهيبِ = يخيّم فوق ربانا الجميلهْ؟
ومـا للفضـاءِ عَبـوسًا بــدا = تجهّم عـن هـيـنَمـات نحـيلهْ؟
وما حلّ بالوُرْق إذ أمسكتْ = عن الشجْوِ بين حنايا الخميلهْ؟
ومـا للنسـيـمـات ما دغدغتْ = ولاذت برحلة صمتٍ طويلهْ؟
ومـا للفراشـاتِ مـا حوّمتْ = ومـا للغدير يـوالـي عـــويلَهْ؟
ومـا سِرّ هـذا الزفـير المرير = تجـاوبـه الجلجلات الثّقـيلهْ؟
أجلْ إن هـذا نظام الحيـاة = وشرعُ نواميسهـا المستحيله
تطلّ وجوهٌ لتمضي وجوه = فاعظِمْ بتلك النّصـوص الجليلهْ
أبـي يـا رفـيفَ الورود النديِّ = إذا مـا سَرَتْ بيـنها الأنسمُ
سيذكرك الحقـل والمـنحنى = ومـرجُ الأزاهــــير والسُلّم
ويـنشجُ حـزنًا عـلـيك الربيعُ = وتبكي السنـابل والموسم
فأنتَ من المرجِ مغنى الشذا = وأنـت له الكـمّ والـبرعـم
وأنـتَ مـن الشّجـو قـيثارةٌ = وأنـت الـمـلـحّن والـمـلهــم
وأنت من الفقر معنى الحنان = وأنـت الرحـيـمُ بـل الأرحمُ
وأنت نجيّ اليتامى النبيل = عـلى الرغم من أنك المعـدم
وأنـت الرؤوفُ وأنـت الرفيق = وأنـت الـمضمّد والـبـــلسم
وأنت من المجد مـوسوعةٌ = تخطّ عبـارتهـا الأنجــــــــــم
فكم قلتَ فيما مضى هادرًا = إلى الـمستبـدّ ومـن يظلم:
أتعـلـم أم أنـت لا تعـلـــم = بأن جِراح الضحـايـا فــــــــــم
وأن أنـيـن الجـيـــاع لظىً = وصـابٌ يـخـالطه عـلقـــــــــم
وأن النِّخـاسة أسطــــورةٌ = أبى أن يسجلهـا الـمعجـــــم
وأن الشّعـوب سـواســـيةٌ = كعِقـد مـن الـدرّ قـد نظـمـــوا
أبي نم هنيئًا بظلّ الخلود = فـظلّ الخلـودِ هـو الـمقتــــــم
وثقْ أننـا سنؤدي الرسـالـ = ـةَ مهـمـا استبـدَّ بنـا المجــرم
وثقْ أننـا سنـبـيـد الطّغاة = بعزم هـو الـمـوت بـل أعـظــــم
فقـافلة العُرب لن تـنثني = ستـمضي ستـمضي ولا تحجم


يوم الاستقلال

عـيـد الاستقـلال يـا أنشــــــــــــودةً
هَفَت الـدنـيـا لهـا، للـمــــــــــــنشدِ
لفـظةٌ رنـانةٌ كــــــــــــــــــم جلجَلَتْ
فـي ضمـير الـمـرهق الــــــــــــمستعْبَدِ
وسـرى بـيـن الـحنـايـا طـيفُهــــــــــا
يـهـب الريَّ إلى القـلــــــــــــب الصَدِي
أنـا مـن لـبنـان مـن «حــــــــولا» فتى
هـاجه الشّوق لطـيب الـمــــــــــــــورد
فـانـبرى يعكـس مـا فـــــــــــــي نفسه
دررا مـنسـابةً كـالعسْجـــــــــــــــــد
فهـوى شعبِك أقصى غايـتـــــــــــــــــي
وهـوى أرزك أسمــــــــــــــــــى مقصدي
نحن آسـاد الشّرى مـن بـلــــــــــــــدة
وقفت دومًا بـوجه الــــــــــــــــمعتدي
نفتدي أرضَك فـي أرواحنـــــــــــــــــا
مـا أُحـيْلى الـمُفْتَدى والــــــــــمفتدي!
ومَحَضْنـاكِ جـمـيعًا وِدَّنـــــــــــــــــا،
يـا ثرى جـبران قــــــــــــــرّي واشهدي
إيـه يـا لـبنـانُ يـا قـيثـــــــــــارةً
صُنِعتْ أوتـارُهـا مـــــــــــــــــن كبِدي
عُلّقت فـي حـاجـب الشّمس لكــــــــــــــي
يـهدر الـحقّ بـهـا للأبــــــــــــــــد
غنِّنـي يـا ورْقُ مـا أحـلى الغنـــــــــا!
فـالغنـا يـطرد لـيلَ الكــــــــــــــمد
واطردي عـن مقـلـتـيكِ الـوسَنـــــــــــا
واصدحـي طـورًا وطـــــــــــــــورًا غرّدي
فلقـدْ وافتْ سُويعـاتُ الهـنــــــــــــــا
ولكـم حنّ لهـا القـلـــــــــــــب الصّدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى