نصوص بقلم إدريس حافظ الطلبي

غيمة الران ترين الغيمة على قلبي فلا ينداح الحزن إلا شظايا من كلمات فوارة عالقة في حلق السماء ترنو نحو باب الله رويدا رويدا ... مع سبق الحب والترصد نقر أننا بلغنا من العشق عتيا المزق المدلاة من شراع قلبي لا أثر فيها للزنبقة الموسومة منذ أن طويت الهزيمة قلاعي وظل الوشم...
الرجل الذي كانني قبل الآن ذهب مع الريح يتأبط ذاته العليلة ويمسك بين أصابعه المشبكة شيء من حرقة وقليلا من وهم .منذ مدة ليست باليسيرة أصبح يغافلني ويمد يده نحو جيب سترتي ويسرق سيجارة من علبة سجائري . يدخنها أمامي عنوة وكأنه اشتراها من ماله الخاص .. لا يدري أنني أداري ما يحسه من ألم من فرط العطالة...
مع سبق الحب والترصد... ظل الرجل الذي اتخذ هيأة ماموت في وضعية هجوم ، حجب أشعة الشمس المنبعثة من كوة في سقف الغرفة عن الطائر الموجود داخل قفص اهترأت بعض أسلاكه, العصفور نائم أو ربما يتغافى لإيهام الرجل بأنه مريض ، الرجل لم يتزحزح من مكانه أمام الطاولة الخشبية ذات الأرجل الحديدية المتفاوتة...
(اللي تلف يشد الارض) كأنما أفلت من بين فكي كماشة، أو كأنما قذفته آلة ضخمة على عجل، ودون أن يكتمل. هو نفسه لا يفقه ما يحدث ، مجرد تركيب ممزوج متنافر ومنفر، قطعة من هناك وضلفة من هنا ( رأس ما ترك لرأس العجل أي شيء دقيق إلا وكان فيه). عيناه جاحظتان كجرادة إفريقية، تقاوم في غنج فاضح، مبيدا فقد...
ما أن تصله نحنحة قوية وسعال متقطع من الغرفة المجاورة ، حتى يستجمع وقفته ويرمي بالبطانية جانبا دون تثاؤب أو طرطقة عضلات ، يرتدي الجلباب ويضع الطاقية على رأسه يهب نحو المذياع الذي يطلع منه صوت مذيع يتحدث عن الصيد البري ومباهجه . لم يترك للمذيع فرصة لإتمام رحلته عبر غابات الدنيا . أدار المؤشر نحو...
أعلى