بشرى الفاضل

بين الشعر والقصة : يقول بشرى ، في احد الحوارات الصحفية ، انه حتى تخرجه في الجامعة لم يكن يكتب غير الشعر ، كان يظن نفسه شاعرا وليس قاصاً، وحينما تحول إلى كتابة القصة احتفظ اسلوبه بكثافة اللغة الشعرية .لكن الشاعر في بشرى لم يفصح عن نفسه ، بل أفصح عنها في قصة «حكاية البنت التي طارت عصافيرها» . وهذه...
في سوق المدينة المركزي. وفي اجمل شارع فيها.. برزت مكتبة صغيرة لبيع الكتب والمخطوطات النادرة. وعلى الرغم من ضيق المساحة فان المكتبة كانت تلبي كافة الطلبات.. يزورها المهمومون بالفلسفة والتاريخ والفنون والعلوم من سائر انحاء القطر.. وكانوا دائما يجدون ما يبتغون. حتى سرت مزحة في المدينة ان الوراق...
هذا زمن الحق الضائع، لا يعرف فيه مقتول من قاتله، ومتى قتله ورؤوس الناس على جثث الحيوانات، ورؤوس الحيوانات على جثث الناس فتحسس رأسك فتحسس رأسك (صلاح عبدالصبور) حينما خرجت الخيول المسرجة تبحث عن فرسانها، ضحكت البيوت على أبوابها وعلى عروشه الشجر انكفى. قال سعد اليائس – يتساوى الخروج والدخول خرجنا...
أحب الغزالة ريم تسمر إنسان عيني على خفر تشتهيه الملوك وتمنحني ثقة بالتأمل ثانية واحدة في الجمال الحميم رأيت انتماءاتها أبدعت تشتري عجبي وانثناءاتها انطلقت تستقيم ولو أن نهراً سقاها ارتوى ولو أن سراطاً تناءت عن السير فيه التوى ولو أن عشاءً يجود نكهته طمعاً في لماها تأبت عليه يبيت الطوى أحبك يا...
كانت هناك مدينة اسمها مساندة، وكانت بهية، وكانت تستقبل الصيف بعد الشتاء الذي هو كبطون المبردات الطفيلية ذات المجمدات والدهاليز. كان صيفاً من المرح المغموس في الذهب المشرق. خرجت بانبلاجه الشابات الرشيقات في مهرجانات ملونة. خرجن من كل فج لكأن ملابس الشتاء السميكة، كانت حجاباً، تخفي في تلافيفه ذلك...
جرى النهرُ وعداً و نيلاً .. ففارَ حشا الأرض .. يستصلح الأمكنةْ . ولكنَّ عمراً طويلاً مضى .. ما شهدنا الحدائق ترفل في حُللِ البستنةْ . لا .. ولا الشجراتُ تميلْ . فآمالها في الثمارِ انمحتْ بددا . مضى نصف قرنٍ فأضحتْ حقول الخلاء البعيد .. ملاعب مُقفرةً ...
قف! هذه نوافير من السائل الأحمر ترْشح من المداخل والمخارج، وأخرى تنز من البطن المبقورة، هل هصرت الطعام يوماً في عيني جارك في مطعم عام حتى سال أكسير حياتها؟ ذلك حال جسد عبد ال قيوم (ساعة شؤم) رمت به راجلاً في طريق عام وهو الراكب شبابه كله، يصرخ المرء – يقولون – ثلاثاً ولكن عبد القيوم يصرخ بلا...
وين يا ؟ كان الشارع خالياً ّ إلا من الغبار وعلب الصلصة الفارغة والحجارة المتناثرة وأكياس البلاستيك الممزقة. وما بين الخطوة والثانية حفرة صغيرة غارت بفعل تعرية المياه التي يدلقونها من حمامات البيوت المتراصة على الجانبين. شارع قذر ولكنه مسفلت على كل حال، يتوسط ذلك الحي الفقير . كانت الشمس آيلة...
عاد الشاب "المختلج" الأطراف لأهله بعد طول مكث، محملا بالثياب والعباب. سعى بين أهله مفصحا عن رغبته فى الإقتران، خطبت له أمه نادية، فتاة تشتهى، أهلها قالوا عنه مناسب، جيرانهم قالوا كنز، ثيابه لا غبار عليها، ماله لا يشتكى نقص فيه هرج، مرج، المارة عرفوا أن ثمة عرس ما يقام بالناحية تصاعد الغناء ودخلت...
قرب مدينة "نمولى" عاشت قبيلة من النمل ملكات وحمالات وحمالون أمينات وأمناء مخازن عشقت صبية النمل نايلة نمول الفتى، هو روميو وهى تاجوج ربط قيس يده الحبلية فى دلو عبلة وخرجا نحو قصر الملكة قال الفتى جميل أحبك يا جولييت فأجابت الصبية ليلى أموت فيك يا المهلب فى الطريق صادفها الوزير المتنمل الأطراف...
مختار لا لون له علماً بأنه أسمر، لكنه لم يكن يسارياً ولا يمينياً ولا مستقلاً ولا محايداً. وهو يقول إنه لم يضع جسمه ولا عقله في ميزان السياسة حتى يتحدد ثقله النوعي الذي يقذف به في أحد الأكوام سالفة الذكر. وهو يتأفف من كافة السّاسة ويكره الحديث في السياسة، من شعاره لعبة قذرة. هكذا عرف في زمن...
باتت جريرة شتوياً فنحن لا ننام لكننا نبيت وشتاؤنا ثمانون جاغة أي إثنتان وخمسون ساعة بحساب البشر. كانت جريرة في خلوتها مع غصة هاء السكت حين دهمتها أحلام الجراد . وأحلامنا بخلاف أضغاث البشر تتحقق بعد جردات أحلامنا كالسيمفونيات تبدأ بجرادة فريدة تغني صولو ثم جرادتان في دويتو ثم ينطلق شجو الكورال...
كنت مدية وسط حشد غريب من البشر ، لا تجمعهم سلطة خضروات شحاذين وجزارين وحرامية ، قافزين ومادحين وجنود غلاظ رائحين وغادين ، مترهلين وعجاف ، باعة متجولين ومتشردين وسبابه ، منتظرى مواصلات وجلابه ، متانقين ومتاففين . ومن بين كل هؤلاء ممثلون منتخبون يطاردون النساء بالعيون والايدى والاجساد، ومن لم...
خرجت الكلبة هاهينا تبحث عن صديقها الكلب هواهي. فمنذ أكثر من سنة وهما في حالة حب ولكنهما حزينان تماماً، حيث أن الأمور لا تسير كما ينبغي، إيجار الأزقة الضيقة أصبح عشر قضمات من قبل عصابات الكلاب المقيمة فيها، بعد أن كان من قبل قضمة واحدة، وليس هنالك مفر من الأزقة الضيقة، لأن الشوارع الرئيسية تعج...
ذات صباح استيقظت مدينة (بندر) التي اشتهر أهلها بالشغف، لتشهد هبوط جسمين ضخمين غريبين مصمتين؛ لونهما فضي كأنهما قطعتان حجريتان من القمر ينطلي عليهما انطلاء خدعة نوره علينا. شكلهما بيضاوي باستطالة، كما بالونة، إلى شكل واحدة الخيار أقرب، مع انتفاخ في منتصف كل حجر، إن كان هناك خيار كوني فضيّ بمثل...

هذا الملف

نصوص
15
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى