خالد بابكر ابوعاقلة

ذهب الى قبره في ذلك المساء .. كان القمر يصعد شيئا فشيئا في الافق .. كان بعض الناس مازالوا جالسين بعد أن صلوا المغرب في طرف زاوية المقبرة .. هذا القبر الملطخ بالخيانة والخداع .. حوله نمت بعض الشجيرات كما نمت في بعض ممرات القبور .. والده أصر على صنع قفص الدرابزين هذا قبل ان يختل عقله ويغرق في بحر...
ذهب عمي بساقيه المثقلتين لبيقطف وردة المساء , فوجدها مازالت تتفتح فتركها , كانت الشمس تشرق من جهة والمساء يحل من الجهة الاخرى وكانت النجوم تغمز بعيونها المكسحة بينما تظهر اسنان الشمس وشفتاها المتضخمة من افق ورقي ابيض . قال لوالدتي اياكم ودفني , انا اخاف الدفن , واخاف من الذين سيجيئون ليسألوا عن...
قبل ثوان من إطلاق النار عليه .. قفز الجنرال من مقعده المبتل بالماء .. وصاح بصوت متقطع كأنه في كابوس .. " لا .. لا .. ما عاوز أموت " حاول أن يصل الى المسدس الموجه إلى رأسه .. واندفع بكل ثقل الاجساد التي أيقنت أنها لا محالة في القبر .. وأن الفرصة الأخيرة لها لن تحقق شيئا سوى مزيد من الدما ء ...
* ( مهداة لاحمد الملك ) عندما هبطت الفتاة التي اغتصبت قبل قليل في الانتنوف كانت تسير بهدوء في ردهات المطار ولا تشعر بأي ألم في جسدها الذي كاد الرجال الثلاثة أن يطحنوه كالدقيق في محاولاتهم العبثية أن يصنعوا لأنفسهم حياة جديدة ومشاعر أقل صلابة من التي كانوا يشعرون بها في بيوتهم مع زوجاتهم.. هبطت...
في اثناء نومه سمع هتافات لم يسمع مثلها من قبل واحس ان هديرا يحاول اقتلاع ابواب القصر وسمع النداء الذي كان يطارده في حله وترحاله وفي نومه ويقظته وفي سعادته وكآبته منذ ان عين مستشارا للرئيس ودخل القصر على وجل وعلى استحياء " يا عبد الرحمن .. يا عبد الرحمن .. " وفي مرة صاح وهو يرتجف " من انت ؟ قل لي...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى