سايمون أبرام

كانت المعلمة نيبوث توأمة، رقيقة القلب ،فائقة الجمال، بشامة صغيرة حلوة تنتصب بزهوٍ، في الجزء الأسفل من خدها الأيسر، تزيد محياها فتنة، أما صوتها ففيه شيء خبيء من السحر، ما إن نسمعه حتى يدغدغنا إحساس مجنون يبعث على الخدر، لكأنما هب علينا في الفصل موجة من نسيم عليل.. لم أنس مرة، كان القدر قد مَنَّ...
(1) تَبْتَسِمِينَ فَتَنْتَفِضُ أجْنِحَةُ كِيُوبِيد يشِد قَوْسهُ يَغْمِزُ بِعَيْنه وَسَهْمهُ يُحَدِّقُ فِي أَبِبَسَمَةٍ تَصْرَعِينَ الْجَبَابِرَةَ؟! أَنَا الْآنَ زَنْبَقٌ جَرِيح تَسِيلُ مَنْ جَنْبَِي قَطْرَاتٌ بَنَفْسَجِيَّةٌ وَمَاءٌ دُوِّنَتْ وَاقِعَةُ اِبْتِسَامَتِكِ كَجَرِيمَةٍ فَاتِنَةٍ قَالَ...
عندما استيقظت الجدة ذات صباح جميل ، اشتهت أن تملأ أحشاءها بلحم بري مشوي ، رفعت منخريها الواسعتين إلى الأعلى قليلاً ثم سحبت إلى رئتيها جرعات متتالية متعجلة من الهواء الطازج ، أن ثمة رائحة ذكية لشواء تعبث بمكامن رغبتها اشارة من الطبيعة للإجهاز على لحم بري، ولكن لم يكُ الأمر بهذا اليسر إذ لا توجد...
- تَفَاؤُل أَعِدُّوا القَرَابِيْن.. الزَّاجِلَةُ البَيْضَاءُ،أَجْهَزَتْ عَلَى غُصْنِ الزَّيْتُون قُوْلُوا لِشَعْبِي،هُبُّوا.. لِتَنْفَجِرْ مِزَارِيْب الإِبْتِهَاج.. وَالأَفْئِدَةُ السَّبْخَةُ إِرْتَوَتْ بِوَابِلِ السَّلام هَاتُوا القِيْثَار.. دَاعِبُوا الأَوْتَار.. فَالْوَقْتُ يَا خَلِيْلِي...
"سأذهب للإحتطاب أمي.." عبارة مقتضبة إنزلقت بنعومة من بين شفتيها،لتصطك بأذني أمها،ذات صباح مشرق،في تلك القرية التي تخاصرها دغلة كثيفة، تتمنطق الجمال،وتئتزر الروعة..تأبطت فأساً وحبلاً،لم ترد صحبة أحد،فلم تدع واحدة من صديقاتها لرفقتها،خلا جرة ماء صغيرة للإستذادة..يممت وجهها شطر الغابة..هي لاتتسرع...
مضى من الليل نصفه، والكائنات الآدمية لهذا الحي النائي نصفُ نيامٍ.. تتوجسُ خيفةً في مساكنها، وآذانها تستمعُ لكل حركةٍ قد تصدر بالخارج، تتوقع برهبةٍ زيارةً غير مرغوبٍ فيها، قد يقوم بها سُراة الليل، أبناء الظلام.. فالدواخل موصدة.. القناديل مطفأة.. الظلمة حالكة السواد.. والبروقُ تومضُ، يتسللُ ضوءُها...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى