عثمان حامد ميسرة محمد صالح

استراحة "أنتم يا من ستظهرون بعد الطوفان الذي غرقنا فيه، تذكروا جيداً، وأنتم تتحدثون عن ضعفنا، الزمن الأسود الذي عشنا فيه. لقد مضينا نغير بلدا ببلد، أكثر مما نغير حذاءً بحذاء. نخوض حرب الطبقات، ويقتلنا اليأس، حين نجد الظلم، ولا نجد من يثورون عليه". بريشت نهار الجمعة 4/4 قذف بجسده المتهالك،...
خلسة رأيتها. متأكداً كنت، وباستشفافٍ بديهي، إنها مفقودتي السمراء. ملتفتة كانتْ. نصف التفاتة. بل أنها هي، بلونها الاستوائي. هي التي أبحث عنها صباحاً، مساءً. تلك التي تتغلغلني ملامحها، قبل الآن، بزمان، وقصيدة. مشغول فمها، بتحريك شيء ما، وباعتصاري بطريقة محببة. مشغول فمها بمنوال يصعبُ معه...
"إليها. وقد إنتبذتْ لنفسها مكاناً قصيّـاً في القلب." الرابعة إلا الربع، مساءً. ليست تلك هي المرة السابعة، منذ بعد ظهر اليوم، التي يُحدِّق فيها صوب الساعة، تلك الجاثمة على حائط ضلوعه الفائرة. فقبل تسع دقائق فقط، كان قد نظر إليها بتوهن وتوسلٍ جم إنه الإنتظار. حُمىّ المواعيد. وخروج الروح لمعانقة...
-قفزتْ بنشاط إلى داخل الحافلة مع صديقاتها. كان منغمساً لحظتها في حوار باهت وعادي مع أحد الركاب العاديين، حول سعر التذكرة والزيادات الأخيرة، التي حددها أصحاب الحافلات الصغيرة على نحو مباغت. على كلٍ هو لا يملك إجابة محددة لهذه الأسئلة وتلك الاحتجاجات التقليدية المحفوظة لديه، علاوة على عدم مبالاته...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى