عثمان محمد صالح

في تلك الصبيحة الصائفة استغفل شقيقته بعذب الكلام. سوت له فراشه العليل في برودة الظل المنعكس من ظهر الديوان على القسم الخلفي من الحوش. تخيرت ذلك الظل دون سواه كيما يكون في مسار دمرها ونشوقها - داخل شبرية من نسيج المحبة في صدر الشقيق - على راحلة من المطاط بين مـطبخين: الصيفي والخريفي: مطبخ الخبيز...
اختفت السقيفة التي ما أظلت أحدا سواه. بهيكلها الخشبي المهيب. مسيراتها الضفيرة من سعف النخيل. ذات العماد مغروزة الأوتاد في تربة انكسار الجفون. يُرى رأي العين في غيابه عن حاضرة المملكة ملثما كالطوارق في طوافه القريب على الزرع والضرع فيما وراء صهريج المياه العاطل أو البعيد على الأمصار الشرقية...
حين أتيت على ذكر الغائبين جميعا بلغت مجهد الأنفاس مقام (الحجر المقدس) المنصوب في شارع طفولتي، تبسم المجيبون متبادلين النظرات ثم قيل لي عن زواله ما قيل. انقضت 3 أيام وأنا تائه تماما في أثواب البهجة الفضفاضة والصخب الذي عم البيت: والدتي مستدفئة الكفين على جمر التبريكات بعودتي المتزامنة مع عرس...
تبارك رسمها المنشور على جبون الصقيعة المشجر بالتوق إلى شــُم المعاني. مهدي وجدي ولحدي ساعة اقتلاع الفولاذ و ألواح الفلنكات - مسلات قفصي الصدري - المشبعة بروائح المسافرين والمودعين في حبر اليسار على سكك حديد السودان. تنفستُ الصعداء حال انعتاقي من الخرطوم واستقبالي لهواء الريف بعيد الخزان*. ثم...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى