مصطفى مدثر

قرأ المذيع خبراً وأنا منهمك في عملي، لم أسمع منه سوى عبارة (شاحنة ليلية)! دي جافو! أحسستُ، من وقع العبارة، كأنني بددتُ نشوة، أو خُلسة كهروكيمائية تكاد لا يكون لها زُهاء. توقفت عن عملي لأعرف أي الكلمتين كانت مصدر هذه اللمحة السرية العامودية المفاجئة، مستبعداً تماماً إسهام صوت المذيع في هذه...
لا أعلم قطعياً كيف تكون الأفكار وما شكلها؟ وكيف تدور كأنها تركب صحناً أو تتقافز كالقردة الماجنة. لكنني أكاد أقطع أنها تجهيزات مادية قلقة ممكن تفكيكها تماماً كلعب الأطفال. وهي على تناهيها تنغز وتشك وتنفلت. تصطدم ببعضها محوّلة ضجيجها إلى ألم وتمتد وتشف ثم . . . ها هي ذي أفكار صغيرة سوداء كالبقع...
لا بأس عليك البتة أمام المرآة، والوالدة تغدو وتروح وهي تردد برتابة الصباح: يا ولدي الماسورة! يا ولدي الماسورة! الماسورة في هذه اللحظة كأنها شعيرة دموية في نسيج مجهول. لا أثر لها عليك إذ أنت، لا بأس عليك، شابٌ يتهندم ويدور حول نفسه دون أن يعرف بالضبط النقطة التي دار من أجلها ثم يرش من قارورة...
كيف تنعمل اجازة كومباكت؟ لدي أيام لابد أن (استعملها). بمجرد أن أخذت الاجازة صارت الأشياء سائلة وصنعت لها جداول ودروب. ما من موضوع واحد كنت أنتظر له الاجازة، مد رأسه! الغناء الذي قلت (أضايرو) بهنا وهناك ثم أسمعه حتى ينهري، بالله زاغ مني في اليوتيوب مثل زوغان سمك الصير من شباك قديمة. اجازة يصعب...
() عندما عرفت كيف أخطو على الجليد وفي جيبي ضمانات ضرورية أوصاني بها رجال الهجرة، حجلت مثل غراب أحوّل على طرقات مزججة حتى تعثرت على أعتاب مكتبة المدينة العامة. وبعد أن علمني باب الدخول بشئ من اللف و الدوران كيف أترك الزمهرير ورائي وأنا أشيد برشاقته الكاملة في استخدام تقنية شبيهة بتقنية الساقية،...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى