تسنيم محمد حسن دهب

هي.. التي وضعَت التاج على كَتِفها، صَلّت داخل محراب النيل قداسها حتى عكّرت رتابة البحر، هنا نَفَضَ الشجر أغصانه لتنتشر تراتيلها هناك، سكَتت فذابت كل أصوات الطبيعة داخل صمتها. هي.. التي كان لا ينام بجِفنها إلا السهر، تغرس أعمدة الظلام داخل مسامها، ثم تتمدد تحت أقدام الوجع.. تحاذيه بحوافها...
ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷ‌ﻇﻦ ﺑﺄﻥ ﻭﺭﻗﺘﻴﻦ ﻋﻤﺮﻫﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ﺃﻥ تعيدا ﺇﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺨﺎﻧﻖ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻣﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﺍﻵ‌ﻥ، ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﺟﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻠﻖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻛﺎﻟﺠﻤﺮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺮﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ، ﺍﻟﺤﺮﻗﺔ ﺃﻛﻠﺖ ﺃﺣﺸﺎﺋﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﺠﻮﺯﺍً ﺃﺷﻴﺒﺎً أنازع بعنادي اللاشيء، تذكرت. ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺃﻡ...
قبل أن أكشف عينَايَ للإستيقاظ أزعجني صوت المكيف وهو يرتجف من البرد كعادته.. وله الحق في ذلك.. فالشتاء أصبح يهطل عندما تتصاعد أصوات مآذن الفجر صباح كل يوم.. ثم تسحبهُ الشمس بحرارة نحوها.. وأنا لا أعي بالاً لجودته المحلية التي لا تحتفي إلا بالحر.. أصوات بقايا ثرثرة الأصدقاء المجمدة متكدسة في...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى