محبوبة عطية خليفة

(الحبُ لا يَفْنَى ولا يَسّقُط بالتقادم) وسامةُ المطربِ الشاب وخليطُ قسماتِهِ الأوروبية بمسحةٍ يعْرُبية! تركها فيه ميراثٌ طويل من الأجيال المتعاقبة، جيل يسلِّم لجيل وجينات مُتَوارَثةٌ لا تنقطع ، وصوته وهو يؤدي أغنيةخوليو إغليسياس ، سرى كل هذا بين المدعواتِ والمدعوٌّين كنسمات عطر ٍ توقظ الروح بعد...
تنطلق السيارة الصغيرة مخترقة حي الجامعةالأنيق متجهة يميناً إلى شارع الربيع، الشارع الطويل الذي لا تُعرف له بداية ولا نهاية، المكتظ بالسيارت وبالعابرين على الأرصفة والمنطلقين عند الإشارات نحو اتجاهي الطريق، فالمصالح كثيرة والمحلات متنوعة والمطاعم والمقاهي، وكأن الحرب لا تعرف هذه المنطقة ولم تمر...
تأتيها هبة ساخنة من الشعر الأصهب فتلفح وجهها الضاغط على الرأس الحبيب خوفاً وهلعاً فيزيد رعبها وتطلب من ابنها أن يسرع.. فالصغيرة في حاجة ماسة وسريعة إلى طبيب… ويصلان إلى وجهتهما فيتلقاهما الطبيب ببرود وملل، فالنوم مَلَكَ جسده، ولم يترك لإنسانيته أو واجبه شيئاً، فلم يلاحظ لهفتهما ولا انزعاجهما...
عويشة (4 والأخيرة).. أبناء عويشة وحَمَدّ صباحات هذه المدينة تختلف عن صباحات غيرها من المدن، حتى أقرب المدن إليها لا تشبهها في طلعة النهار الأولى حين تتسلل شمس الله من خلف (عقبة الفتايح)* وتخترق السحب مندفعةً ومشتاقة لوجوه أحبة ينتظرون بزوغها… هذه المدينة لا تعرف الخمول. تقول عجائزها: من ينام...
أيام طبرق1941 وضعت (عويشة) آلامها جانباً وأقفلت أبواب قلبها مؤقتاً، وتناست أو ادّعت تناسي (حَمَدّ) وجمعت صبايا العائلات المعروفة -أصحاب الحقاف*- لتجهيز بعضها لاستقبال العائلات القادمة من طبرق تقول عويشة: نحن في الخوف وفي المشقة واحد نقتسم ما نملك معهم حتى تنجلي هذه الغمة. هذا صباح مختلف على...
جاء دوري في محل بيع اللحوم فأعطيتُ الشاب صاحب المكان ورقة طلباتي التي بدأ في تحضيرها ثم وللحظة لمحتُ ابتسامة ترحيب منه عندما فُتح باب المحل ودخل زبون آخر لاحظت سعادة الرجل بِمَنْ قَدِمَ، وطلب مني بلطف أن يخدم الجنرال قبلي فوافقتُ على الفور وابتسمت وقلت إلّا الجنرال!! هم دائماً على (الراس...
ينطلقُ رنين الجرس، الصوت المحَّبْبُ إلى قلوب الورود اليانعة التي يحضنها المكان فيسارعون بجمعِ حاجياتهم ويلقونها -كما اتفق- في حقائبهم ويحملونها على أكتافهم الطرية وينطلقون لا يمنعهم شيء ولا أحد. حتى صياح (الست ساجدة) تحذِّرَهُم من الطريق المحاذية لمدخل المدرسة تناديهم: ( بالراحة عيني).. ولا من...
"حَمَدّ عويشة" تمادى الليلُ في ظلامه وقسوته على الأبرياء، فهو قد ارتبط عندهم بالنزوح المؤقت (للحقاف)* الموجودة بالجبال التي تحضن المدينة التعيسةالحائرة . ازداد سواده قتامةً وادْلَهَم ، فما بقي في خزَّان الفنارين* الوحيدين في الحقفة لا يكفي لبثِّ بعض ضوءٍ ينير العتمة ويُجلي هَمَّ وقلق هذه الأجساد...
-1- توسدتْ حَجَرةً ملساء نظيفة ،إختارتها في ضوء النهار المودِّع الذي سيُسلِّمُ المدينةَ الخائفةَ إلى ليلها الطويل. غَطَّتْ الحَجَرة برداء والدتها، وكانت قد دخلت الحقفة* المعروفة بإسم عائلتها مبكرةً عن شابات الأسرة لتتفرد بالمكان الذي تختاره دائما.. هي لا تتوغل فيه كثيرا فطبيعتها الموسّوِسَة...
(وضحِكْنا ضِحكَ طفلين معاً) لم تتمالكا نفسيهما من الضحك. حتى الوقور أطلقت العنان لضحكة هي بين تخيّل منظر المسكين يعدو فَزِعاً يحاول النجاة ممن يتوعدونه غاضبين، وكأن الحياة والموت تجاورتا في لحظة بؤسٍ وقلة حيلة… وبين الصورة التي تُظْهِرهُ وحيداً في أزقة المدينة التي (يقيّل)* أهلها تلك الظهيرة...
صباحاتها الرومانية لها طعم الكورنيتو* ورائحة الاكسبريسّو ومذاق الحياة المتجدُّد والمختلف والمبهر في معظم أحواله... تخرج مشرقةً، تشبه شمس روما وهي ترسل خيوطها الأولى على تلالها السبع الحاضنة لسيدة المدن، الرفيعة الشأن، الموغلة في التاريخ، القديمة أحيانا، وإبنة يومها في كل حين… تدفع أمامها عربة...
تسللن بعد أن ودّعنَ الرجل وحفيدته شاكرات الصحبة والصدفة، وغادرن بهدوء. قالت لرفيقتها وهي تمسح دمعاً قد جرى من مقلتيها حباً وقلقاً وشوق: سبحان الله نهرب من طاريها* فنجده عند (شايب)* يجلس بجوارنا في كنيسة في لا (بلاكا) في أثينا في اليونان… ما إن أكملت كلمة شايب حتى انتبهت لخطوات لاهثة ومناداة صوت...
كانت الضحكات المدوية في الزقاق المتعرج، الذي يتسع مرة ويضيق مرات، هي من جذبت راعي كنيسة قريبة من وقفتهن المتأملة في المكان… إحداهما خفيفة الظل لاتعرف كيف تكتم ضحكتها إن هاجمتها ولا تستطع تخفيض درجتها فتخرج عالية بلا قيد زاهية محبة للحياة وللإنبساط.. رفيقتها الهادئة سيدة وقور لم تحاول إسكاتها...
#حكايات_من_سِفْرِ_الإغتراب (2) (د. عطور، أم عفراء) إسمها ملفت جداً كما أسماء كثيرة ألِفَتَها الأذن وأطربتها رغم جِدَتها واستثنائيتها وبعض غرابتها، وقد اشتهرت هذه البلاد الجميلة بها وبأسماء تخصها وحدها… بعد أن اصبحت د. عطور طبيبة أولادي صارت صديقة وقريبة من القلب، كنت كلما داعبتْ عيني دمعة...
كنت أجلس بمواجهة جمال لا يقارن بشيء ولا بأي جمال تعرفونه، كانت ممددةً بغنج وبها بعض انتفاخ، وجهها كسته حمرة وكأنه تعرض للفحة لهب فبدت كخد جميلة وقد تلون بحياءٍ فشعَّ حُسنها… الخطوط المُحَدِدَة لملمسها واضحة ولا تفسير لها سوى مزيد الإغراء. وسيرتها في هذا المجال لا تخفى على أحد فلا صنعة لها إلا...

هذا الملف

نصوص
25
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى