إدريس الخوري

... إدريس الخوري، قاص يأبى في قصصه إلا أن يرهق نفسه في سبيل فك حبل من العقد، فهو يأبى إلا أن ينبش في إشكاليات اجتماعية متعددة هي، في الواقع، نتاج وضع معقد للغاية.. الكتابة عنده إعادة لصياغة الواقع المعيش وحديث عن نماذج بشرية لا تعرف سوى التيه.. ومن هنا يحلو له وصف كتاباته ب: "النميمة المقروءة"،...
مقدمة شخصية جدا في رمضان من كل سنة، يتمطط الوقت وراء الوقت حتى ليصير عبئا ثقيلا على هذا الكائن الصائم بالرغم عنه، المتشنج، السريع الغضب، القابل للانفجار في أي وقت، بل إن هذا الوقت الفائض عن الحاجة، غير المرغوب فيه إلا عند الضرورة (وعند شي وحدين) سيصير أوقاتا كثيرة و مختلفة، مشتتة في الزمان...
1 كانت أختي تكحل عينيّ خوفا من الحاسدين عشية تحرك آلة جيوش الحلفاء الحربية باتجاه معاقل النازية والفاشية ومن كان يدور في فلكهما السياسي، جاء إدريس الخوري إلى الحياة، وبالضبط، حسب الذين نقلوا إليه بعض تفاصيل تلك الولادة البعيدة، في شهر اب (اغسطس) من سنة 1939، وكان ذلك بحي درب غلف بمدينة الدار...
رحل ليلة أمس الاثنين 14 فبراير 2022، الكاتب المغربي الكبير إدريس الخوري، تاركا خلفه حزنا وأسى عميقين لدى كل من عرفه أو قرأ له، وكل من عاش زمن "بّادريس"، لقبه عند أصدقائه الحميميين. رحل "بّادريس" عن سن تناهز 83 سنة عاشها بالطول والعرضن، كما كان يحلو له أن يقول. حياة " رغم "امتلائها بالثقوب"، عرف...
استهلالٌ: افتقدت الثقافة المغربية ليلة الثلاثاء 14 فبراير 2022، الكاتب والقاص والإعلامي إدريس الخوري (1939- 2022) مما يعتبر خسارة كبرى لكافة المثقفين والمبدعين المغاربة والعرب، نظرا لمكانته الإبداعية في مجال القصة وما أضفاه عليها من جماليات فنية، بل يعدّ إلى جانب محمد زفزاف ومحمد شكري من أبرز...
يُغادرنا ادريس الخوري إلى دار البقاء ، بعد أن ملأ مشهدنا الأدبي وشغله بكتاباته وإبداعاته وتحرّشاته الأدبية والصحفية النقدية المعروفة التي أضحت سمة مميزة لقلمه السيال اللاذع الساخر الذي لا يُهادن أويجامل . وهي صراحة أدبية بصوت عال مركوزة في جِبلّته وسلوكه، وكثيرا ما أوْغرت عليه صدورا وأثارت...
للأستاذ إدريس الخوري دَيْن كبير في أعناق كتّاب المغرب وقرائه. فقد بدأ الكتابة في وقت مبكر بعد الاستقلال. وكان أغلب المثقفين المغاربة أيامئذ منصرفين إلى السياسة أو التربية.. .. فانصرف هو وقلة قليلة معه إلى مجالين هامين من مجالات الحداثة المغربية هما: الكتابة والإعلام. وانخرط، مع أفراد معدودين من...
يظل الموت غريبا دوما، في كل شيء يتعلق بـ»إدريس الخوري«.، ولهذا لا ينطلق التأبين، كما في الحزن العادي. فيبحث المُؤبِّن عن لقطة ليبدأ، ويسعفه إدريس الخوري من وراء غيب . يحدث أن كاتب النعي، لا بد له من قطعة من الحياة التي تركها » ابَّا ادريس« لكي يشرع في الحداد..،و هكذا… لو تنبأنا معه، فكاهةً...
في البدء ينتخب الكاتب عزلته، ومع تقدمه في العمر تصبح العزلة شرنقته المرعبة كما عبر عن ذلك ألبير كامو على لسان المجنون كالغولا: ما أفظع أن يكون المرء على صواب وأن يذهب مع ذلك للقاء الخاتمة. إدريس الخوري فارس» نهاية الكلام «، لم يأت إلى الحاضرة على صهوة جواد مطهم بالمعرفة، ولم يجد أمامه مطبلين ولا...
اسمه الحقيقي إدريس الكص، وإدريس المشتقة من الدراسة والدرس تنطبق على هذا الكائن الخارق، ليس في ماهيته، ولكن في أفعاله وعلاماته وتعدد مواهبه، لدرجة يزعم فيها الأمين الخمليشي أن إدريس الخوري شبيه بجوبيتر، كبير آلهة الإغريق، دون أن يعني ذلك أن أحدهما له اعتقادات وثنية صريحة. كان درب غلف، وليست...
نعم، كورونا في الصباح، كورونا في الزوال كورونا بعده، كورونا في المساء، كورونا في بداية الليل نفسه كورونا في نهايته، كورونا في إطلالة الفجر.. كورونا في البدايات الأولى للصباح، كورونا في الصباح نفسه، كورونا كورونا كورونا، ألا يمكن أن تتركنا أيها الفيروس القاتل؟ ماذا فعلنا لك حتى تتركنا أشلاء...
كَعَادَتِها كُلَّ صباح، تستيْقظ الشّيْخوخة المَريضة بالوقت، وتدْخل في دهاليزه. هُنا يصبح قابَ قَوْسيْن أو أدنى من المَوْت. فليكنْ. سيختفي هذا الجسدُ المنهار عن الأنظار وترْتاح المدينة. ربّما في منتصف الليل، ربما في الصباح الباكر، في الزّوال أو في المساء، في المقهى أو في نادي الكرة الحديدية...
1 نعيش في المدن الكبرى ونحن مجرد أقزام بشرية تجري مثل نمل زاحف لاندري إلى أين نتجه؟ هل إلى الدار أم إلى الغار؟ فكأنما خلقت معنا هذه المدن لتأسرنا وتمتص مسامنا الجلدية حتى العظام، فكل الطرق المؤدية إليها في النهاية، إنما تؤدي إلى متاهات لا نهائية. هي ذي الدار البيضاء التي تحيط بنا من كل جانب: فهي...
ها قد بلغت من الكبر عتيا، فماذا تبقى لك من الوقت لكي تختفي عن الأنظار نهائيا؟ (هذا ما يتمناه بعضهم) تلتفت يمينا وشمالا فلا ترى أحدا بجانبك، الكل منشغل بذاته وبأسرته الصغيرة وأنت قابع في محنتك النفسية والجسدية تجتر آلامك في صمت . من يزرع للفرح في قلبك الآن؟ لا أحد إلا حفنة قليلة من الأصدقاء...
تقطن خديجة في الطرف القصيّ من الدار البيضاء، وتشتغل في الطريق القصي من الدار البيضاء، تستقلّ كلَّ يوم حافلتين للذهاب والإياب معا، وفي المساء تدخل غرفتَها وقدماها منتفختان من كثرة الوقوف في المحطّات والمعمل. لا تعرف خديجة شيئا اسمه الفطور أو الغذاء. في الصباح تغسل وجهها بالماء البارد وتخرج وتمرّ...

هذا الملف

نصوص
17
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى