إبراهيم صموئيل

حين غادروا منزلها، وخلت لنفسها، انفرد بها السؤال المر الذي حار الشباب في معالجته مثلما حارت هي أيضا: وماذا لو لقطوني؟! قبل قليل كانوا هنا، معها، يفيضون بالشرح، وتفيض بالإصغاء. حكوا لها عن ضرورات توصيل الرسالة، عن الأوضاع القلقة، وعن حيرتهم في اعتماد طريقة، ثم عجزهم عن إيجاد بديل عنها: "ليس لنا...
رغم وابل الشتائم واللعنات التي كان يدفعني الألم للتفنّن في تركيبها، وإطلاقها على نفسي، آملاً أن تتيقّظ من غفلتها في المرات التالية، فإنها لم ترتدع أبداً! كرّة أخرى كنت أسهو، أو يستغرقني شاغل، فلا أتنبّه إلاّ بعد أن يرتطم رأسي بالعارضة الحجرية الواطئة التي تعلو مدخل الدار القاطن فيها، ويكتوي بألم...
في اليوم التالي للرحلة، وفيما كنت أقلب نسخ صورهم، شعرت بلسعة لوم حين رحت أتذكر طلباتي الملحاحة ونداءاتي المحفزة لهم بأن يقفزوا فوق ضفاف الأنهار.. ويعتلوا الهضاب المحيطة بالمكان.. ويتسلقوا الأشجار.. غافلا ـ لا أدري كيف ـ عن عكازاتهم، وناسيا إعاقات أبدانهم!! لكن ما خفف من وطأة لومي لنفسي وشعوري...
حين غادروا منزلها، وخلت لنفسها، انفرد بها السؤال المرّ الذي حار الشباب في معالجته مثلما حارت هي أيضاً: “وماذا لو لقطوني؟!”. قبل قليل كانوا هنا، معها، يفيضون بالشرح، وتفيض بالإصغاء. حكوا لها عن ضرورات إيصال الرسالة. عن الأوضاع القلقة، وعن حيرتهم في اعتماد طريقة، ثمّ عجزهم عن إيجاد بديل عنها...
أول من يعرف قيمة عمله الأدبي هو الكاتب نفسه، وأكثر من يعرف سويّته الإبداعية هو الكاتب نفسه أيضا. وما قول المتنبي الشهير: "ابن جنّي أدرى بشعري مني" سوى دلالة على أن ابن جنّي أقدر على صوغ الحديث النقدي مما يقدر عليه المتنبي. أما أن يكون ابن جنّي -أو أي ناقد دارس- أسبق بالمعرفة، وأقدر على تحديد...
لم يشغلنا محتوى الأمر الذي أطلقه السجّان كم خلف شبّاك المهجع بنبرة جافة، حاسمة: (ضبّوا غراضكم)، لأننا كثيراً ما ضببناها وحملناها منتقلين من مهجع إلى مهجع، بل شاغلتنا حركة أخرى، مباغتة تماماً: حين جمعونا أمام غرفة التفتيش وشرعوا يسلّموننا الأمانات التي كنّا أودعناها يوم دخولنا قبل سنوات. وسط...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى