عبد المجيد بن جلون

في الغرفة رقم (5) من فندق سيبيريا الوضيع، جلس الطالب يكتب رسالته الأخيرة إلى أحد أصدقائه، قبل أن يفرغ رصاص مسدسه في رأسه، وقبل أن يسمع نزلاء الفندق الطلقة التي ألقته على الأرض صريعا، وعندما فتحت رسالته قرئت على النحو التالي...
هذا خيالك قد بَرَح ... نسي المحبة وانتزح وهجرت أحلامي فلا ... طيف يزور ولا شبح فكأن قلبي من كؤو ... س هواك يوماً ما اصطبح وكأن روحي في سما ... ئك يا فتاتي ما سبح وكأس روض غرامنا ... بشذى الأزاهر ما نفح وكأن بلبل حبنا ... بين الجوانح ما صدح لم يبق بعدك يا فتا ... تي اليوم حزن أو ترح ألفيت فيك...
وحينما تختفي قوة الإنسان الجثمانية، لا يجد بدا من أن يستعيض عنها بقوة أخرى، وخصوصا إذا كانت تلك القوة الجثمانية قد صرفت طاقتها في أسباب العراك والخصام التي كانت تذهب في كثير من الأحيان إلى حد العناد والتحدي والاعتداء أيضا، أما القوة التي استعاض بها هذا الشيخ الطاعن في السن قوته الماضية، فكانت...
وحينما تختفي قوة الإنسان الجثمانية، لا يجد بدا من أن يستعيض عنها بقوة أخرى، وخصوصا إذا كانت تلك القوة الجثمانية قد صرفت طاقتها في أسباب العراك والخصام التي كانت تذهب في كثير من الأحيان إلى حد العناد والتحدي والاعتداء أيضا، أما القوة التي استعاض بها هذا الشيخ الطاعن في السن قوته الماضية، فكانت...
كان ذلك في مصر، قبل أن تقوم الثورة. دخل علي بقامته المديدة ووقف أمامي فحال بيني وبين النور فدعوته للجلوس. كان من المتفيهقين الثرثارين الذين يحلو لهم أن يسرفوا في الحديث، وهو رجل قد تجاوز الخمسين، واسع الحيلة، شديد الإلمام بظروف الحياة وتقلباتها، عصبي الطبع، عركته الحياة وعركها، تلقى عليه أول...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى